رد منال العالم على انتقادات خلع الحجاب تشعل منصات التواصل
في خطوة مفاجئة، أعلنت الشيف منال العالم خلعها للحجاب، مما فجّر موجة من الجدل الواسع على منصات التواصل الاجتماعي، وفتح الباب أمام نقاشات حادة بين جمهورها حول حرية المظهر، وتأثير المشاهير على الجمهور، خاصة في العالم العربي، حيث تحظى منال بمتابعة كبيرة واحترام عميق منذ عقود.
بداية الأزمة: صورة بدون حجاب تشعل الجدل
الشرارة الأولى كانت عند نشر منال العالم صورة لها عبر حسابها الرسمي على إنستغرام، ظهرت فيها دون حجاب، مع تعليق مقتضب يعكس شعورًا بالتحرر والثقة، دون تقديم مبررات أو توضيحات للجمهور. الصورة انتشرت بسرعة البرق، وانهالت التعليقات بين مؤيد ومعارض.
موجة من الغضب… وجمهور منقسم
عدد كبير من المتابعين عبّر عن صدمته، خصوصًا وأن منال العالم كانت دائمًا تقدم نفسها كوجه محافظ، وتربط شخصيتها الإعلامية بالمظهر المحتشم. فبالنسبة لكثير من المتابعين، الحجاب كان جزءًا من هويتها العامة، مما جعل التغيير الحاد غير متوقع.
تعليقات الغضب تراوحت بين هجوم مباشر، واتهامات بالتأثر بالغرب أو البحث عن مزيد من الشهرة، وصولًا إلى مطالبات بالمقاطعة. البعض رأى أن منال خذلت جمهورها الذي وثق بها كقدوة للمرأة العربية المحافظة، لا سيما أنها شخصية تُخاطب شريحة واسعة من ربات البيوت والعائلات.
منال ترد على الانتقادات: القرار شخصي ولا يمس أحدًا
بعد ساعات من تزايد الجدل، خرجت منال العالم في فيديو قصير أوضحت فيه أن قرارها بخلع الحجاب شخصي بحت، مؤكدة أنها لا تُجبر أحدًا على تقليدها، وأن شكلها الخارجي لا يُلغي شخصيتها أو مبادئها في الحياة أو العمل. قالت: "أنا إنسانة قبل كل شيء، ولي حياتي الخاصة، ولا أطلب من أحد أن يتبعني أو يوافقني. احترموا قرارات الآخرين كما تحبون أن تُحترموا.".
وفي مقطع فيديو قالت منال العالم: من حق كل شخص يظهر كما يريد بالطريقة الملائمة، أنا مرنة في هذي الأمور، أنا بضع الغطاء على الرأس لما أكون في مهمة رسمية وفي وقت التصوير بس، أنا في حياتي الخاصة لا أضع الحجاب.
أكدت منال العالم أن ارتداءها لغطاء الرأس يعود إلى بيئتها التي نشأت فيها، حيث قضت سنوات الدراسة حتى المرحلة الثانوية في مدينة الدمام شرق السعودية، وهي مدينة تُعرف بطابعها المحافظ، وكان من الطبيعي أن تلتزم بارتداء العباءة السوداء وغطاء الرأس عند الخروج، الأمر الذي أصبح جزءًا من أسلوب حياتها وهويتها.
وعن ردّ فعلها تجاه الانتقادات التي تتعرض لها، عبّرت منال العالم عن احترامها لآراء الآخرين، حتى إن كانت قاسية في بعض الأحيان. لكنها تمنت أن يكون النقد بنّاءً وخالياً من الشتائم أو الإساءات، مشيرة إلى أهمية الارتقاء بأسلوب الحوار وتبادل الآراء دون تجريح.
وفيما يخص مسيرتها المهنية في عالم الطبخ والإعلام، أوضحت منال العالم أن الطريق لم يكن شاقًا بالدرجة التي قد يتصورها البعض، لأنها كانت تركّز على ما تقدّمه من محتوى وقيمة، دون أن تلتفت إلى المشتتات أو ردود الفعل السلبية. وعلى الرغم من وجود بعض التحديات من المجتمع ومن بعض المقربين في بداياتها، فإنها استطاعت تجاوز هذه العقبات مع مرور الوقت، خاصة مع تحوّل النجاح النسائي إلى أمر معتاد ومقبول بشكل أكبر في المجتمعات العربية.
دعوات لمقاطعتها… وهل تأثرت شعبيتها؟
مع تصاعد التوتر، ظهرت دعوات محدودة لمقاطعة برامج منال العالم، وعدم متابعة وصفاتها أو صفحاتها على السوشيال ميديا. بعض الحسابات المؤثرة وصفت ما فعلته بأنه "ترويج غير مباشر لفكرة التخلي عن الثوابت"، بينما ردّ مؤيدوها بأن المحاسبة يجب أن تكون على السلوك والمحتوى، لا على الشكل الخارجي.
حتى الآن، لم تخرج أية جهة رسمية (قنوات، شركات تعاون، حملات دعائية) ببيانات تنفي أو تؤكد استمرار الشراكة معها، مما يشير إلى أن الأزمة ما زالت في إطار "السوشيال ميديا" ولم تؤثر على نشاطها المهني بشكل مباشر حتى لحظة إعداد التقرير.
منال العالم اليوم: هدوء بعد العاصفة
في الأسابيع التي تلت إعلانها، بدت منال العالم هادئة، وواصلت نشر محتوى الطهي المعتاد على صفحاتها. لم تُظهر أي تغيير كبير في نمط حياتها أو أسلوبها، ما يشير إلى أنها تحاول العودة لحياتها المهنية بشكل طبيعي دون الالتفات للضغوط.
بعض التعليقات الإيجابية بدأت تعود تدريجيًا إلى منشوراتها، خاصة من نساء اعتبرن ما فعلته "تعبيرًا عن الشجاعة" و"حقًا أصيلًا لا يجب محاكمته". بينما بقيت قلة لا تزال تنتقد أو تلمح إلى أن "الصورة لم تعد كما كانت".
المزيد: