دموع في عيون وقحة: ملحمة درامية عن الجاسوسية وهذه تفاصيلها الحقيقية
مسلسل دموع في عيون وقحة، استعرض واحدة من أهم حلقات الصراع العربي الإسرائيلي، وكان من أوائل المسلسلات العربية التي تناولت موضوع الجاسوسية.
وجسد فيه النجم عادل إمام دور جمعة الشوان، العميل المزدوج للمخابرات العامة المصرية، واسم البطل الحقيقي للملحمة هو أحمد الهوان، تعرف على قصته الحقيقية في حلقة جديدة من أصل وصورة.
معلومات عن جمعة الشوان الحقيقي
اسمه الحقيقي أحمد محمد عبد الرحمن الهوان، ويعرف باسم جمعة الشوان، نسبة إلى الاسم الذي اشتهر به عند كتابة مسلسل دموع في عيون وقحة، بعدما استقر مع الكاتب صالح مرسي على اسم جمعة؛ لأنه عيد في السماء والأرض، والشوان على وزن الهوان لقب عائلة والدته.
ولد بمدينة السويس في السادس من أغسطس عام 1939، لأب صعيدي ولد في ميناء القصير على البحر الأحمر، وأم من السويس، وكان ترتيبه الخامس بين عشرة أطفال 7 من البنات و3 من الذكور.
عمل مع أشقاء والدته في مقاولات المراكب، وتحديدا خاله جابر الهوان، الذي سماه أحمد الهوان، وكان يدهن المراكب مقابل ستة قروش صاغ في اليوم، وارتفع أجره إلى 20 قرشا.
النصب والسفر لليونان
استهواه العمل في البحر، ومع البمبوطية حتى عمل مساعدا للريس عتريس على فلوكة بشراع بحري، وأجاد الإنجليزية والفرنسية والإيطالية واليونانية والألمانية التي سمعها من الأجانب العابرين لقناة السويس، وتطورت تجارته في عمله الجديد كمطاط بالبحر، وهو الذي يبيع المنتجات على ظهر السفن الأجنبية.
وفي العام 1967، كانت له شركتان سياحيتان إحداهما اسمها أبو سمبل قبل أن تقع نكسة الخامس من يونيو، وتهجير سكان مدن القناة إلى الدلتا، فاستأجر شقة في سوق التوفيقية بوسط القاهرة بمبلغ وقدره 150 جنيهاً شهريا، وبعد أربعة أشهر، قاربت نقوده على النفاد، واحتال عليه شخص أخذ منه 600 جنيه ليدبر له شقة تمليك بعقد رسمي وهرب.
ضاقت به الظروف في القاهرة، وتذكر قبطانا يونانيا كان صديقه، وكان مدينا له بمبلغ 200 جنيه إسترليني، فسافر إلى أثينا بتذكرة سفر بالبحر بمبلغ 10 جنيهات مصرية، وعرض عليه القبطان العمل معه كضابط إداري على مركب بحري براتب 180 جنيها إسترلينيا بدون الحوافز، ولم يكن أمامه غير الموافقة.
محاولات الموساد لتجنيد أحمد الهوان
تعرف الهوان هناك على فتاة إسرائيلية خلال محاولة الموساد إغراءه بالعمل لصالحه، وأن يتولى رئاسة فرع شركة للحديد والصلب في مصر، وأمروه بزيارة القناة ومنطقة البحيرات المرة، ومعرفة ما يجري فيها؛ حيث توجد 13 سفينة أجنبية محجوزة بسبب إغلاق القناة، بدعوى أنهم سيشترونها عندما تعرض في المزاد كخردة بعد فتح القناة.
شك جمعة الشوان في من قابلهم؛ لأن الأسماء يهودية، فتوجه إلى مبنى المخابرات، وطلب مقابلة الرئيس جمال عبد الناصر، فحجزوه يومين، ثم ذهب إليه في بيته في منشية البكري، وروى له ما حدث، فأرسله إلى رجال المخابرات الذين طلبوا منه تنفيذ توجيهات الموساد.
العمل مع الموساد كعميل مزدوج
كان أحمد الهوان يمد الموساد بمعلومات حقيقية عن أماكن وهمية خاصة بقواعد الصواريخ، وتعلم في مدينة ليل الفرنسية الاستقبال بالراديو، والحبر السري، وجمع المعلومات عن الجيش والرأي العام.
رئيسه في المخابرات كان اللواء محمد عبد السلام المحجوب وزير التنمية المحلية الأسبق، أو الريس زكريا كما لعب دوره الفنان الراحل صلاح قابيل في المسلسل؛ فقد كان يُنقح المعلومات ويعطيها له ليرسلها إلى الموساد.
زار تل أبيب 38 مرة خلال أحد عشر عاما، وهي فترة عمله مع المخابرات المصرية، وكرّمته جولدا مائير رئيسة الوزراء الإسرائيلية، بعد نجاحه في اجتياز اختبارات جهاز كشف الكذب على مدى 4 ساعات.
انتصار المخابرات المصرية وانتهاء مهمة أحمد الهوان
البطة السمينة كان الاسم السري لأحدث جهاز إرسال امتلكته إسرائيل، وكان هذا الجهاز واحدا من أصل 3 ثلاث نسخ أو أربعة في العالم أجمع، فاستطاع جمعة الشوان خداع الموساد وإحضار الجهاز إلى القاهرة.
في الساعة الحادية عشرة وخمس عشرة دقيقة قبل ظهر الأربعاء الثاني والعشرين من ديسمبر سنة 1976، أرسلت المخابرات المصرية برقية موجزة إلى المخابرات الإسرائيلية، جاء فيها: "من المخابرات العامة المصرية إلى المخابرات الإسرائيلية، إننا نكرر شكرنا على إمدادكم لنا بأدق وأخطر أسراركم، التي كشفت لنا المزيد من عملائكم داخليا وخارجيا؛ وذلك على مدى سنوات، وإلى اللقاء في معارك ذهنية أخرى".