هرب من الثأر ولم يحضر جنازته سوى 18 شخص: تفاصيل مثيرة عن رياض القصبجي
هرب من الثأر فسكن أمام منزل ريا وسكينة بدأ مسيرته الفنية بالسكك الحديدية ليصبح أشهر شاويش بالسنيما المصرية وتزوج تسع مرات وأصيب بالفقر وعندما مات لم يحضر جنازته سوى ثمانية عشر شخصا لم يكن منهم صديقه إسماعيل ياسين شاهدوا معنا الرحلة المؤثرة للفنان الرائع رياض القصبجي.
رحلة رياض القصبجي: من هو الشاويش عطية؟
ولد رياض القصبجي عام ألف وتسعمئة وثلاثة 1903، بمحافظة سوهاج ورغم عدم دخوله المدارس تعلم القراءة والكتابة وبسبب العرف والتقاليد هرب من الثأر ليترك سوهاج واتجه إلى الإسكندرية وأقام بالبيت المقابل لمنزل ريا وسكينة بمنطقة درب اللبان.
ومارس رياض القصبجي رياضتي الملاكمة ورفع الأثقال وعمل كمحصل تذاكر بالسكك الحديدية وهنا بدأت علاقته بالفن.
فقد كان عضوا بجماعة التمثيل الخاصة بهيئة السكك ثم سافر إلى القاهرة وانضم للفرق المسرحية المتجولة ليتعرف على الفنان محمود شكوكو الذي قدمه لعلي الكسار للعمل بفرقته، كما عمل بفرقة جورج أبيض وتعرف على المونولوجست إسماعيل ياسين الذي أصبح صديقه المقرب في الوسط الفني بعد ذلك.
عبد الحكيم عامر يشيد بالشاويش عطية
وكان أول ظهور له على شاشة السينما في فيلم اليد السوداء عام ألف وتسعمئة وستة وثلاثين 1936 ثم شارك في أكثر من فيلم، حتى بدأت انطلاقته الحقيقية مع اكتشاف المخرج فطين عبد الوهاب له فقدمه في شخصية الشاويش عطية الناجحة مع سلسلة أفلام إسماعيل ياسين وأصبحا من الثنائيات الكوميدية الناجحة.
وقد أشاد به المشير عبد الحكيم عامر عن دوره في فيلم إسماعيل ياسين في البوليس الحربي واشتهر بإفيهاته المميزة في السينما التي انتقلت على لسان الجمهور إلى الشارع المصري .
وشارك رياض القصبجي في أكثر من مئة وتسعة وسبعين 179 عملا منهم أكثر من عشرين فيلما مع إسماعيل ياسين.
وتزوج تسع مرات منها أربع مرات زواجا رسميا وخمس زيجات عرفيا وأنجب ولدين، هما محمود الشهير باسم فايق من زوجته الأولى وفتحي من زوجته الثانية.
مرض رياض القصبجي الذي ألزمه كرسي متحرك
ومرض أثناء تصوير فيلم أبو أحمد عام ألف وتسعمئة وتسعة وخمسين 1959 وكانت معظم مشاهده فى عرض البحر فتدهورت حالته واكتشف الأطباء إصابته بالشلل النصفي بالجانب الأيسر نتيجة ارتفاع ضغط الدم وبات أسيرا لكرسي متحرك وأنفق كل أمواله على العلاج وباءت كل المحاولات بالفشل حتى حاصره الفقر والعجز.
وعندما علم المخرج حسين الإمام بتحسن صحته عرض عليه العمل بفيلم الخطايا فذهب إلى الأستوديو مستندا على شقيقته على أمل أن يعود مجددا للوقوف أمام الكاميرا ولكنه لم يستطع التمثيل وسقط أرضا أثناء تأديته لأول مشهد له.
وظل على حالته الصحية لأكثر من عام وفي الجانب الآخر كشفت المحنة عن موقف غريب من إسماعيل ياسين كما صرح فتحي ابن القصبجي أن إسماعيل لم يقم بزيارته طوال فترة مرضه رغم أنه كان دائم السؤال عنه.
كما لم يذهب لتقديم واجب العزاء في الشاويش عطية شريك نجاحه والذي توفي عام ألف وتسعمئة وثلاثة وستين 1963 عن عمر ناهز ستين عاما، وكان قد قضى سهرته الأخيرة مع أسرته وتناول معهم طعام العشاء، والمكون من أقراص الطعمية "الفلافل" التي يحبها، واستمع إلى أم كلثوم، وظل جسده مسجيا على فراشه انتظارا لمن يدفع تكاليف جنازته ومصاريف الدفن وتشييع الجثمان، حتى تبرع له أحد المنتجين.
ولم يحضر جنازته سوى ثمانية عشر شخصا من أهله وجيرانه ولم يكن هناك أحد من الفنانين فيما عدا محمد الغزاوى نقيب الممثلين وباقة ورد يتيمة حملها فراش النقابة، ليسدل الستار على حياة أحد أهم الفنانين الذين مروا على شاشة السينما ولم يكرمهم سوى الجمهور.