ما الفرق بين الجسم والجسد وبين جاء وأتى
اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 3190 في كانون الأول أو ديسمبر عام 1973، ومنظمة اليونيسكو للاحتفال بـ يوم اللغة العربية يوم عالمي بسبب أنها واحدة من أهم اللغات العالمية حيث تحتوي على الكثير من المفردات والمعاني الهامة، فهي لغة الضاد حيث يتحدث بها ما يقارب من 467 مليون نسمة، فهي لغة منتشرة عبر دول العالم، ليس دول الوطن العربي فقط من تتحدث بهذه اللغة العربية هناك بعض الدول في قارة آسيا تتحدث العربية.
ما الفرقُ بين الجِسمِ والجَسَدِ في اللغة العربية
يقولُ اللهُ –تعالى– في سورةِ البقرةِ واصِفًا طالوتَ الذي سيكونُ ملِكًا على بني إسرائيلَ: (قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْم).
وقال –سبحانَه وتعالى– في سورة ص: (ولَقَدْ فتَنَّا سليمانَ وألقَيْنَا على كُرسِيِّه جَسَدًا ثُمَّ أنَابَ).
فما الفرقُ بين الجسمِ والجسدِ؟ حسَبَ المعاجِمِ، فإن جسْمَ الشيءِ جوهَرُه، وإن الشيءَ الجاسِدَ هو اليابسُ.
ويقولُ علماءُ اللغةِ إن السياقَ القرآنيَّ أطلَقَ الجِسْمَ على البَدَن، الذي تختَلِجُ فيه الروحُ وتنبعِثُ فيه الحياةُ؛ إذ يقولُ اللهُ –تعالَى– عن المُنافِقين: (وإذا رَأَيتَهُم تُعجِبُك أجسامُهم)، وهنا حديثٌ عن أجسامِ حيةٍ تدبُّ فيها الروحُ.
وأمَّا الجسدُ، فجاءَ في السياقِ القرآنيِّ مُقترِنًا بالجمادِ أو ببدنِ الإنسانِ بعدَ مفارقتِه الروحَ. يقولُ –تعالى–: (وَاتَّخَذَ قَومُ مُوسَى من بَعدِه مِنْ حُلِيِّهم عِجلًا جسدًا له خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوُا أنَّه لَا يُكلِّمُهم ولا يَهدِيهم سَبِيلًا)، وهنا حديثٌ عن جمادٍ لا روحَ فيه.
الفرق بين جاءَ وأتَى في اللغة العربية
قال تعالى: (فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا)
يقُولُ د. فاضل السامرائي:
يستعمِلُ القرآنُ الكريمُ كلمَةَ أتى لما هو أيسَرُ من جاءَ.. أي أنَّ المَجِيءَ أصعَبُ من الإتيانِ؛ ولذلك يكادُ يكونُ هذا طابعًا عامًّا في القرآنِ الكريمِ؛ ولذلك لم يَأتِ فِعلُ (جاءَ) بالمضارعِ ولا فعلِ الأمرِ ولا اسمِ الفاعلِ.
(فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا) الحَملُ سهلٌ لكنَّ ما جاءَت به أمرٌ عظيمٌ من الولادةِ. وأصلُ المسألةِ امرأةٌ ليست متزوجةً تحمِلُ.. هذا أمرٌ عظيمٌ وهي كانت خائفةً من مواجهةِ قومِها.. كيفَ تواجِهُهم؟!
لما قيل لها (فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا) عَلِمت أنها ستواجه قومها وأن قومَها سيُواجِهُونها، مع أن هذا صعبٌ عليها
ولذلك قالَ اللهُ: (فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ) لكن كيف واجهوها؟ كان الجوابُ: (قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا).
ليس هذا فقط، بل قالَ الله –تعالى–: (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا)..
المجيءُ صعبٌ. إذن هنالك فروقٌ دلاليةٌ بين جميعِ كلماتِ العربيةِ، سواءٌ علِمْناها أم لم نعلَمْها.