محمود المليجي: كان يخاف زوجته وعمر الشريف شهد وفاته المأساوية
صاحب ثاني أفضل فيلم في قائمة أفلام القرن العشرين، هو شرير السينما المصرية محمود المليجي، حياته الشخصية لا علاقة لها بالشر الذي قدمه على الشاشة.
بدايات محمود المليجي
ولد المليجي عام ألف وتسعمئة وعشرة 1910 بحي المغربلين في القاهرة، وبدأ مشواره الفني في الثلاثينيات عندما انضم إلى فرقة فاطمة رشدي، ووقف أمام أم كلثوم في فيلم وداد.
توالت الأعمال التي ظهر فيها محمود المليجي وحقق نجاحات كبيرة، خاصة في أدوار الشر التي قدمها، فكان له انفعالات خاصة وتشنجات لا تظهر إلا على شاشة السينما.
محمود المليجي: الطفل الذي خاف زوجته
عُرف محمود المليجي بين أصدقائه بالطيبة والإنسانية، وكثير من تصرفاته في حياته اليومية كانت تشبه تصرفات الأطفال.
فكان محمود المليجي -شرير السينما- دائما يذهب مبكرا إلى المنزل حتى إن كان في سهرة مع أصدقائه، خوفا من زوجته علوية جميل التي تميزت بالقسوة في الفن والحياة الشخصية.
وكانت علوية جميل تسيطر على المليجي سيطرة كبيرة، شخصيتها الحادة أهلتها لتفرض حصارا عليه حيث فكر في الزواج من الفنانة لولا صدقي التي أعجب بها كثيرا ولكن علوية أجبرته على إنهاء الارتباط قبل أن يبدأ.
علوية جميل أيضاً كانت السبب في تطليقه لزوجته درية أحمد التي تزوجها سراً وبعيدا عن علمها، غير أنها وبمجرد أن علمت بالأمر أجبرته على الانفصال.
وفي فترة السبعينيات ارتبط محمود المليجي سراً بالفنانة سناء يونس وتزوجا، وعاشا معا حتى وافته المنية ولم يمنحه القدر الفرصة لإعلان هذه الزيجة، ولكن بعد وفاته خرجت سناء يونس وتحدثت عن علاقتهما وزيجاتهما، مؤكدة أنها أحبته بشدة وكانت شديدة الإخلاص له.
في برنامج أوتوجراف الذي أجراه المليجي للتليفزيون المصري.. كشف أن نقطة ضعفه هي تواضعه بقدر مبالغ فيه، فهو دائما يرحب بالآخرين ويلبي كل طلباتهم، أما قوته فهي بالتزامه في تقديم عمله على أكمل وجه.
أكبر خطأ ارتكبه المليجي هو تأسيسه شركة إنتاج في منتصف الأربعينيات، فكان يرى أن لديه رؤية في السينما يستطيع من خلالها تفادي الأخطاء الموجودة، ولم يفكر وقتها في تحقيق أي ربح مادي من هذه الشركة.
كان المليجي يكتب الكثير من يومياته. وفي إحدى المرات ذهب بخياله إلى مصيره عندما ينطفئ بريق الشهرة من حوله، وتخيل أن الأمر قد يصل به إلى أن تقيم إحدى الجمعيات الخيرية حفلا لمساعدته.
وفاة محمود المليجي
وفاة المليجي كانت في لوكيشن تصوير فيلم أيوب، وكان يستعد لأداء مشهد مع عمر الشريف، وروى الشريف هذا الموقف قائلا إنه ذهب إلى مكان التصوير ولم يجد إلا المليجي.
وأثناء تناولهما القهوة، فوجئ به يسقط على الأرض، استنجد بالمارة لينقله إلى المستشفى بعدما ظن أنه فقد الوعي، لكنه صدم بخبر وفاته.
وقال عمر الشريف في لقاء تليفزيوني راويا قصة وفاة المليجي: "مات بين إيديا وإنا لوحدنا، مات من كتر ما اشتغل وكان راجل كبير"، مشيراً إلى أنه كان يتحدث له قبل وفاته بدقائق عن التزامه في الحضور لموقع التصوير، حتى أن العمال لم يكونوا قد حضروا بعد إلى الموقع، ولكنه فوجئ به يسقط على الأرض ليفارق الحياة، كالجندي في ميدان المعركة، تاركا عمر الشريف في دهشته.
ورحل محمود المليجي عن عمر ناهز الـ 73 عاماً يوم 6 يونيو عام 1983، وتم تشخيص الوفاة على أنها حدثت إثر أزمة قلبية حادة، ولم يمهله القدر هذه المرة لإنهاء آخر مشاهده في فيلم أيوب ورحل سريعاً تاركاً خلفه إرثا كبيرا من الأفلام المهمة في السينما المصرية، وبصمة خالدة لا ينافسه فيها أحد.