Balenciaga ريزورت 2026: وداع غفاساليا بمجموعة استثنائية

  • تاريخ النشر: منذ 10 ساعات
مقالات ذات صلة
لويس فويتون ريزورت 2026: فخامة مستوحاة من الماضي
مجموعة Fendi ريزورت 2026: إبداع يدمج التراث والحداثةمقدمة
مجموعة Bally ريزورت 2026: أناقة عصرية بروح سويسرية

قدمت دار Balenciaga مجموعتها الجديدة لموسم ريزورت 2026 في أجواء هادئة تليق بتوديع المصمم ديمنا غفاساليا الذي قرر مغادرة الدار بعد سنوات من التأثير الكبير على هويتها. المجموعة لم تأتِ لتبهر بصريًا بقدر ما هدفت إلى التأمل في رحلة طويلة من الإبداع، حيث مزجت بين الكلاسيكية المعاصرة والنظرة الشخصية التي ميّزت ديمنا منذ بداياته.

العرض الذي أقيم في باريس بدا وكأنه تأملٌ صامت في الذات أكثر من كونه عرضًا لصيحات جديدة. المكان اختير بعناية ليكون بسيطًا ومجردًا من البهرجة، فغابت المسرحيات المعتادة، وحضرت الإضاءة الخافتة والخطوات الهادئة لتمنح التصميمات المساحة الكاملة لتتحدث.

تأمل في الماضي بعيون الحاضر

العنوان الذي حملته المجموعة “Exactitudes” لم يكن عشوائيًا، فقد اتضح أنه تلميح مباشر إلى طبيعة العرض بوصفه استعادة أرشيفية مقصودة. استعان ديمنا بـ35 تصميمًا من أرشيفه الشخصي خلال فترة عمله في Balenciaga، وأعاد تقديمها برؤية حديثة.

السترات الضخمة ذات الأكتاف الحادة، الأحذية المدمجة بالسراويل المعروفة بـPantashoes، الكابات الثقيلة، وحتى الجينزات الممزقة ظهرت مجددًا، لكن بروح أكثر هدوءًا، وكأنها نسخة ناضجة من بدايات متمردة. لم تكن القطع صادمة كما اعتاد الجمهور في عروض سابقة، بل جاءت بنضج محسوب يُعبّر عن وداع مدروس لا عن ضجة الختام.

طبقات ومواد تجمع بين القسوة والليونة

عُرفت بصمة ديمنا بالتلاعب بالخامات غير التقليدية، وقد واصل هذا التوجه في المجموعة، مع دمج طبقات مختلفة من القماش، بدءًا من القطن المريح ووصولًا إلى النايلون السميك والجلود الصلبة. بعض المعاطف جاءت بتصميم مبطّن، وأخرى بدت كأنها مستعارة من خزانة مقاتل مستقبلي، بينما جاءت بعض الفساتين خفيفة وشفافة، توازن هذا المزاج المتقلب بين الشدة والنعومة.

أُدخلت لمسات معدنية خفيفة، وتنوعت الألوان بين الرمادي الداكن، الكاكي، البيج، والأسود الكلاسيكي، دون اللجوء إلى ألوان فاقعة أو زخارف مفرطة. كل ذلك خلق إحساسًا بصريًا أشبه بمشهد بالأبيض والأسود، لكن بحساسية عالية.

بريتني سبيرز: البطلة غير المتوقعة

في خطوة فنية ملفتة، اختار ديمنا أن تكون موسيقى العرض من توقيع بريتني سبيرز، مع أغنيات أعيد إنتاجها إلكترونيًا مثل “Gimme More” و“Oops!... I Did It Again”. الأغاني المعاد خلطها قدّمت تجربة صوتية مثيرة للعواطف، تنسجم مع فكرة العودة إلى الماضي والتعامل معه من منظور الحاضر.

هذا الخيار لم يكن مجرد ترف موسيقي، بل كشف عن حس ديمنا الثقافي، وقدرته على دمج الرموز الجماهيرية من الثقافة الشعبية مع رؤيته الجمالية الخاصة، مما أعطى العرض بعدًا عاطفيًا مغايرًا.

ردود فعل متباينة

كالعادة، انقسمت آراء الجمهور والنقاد بشأن العرض. رأى كثيرون أن المجموعة تمثل لحظة نضج وصدق، فهي بعيدة عن الإبهار المجاني ومليئة بالمرجعيات الشخصية التي تشكلت خلال عشر سنوات من العمل الجاد. من ناحية أخرى، وُجهت انتقادات بأنها بدت وكأنها عرض أرشيفي أكثر منها مجموعة تصميمية جديدة، وكأن المصمم أعاد تجميع قطعه القديمة ليقول وداعًا بصمت.

في مواقع التواصل، خاصة Reddit وTwitter، عبّر البعض عن شعور بالحنين بينما تساءل آخرون: هل هذا كل ما تبقى من عبقرية ديمنا؟ هل أنهى مسيرته في Balenciaga بحدود مأمونة بدلاً من مغامرة أخيرة؟

مرحلة ما بعد ديمنا: Piccioli يدخل الساحة

رحيل ديمنا يفتح الباب لمرحلة جديدة في Balenciaga، إذ أعلنت الدار سابقًا أن المصمم الإيطالي Pierpaolo Piccioli، المعروف بإرثه الرومانسي في Valentino، سيتولى القيادة الإبداعية قريبًا. وتُعد هذه الخطوة بمثابة منعطف جمالي كبير، حيث يُتوقع أن تتحول Balenciaga تدريجيًا من الأسلوب الحاد المعاصر إلى رومانسية أكثر شاعرية وأناقة.

ريزورت 2026 من Balenciaga

مجموعة ريزورت 2026 من Balenciaga كانت بمثابة رسالة وداع من ديمنا إلى جمهوره، استعرض فيها ما يراه هو إرثًا بصريًا وأسلوب حياة قبل أن يسلم الشعلة. العرض لم يكن عرضًا للأزياء فقط، بل تلخيصًا لعقدٍ كامل من التحدي والتجريب، وقد يكون ذلك ما جعله مؤثرًا حتى وإن لم يكن مفاجئًا.

رحل ديمنا، لكن بصمته ستظل حاضرة في تصاميم الدار، تمامًا كما أن موسيقى بريتني سبيرز بقيت تتردد في الخلفية، وتُذكرنا بأن الإبداع لا يودّع، بل يتحول من شكل لآخر.

 تم الاستعانة بالذكاء الاصطناعي في كتابة هذا التقرير