7 دقائق هزت باريس.. كيف تسلل اللصوص إلى اللوفر؟

  • تاريخ النشر: منذ يومين زمن القراءة: دقيقتين قراءة
مقالات ذات صلة
أشهر 10 صور هزت العالم
سحر المكياج في دقائق
قصص النجوم مع الموت والإصابات: حوادث هزت الوسط الفني

في 19 أكتوبر 2025 نفذ فريق من اللصوص عملية سطو جريئة استهدفت مجوهرات تاريخية معروضة في قاعة أبولّو داخل متحف اللوفر بباريس. استغرق الاقتحام دقائق معدودات قبل أن يلوذ المهاجمون بالفرار، لكن أثر العملية امتد سريعًا إلى نقاش عام وسياسي حول أمن المتاحف وحماية التراث الوطني.

كيف تمت السرقة

وفق التحقيقات الأولية وشهادات شهود العيان، وقعت السرقة صباح يوم الأحد حوالى الساعة 9:30 صباحًا بالتوقيت المحلي. استخدم المهاجمون سلمًا متحركًا مركبًا على مركبة للوصول إلى نافذة في الطابق الثاني مطلة على قاعة أبولّو، ثم كسروا زجاج القاعات واستعملوا أدوات كهربائية لكسر حواجز العرض وسرقة القطع المعروضة. استغرقت العملية أقل من عشر دقائق، ثم هرب اللصوص على درّاجات نارية، تاركين بعض الأدوات وبعض القطع التي سقطت أثناء الفرار.

المسروقات وما لم يُسرق

أعلنت النيابة العامة أن ثمانية قطع ثمينة اختفت من العرض، فيما عُثر على قطعة تاسعة مهجورة أثناء الفرار. تضمنت المسروقات براعات وتيجارات وياقات تاريخية تعود لقرون، وبعضها مرتبط بسلالات إمبراطورية فرنسية مثل مجوهرات الإمبراطورة يوجيني. ومن المفاجآت أن حجر «ريجنت» الشهير لم يتعرض للسرقة، وهو ما اعتبرته التحقيقات فرصة لاستعادة الحد الأدنى من التراث الوطني دون خسائر كاملة.

حجم الاستجابة والتحقيقات

فتحت السلطات الفرنسية تحقيقًا موسعًا فور وقوع الحادث، وكلفت عشرات المحققين المتخصصين في الجرائم الفنية بالملف. تم نشر صور ووصف للمسروقات وإضافتها إلى قواعد بيانات دولية لآثار مسروقة، كما أدرجت منظمة الإنتربول القطع في قاعدة بيانات الأعمال الفنية المفقودة لمساعدتها في تتبعها ومنع تهريبها. وصف الرئيس الفرنسي الحادث بأنه هجوم على التراث الفرنسي، فيما أعلنت وزارة الداخلية ووزارة الثقافة فتح تحقيقات فورية وتعزيز إجراءات الأمن.

قضايا الأمان والتأمين

كشفت التغطيات الصحفية أن القطع المسروقة غالبًا لا تغطيها سياسات التأمين التجارية التقليدية، إذ تلتزم الدولة بحماية القطع داخليًا بدلًا من شراء بوليصات باهظة الثمن. وحذر خبراء من احتمال تفكيك القطع وبيع المعادن أو الأحجار منفصلة، ما سيصعّب استعادتها ويقلل من قيمتها التاريخية.

دوافع الجناة والاحتمالات

التحقيقات تتناول عدة فرضيات: سرقة منظمة لبيع القطع في السوق السوداء، عصابة متخصصة في تفكيك الأحجار وبيعها كسبائك، أو شبكة دولية تحاول تصريف القطع عبر قنوات مخفية. شهرة القطع تجعل عرضها كما هي أمرًا صعبًا للغاية، لكن تفكيكها يهدد أصالتها وقيمتها التاريخية.

بُعد تاريخي وتأثيره على سياسة المتاحف

السرقة أعادت النقاش حول أمن المتاحف وشروط إعارة الأعمال بين المؤسسات الدولية. من المتوقع أن تشهد المتاحف تشديدًا في إجراءات الحماية والتأمين، وربما تغييرات تقنية في أنظمة المراقبة والحماية الفيزيائية لعرض القطع. كما قد تُراجع المتاحف إجراءات العرض العام لتقليل المخاطر على الكنوز المعروضة.

سرقة متحف اللوفر

سرقة متحف اللوفر ليست مجرد حادث جنائي بل ضربة رمزية لتراث عالمي ثمين. التحقيقات مستمرة، والجهات الأمنية الفرنسية بالتعاون مع شركاء دوليين تسعى لاستعادة المسروقات وتقديم الجناة للعدالة. يبقى السؤال الأكبر: هل ستُستعاد هذه الكنوز كما هي أم ستتشتت بين أسواق سرية ومقتنيات مجزأة؟