غادة إبراهيم بلمسات فرعونية في مهرجان القاهرة السينمائي
تاريخ النشر: : الخميس، 13 نوفمبر 2025 زمن القراءة: 5 دقائق قراءة آخر تحديث: : منذ يومين

غادة إبراهيم بلمسات فرعونية في مهرجان القاهرة السينمائي

في دورة عام 2025 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، تحولت السجادة الحمراء إلى مساحة فنية تتناغم فيها الأناقة مع التراث، حيث اختارت مجموعة من النجمات استلهام إطلالاتهن من الحضارة المصرية القديمة، في خطوة أثارت إعجاب الحضور وتفاعل الجمهور عبر منصات التواصل الاجتماعي.

 غادة إبراهيم بإطلالة فرعونية

من بين النجمات كانت إطلالة النجمة غادة إبراهيم والتي تألقت بإطلالة فرعونية لتنضم إلى بعض النجمات اللواتي حرصن على الظهور بلمسات فرعونية في المهرجان.

حملت هذه الإطلالات غنى التفاصيل، من التطريزات الذهبية الدقيقة إلى النقوش الهندسية، مروراً بتسريحات الشعر التي استوحت ملامحها من ملكات مصر القديمة، لتصبح السجادة لوحة متكاملة تمزج بين الحداثة والأصالة، وتعكس هوية ثقافية بصرية فريدة.

عودة الجمال الفرعوني إلى السجادة الحمراء

الإطلالات الفرعونية لم تكن مجرد توجه جمالي عابر، بل جاءت كرسالة فخر بالتراث المصري الأصيل. اعتمدت النجمات تصاميم تمزج بين الفخامة الملكية واللمسات العصرية: فساتين مطرزة بالذهب، أقمشة لامعة مستوحاة من رموز الحضارة المصرية القديمة، وألوان هيمنت عليها درجات الذهبي، البرونزي، والأزرق النيلي، وهي الألوان التي ارتبطت تاريخياً بالملوك والآلهة.

هذا المزج بين الرموز التقليدية والأسلوب الحديث منح السجادة الحمراء بعداً بصرياً استثنائياً، جعل الحضور يشعر وكأنه يشهد احتفالاً ملكياً يعيد أمجاد مصر القديمة إلى الحاضر.

لبلبة.. أيقونة الأناقة الفرعونية

استطاعت النجمة لبلبة أن تلفت الأنظار بإطلالة ساحرة، حيث اختارت فستاناً طويلاً مزداناً بالتطريزات الذهبية والنقوش التي تحاكي الرسومات الفرعونية. جاء الفستان بأكمام قصيرة، ورافقته حلي نحاسية ضخمة وأقراط بارزة، بينما ركز المكياج على العيون الكحلية والشفاه الجريئة، ليكتمل المشهد بأسلوب أسطوري يعكس الفخامة الملكية.

وأوضحت لبلبة أن اختيارها لهذا التصميم جاء احتفالاً بافتتاح المتحف المصري الكبير، مؤكدة أن مصر دائماً مصدر فخر وإلهام. التصميم بدا وكأنه يستحضر حركة اليد الملكية نحو المعبد، مما جعل خطواتها على السجادة جزءاً من طقس بصري متقن يعكس التاريخ والفن في آن واحد.

هاجر الشرنوبي ولمسات ملكات مصر

ظهرت هاجر الشرنوبي بإطلالة مستوحاة من ملابس ملكات مصر القديمة، مرتدية فستاناً ذهبياً بنمط “عقد العنق”، مزيناً بتفاصيل بارزة وزخارف هندسية دقيقة تذكر بنقوش المعابد الفرعونية.

الشعر كان منسدلًا على الظهر مع ربطة مشدودة من الأمام، وأضافت إلى تسريحها قطع إكسسوار ذهبية صغيرة، ما جعل حضورها يبدو كأنه مشهد سينمائي مستوحى من التاريخ. تميزت هذه الإطلالة بالانسجام بين الفستان والإكسسوار وتسريحة الشعر، لتشكل رسالة بصرية واضحة تقول “أنا أميرة مصرية اليوم”، وتجعل السجادة الحمراء مسرحاً للتاريخ والمعاصرة في آن واحد.

