عمار الشريعي: قاطعته أسرته بسبب الفن وهذا موقف فريد الأطرش للصلح بينهم
غواص في بحر النغم، تحدى إعاقته وظروفه، وقاطعته والدته خمس سنوات؛ لعمله في الفن رغم كونها السبب في حبه للفن، تعرف على حياة الموسيقار الراحل عمار الشريعي في حلقة جديدة من أهل المغنى.
بدايات عمار الشريعي
اسمه بالكامل عمار علي محمد إبراهيم علي الشريعي، ولد عام 1948 في مدينة سمالوط بمحافظة المنيا في صعيد مصر في طفولته، حفظ عمار الشريعي خمسة أجزاء من القرآن الكريم، واشترى له والده بيانو حين ظهر عليه الاهتمام بالموسيقى والطرب.
وكانت والدته سبب حبه للموسيقى؛ إذ كانت تردد الطقاطيق والموشحات والأغاني الفلكلورية، وحفظ عنها الكثير من الأغاني.
تلقى علوم الموسيقى الشرقية على يد مجموعة من الأساتذة الكبار بمدرسته الثانوية، في إطار برنامج مكثف أعدته وزارة التربية والتعليم خصيصا للطلبة المكفوفين الراغبين في دراسة الموسيقى.
خلال فترة دراسته، وبمجهود ذاتي، أتقن عمّار الشريعي العزف على آلات البيانو والأكورديون والعود، ثم أخيرا الأورج؛ حيث كانت ابنة عمه تعلمه العزف عن طريق تسمية النغمات بأسماء الأصابع.
بدأ حياته العملية كعازف على آلة الأكورديون في عدد من الفرق الموسيقية، ثم تحول إلى الأورج؛ حيث بزغ نجمه، واعتبر نموذجا جديدا في تحدي الإعاقة، نظرا إلى صعوبة هذه الآلة واعتمادها بدرجة كبيرة على الإبصار.
رفض أسرة عمار الشريعي لعمله بالفن ووساطة فريد الأطرش
رفضت أسرته توجهه لاحتراف عزف الموسيقى، وتحدث الشريعي عن ذلك قائلا: "وجدت معارضة كبيرة من أسرتي.. والدتي كانت ترى أن من يعمل بالموسيقى سيصبح عاقا لوالديه ومنحرفا.. ووالدي كان يغلق باب المنزل في تمام العاشرة مساء، ويمنعني من الدخول، حتى قررت أن أترك المنزل، وكان الفنان فريد الأطرش صديقا لوالدي، وكان أيضا العازف أحمد الحفناوي من أصدقاء أعمامي".
تابع عمار الشريعي: "وحكى الحفناوي للأطرش أن ابن علي الشريعي عازف موهوب وأسرته تعارض أن يحترف الفن، فقرر فريد أن يلتقيني وأعجب بموهبتي، وقام بحيلة لمحاولة التقريب بيني وبين أسرتي، وأقام حفلة لي، ودعا جميع أفراد أسرتي دون علمي، وفي يوم الحفلة كان الصلح بيني وبينهم، بعد أن رأوا بأنفسهم موهبتي، وبالفعل تصالحت مع والدي وأعمامي، ولكن ظلت أمي مقاطعة لي لمدة 5 سنوات كاملة".
عمار الشريعي أغاني وألحان
كانت أغنية امسكوا الخشب للفنانة مها صبري أول ألحانه عام 1975، هذه الألحان تجاوز عددها مئة وخمسين، لحنا بدأ مشواره في تلحين موسيقى الأفلام بفيلم الشك يا حبيبي، من بطولة الفنانة شادية، ليبدأ مشواره السينمائي.
وقد تجاوز عدد أعماله الموسيقية في السينما 50 فيلما، ومن أشهرها: البريء، والبداية، وحب في الزنزانة، وأرجوك أعطني هذا الدواء، وأيام في الحلال، وكتيبة الإعدام، ويوم الكرامة، وحليم.
بينما تجاوز عدد أعماله التليفزيونية مئة وخمسين مسلسلا، ومن أشهرها: الأيام، وبابا عبده، وأديب، والنديم، ووقال البحر، ومسلسل الجاسوسية دموع في عيون وقحة، والآخر عن الجاسوسية رأفت الهجان، وأرابيسك، والراية البيضا، والشهد والدموع، وزيزينيا، والزيني بركات.
ومن أشهر أعماله الموسيقية المسرحية رابعة العدوية، والواد سيد الشغال، وعلشان خاطر عيونك، وإنها حقا عائلة محترمة، والحب في التخشيبة، وتصبح على خير يا حبة عيني، ولولي، ويمامة بيضا.
في عام 1980، كون فرقة الأصدقاء من النجوم منى عبد الغني، وحنان، وعلاء عبد الخالق، وحققت نجاحا كبيرا.
وفاة عمار الشريعي
عانى عمار الشريعي بعد صراع طويل مع المرض، حيث تم نقله إلى المستشفى في حالة حرجة، وأقام في غرفة العناية المركزة وتم عمل الفحوصات اللازمة، ليتبين أنه بحاجة إلى عملية زراعة قلب عاجلة، ثم توفي عمار الشريعي في سن الـ 64 بالقاهرة في السابع من ديسمبر عام 2012 بعد أن ترك بحرا من الأنغام كان هو الغواص الأول فيه.