المكياج وتسريحات الشعر.. رموز الفرعنة حية

لم تقتصر اللمسات الفرعونية على الأزياء فقط، بل امتدت لتشمل الشعر والمكياج. بعض النجمات اعتمدن تسريحة “بوب” مستقيمة مع غرة أمامية تشبه أسلوب الملكة كليوباترا، بينما اختارت أخريات تسريحات مرفوعة مع تيجان ذهبية صغيرة أو أطواق متموجة تذكّر بتيجان الفراعنة.

أما المكياج فكان عنصراً محورياً في الإطلالات: الكحل الأسود والظلال الذهبية منح العيون تأثيراً سلطوياً، في حين أضافت الشفاه اللامعة ولمسات البشرة المضيئة شعوراً بالفخامة الملكية. هذا التناغم بين الشعر والمكياج والأزياء خلق تجربة بصرية متكاملة، وكأن كل نجمة تسرد قصة ملكية من التاريخ على السجادة الحمراء.

رمزية الألوان والإكسسوارات

تميزت الإطلالات بثراء الألوان ودلالتها الرمزية. فالذهبي مثّل الخلود والقداسة، والأزرق النيلي عبّر عن النيل والحياة، بينما البرونزي ودرجات البني دلّت على الدفء والأنوثة. أما الإكسسوارات فكانت ضخمة وملفتة: أساور عريضة، قلادات تغطي الكتفين والصدر، وحُلي نحاسية أو ذهبية مستوحاة من ما كانت ترتديه الملكات. النقوش الزخرفية، سواء كانت هندسية أو مستوحاة من رموز مثل مفتاح الحياة أو نميسزت، حولت كل فستان إلى تحفة فنية تحمل معنى وتاريخاً، بدلاً من أن يكون مجرد ثوب للظهور.

لماذا ظهر الطابع الفرعوني هذا العام؟

لم يكن اختيار النجمات للإطلالات الفرعونية عشوائياً، بل جاء احتفاءً بالهوية الثقافية للمهرجان، وتزامناً مع افتتاح المتحف المصري الكبير، ما عزز روح الفخر بالتراث. كما لعبت الرغبة في التميّز البصري وإنتاج صور تُتداول على نطاق واسع دوراً كبيراً في اختيار هذه اللغة البصرية التي تمزج بين الموضة والهوية المصرية.

المزج بين الماضي والحاضر

نجح المصممون في تحويل الإلهام الفرعوني إلى تصاميم عصرية تناسب السجادة الحمراء، مع الحفاظ على هيبة التفاصيل الملكية. كل فستان تم تصميمه بعناية ليتناغم مع تسريحات الشعر والمجوهرات، ليبدو وكأن الجمال الفرعوني يعيش اليوم دون أن يفقد رمزيته أو هيبته التاريخية. هذا المزج الذكي جعل الإطلالات ليست مجرد أزياء، بل تجارب بصرية تحمل رسالة ثقافية وفنية.

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 2025

في دورة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 2025، تحولت السجادة الحمراء إلى منصة تعبيرية فريدة، حيث لم تكن الإطلالات مجرد فساتين، بل لوحات متكاملة تستحضر أمجاد مصر القديمة بلمسة معاصرة. من إطلالة لبلبة الساحرة التي جمعت بين الرموز الفرعونية والفخامة الحديثة، إلى هاجر الشرنوبي التي أبدعت في دمج الذهب والنقوش الهندسية، إلى تسريحات الشعر والمكياج الملكي، كل التفاصيل ساهمت في خلق تجربة بصرية متكاملة. هذه الدورة أثبتت أن الموضة ليست مجرد عرض بصري، بل وسيلة للتعبير عن الذات والثقافة والهوية في آن واحد، مؤكدة على قدرة الفن والأزياء على الجمع بين الماضي والحاضر بأسلوب مبدع ومؤثر.

المزيد: