إطلالات النجمات العرب في مهرجان كان 2025: لمسات فاخرة
في مشهد احتفالي ساحر يعكس تلاقي الفن والأناقة، خطفت النجمات العربيات الأضواء خلال الدورة الثامنة والسبعين من مهرجان كان السينمائي الدولي لعام 2025، حيث ظهرت العديد منهن بإطلالات مبهرة استحقت عن جدارة التوقف أمامها، وسط مشاركة عالمية لألمع نجوم وصناع السينما من مختلف أنحاء العالم.
لم يكن الحضور العربي في مهرجان كان هذا العام عادياً، بل تميز بكثافة ومكانة، من خلال مشاركة أفلام من إنتاج عربي، وتكريم فنانات، وتنظيم فعاليات ثقافية بارزة. وكان الحدث الأبرز على هامش المهرجان هو الفعالية المميزة التي نظمتها مؤسسة البحر الأحمر السينمائي بعنوان "المرأة في السينما"، والتي سلطت الضوء على دور النساء في صناعة السينما العربية والعالمية، بمشاركة نجمات عربيات تركن بصمات واضحة على الشاشة.
يسرا: حضور ملكي وفخامة متقنة
ظهرت النجمة المصرية يسرا بإطلالة ملكية خطفت الأنظار، حيث ارتدت فستاناً راقياً من تصميم اللبناني طوني ورد. جاء الفستان من قماش المخمل الأسود الفاخر، مزيناً بتطريزات فاخرة على الصدر والأكتاف، مع تنورة واسعة مفعمة بالأنوثة. اختارت يسرا تسريحة شعر بسيطة ومجوهرات لافتة، لتؤكد من جديد أنها أيقونة في الأناقة والذوق الرفيع.
ياسمين صبري: إشراقة ليمونية ومجوهرات لافتة
أما النجمة المصرية ياسمين صبري، فقد اختارت فستاناً بلون أصفر ليموني من توقيع المصمم اللبناني نيكولا جبران، تميز بقصته الضيقة على الخصر وتنورته الواسعة ذات اللمعان الناعم. نسّقت إطلالتها مع مجوهرات ألماسية كبيرة وتسريحة شعر مرفوعة أظهرت ملامحها بشكل جذاب، ما جعلها محط اهتمام عدسات المصورين على السجادة الحمراء.
بلقيس فتحي: أميرة عصرية بنفحة كلاسيكية
المغنية الإماراتية بلقيس فتحي بدت كأميرة من القصص الخيالية في فستان أزرق سماوي من توقيع دار أوسكار دي لا رنتا. زُيّن الفستان بالتطريزات اليدوية الدقيقة وامتاز بياقة مفتوحة وتنورة منفوشة على الطراز الكلاسيكي، ما منح بلقيس حضوراً ساحراً يأسر الأنظار.
ريا أبي راشد: تنوع وأناقة تتجدد
الإعلامية اللبنانية ريا أبي راشد التي باتت من الوجوه الثابتة على سجاد كان، أطلت هذه السنة بفستان بني أنيق تميّز بكورسيه ضيّق وتنورة ساتان ناعمة، من تصميم جورج شقرا. أكملت الإطلالة بوشاح شفاف مرفرف أضفى بعداً دراماتيكياً ورفيع الذوق.
نسرين طافش: جاذبية لا تغيب
قدمت الفنانة السورية نسرين طافش نفسها كرمز للأنوثة والجرأة، عبر اختيارها فستاناً بلون التركواز الحيوي، مزداناً بتفاصيل ناعمة ومكشوفاً عند الأكتاف. التصميم البسيط والراقي في الوقت ذاته أظهر رشاقتها وأناقتها اللافتة.
مي عمر: مزيج من الكلاسيكية والحداثة
من مصر أيضاً، حضرت الفنانة مي عمر بإطلالة قوية ارتكزت على فستان من توقيع زهير مراد، اتسم بالبساطة الراقية وخطوط التصميم التي تبرز قوامها الأنثوي، مع تطريزات دقيقة من الخرز والكريستال. الشعر المرفوع والمكياج الناعم أكملا هذه الإطلالة بنجاح.
المرأة في السينما: تكريم وإشادة من مؤسسة البحر الأحمر
ضمن الأنشطة الموازية للمهرجان، نظمت مؤسسة البحر الأحمر السينمائي فعالية استثنائية بعنوان "المرأة في السينما"، وذلك في فندق دو كاب إيدن روك الشهير في مدينة كان، بحضور شخصيات نسائية بارزة من أنحاء العالم، احتفاءً بدور النساء في تطوير السينما وتعزيز حضورهن أمام الكاميرا وخلفها.
الفعالية كانت بمثابة تكريم جماعي واحتفاء ملهم، حيث تم تسليط الضوء على عدد من الأسماء النسائية الرائدة، من بينهن:
-
أمينة خليل من مصر: عرف عنها التزامها بتقديم أدوار جريئة وواقعية تسلط الضوء على قضايا المرأة.
-
إلهام علي من السعودية: جسدت أدواراً متنوعة وأثبتت نفسها كأحد أبرز الوجوه الجديدة في الخليج.
-
سارة طيبة، الممثلة والمخرجة السعودية: تشتهر برؤيتها الفنية المختلفة وتميزها خلف الكاميرا.
-
جاكلين فيرنانديز، نجمة بوليوود التي وُلدت في البحرين: تم تكريمها كوجه فني يجمع بين الثقافتين العربية والهندية.
-
غايا جيجي، المخرجة اللبنانية التي تنقلت بين الوثائقي والدراما برشاقة فكرية ملفتة.
-
رونغانو نيوني من زامبيا وإنغفا واراها من تايلاند، اللتان تمثلان الأصوات النسائية القادمة من سينما الجنوب العالمي.
إطلالات النساء المكرمات خلال الحفل تميزت بالبساطة والرمزية، حيث اختارت معظمهن فساتيناً بألوان محايدة وبتفاصيل ناعمة تعبّر عن أنوثة ناضجة وقوة هادئة، ما يعكس فلسفة الحدث الذي يكرّم الجوهر أكثر من المظاهر.
مشاركة مؤسسة البحر الأحمر: دعم يتجاوز الحدود
مؤسسة البحر الأحمر السينمائي لم تكتف بتنظيم فعالية "المرأة في السينما"، بل شاركت أيضاً في دعم وعرض 4 أفلام في المهرجان، في إطار استراتيجيتها لتعزيز الحضور العربي والعالمي للسينما المستقلة والنسوية. وجاءت هذه المبادرات لتعكس الرؤية الثقافية الشاملة التي تتبناها المؤسسة منذ انطلاقها في السعودية، وإيمانها بضرورة بناء جسور مع مهرجانات عالمية مثل كان.
احتفاء بالإبداع العربي
يمكن القول إن مهرجان كان 2025 شكّل منعطفاً مهماً في حضور النجمات العربيات على الساحة العالمية، سواء من خلال تألقهن البصري على السجادة الحمراء، أو عبر مشاركتهن في الحوارات والفعاليات الجانبية التي حملت رسائل عميقة عن تمكين المرأة وإسهامها في بناء وعي مجتمعي من خلال الفن السابع.
الإطلالات لم تكن فقط تعبيراً عن الذوق أو الصيحات العالمية، بل كانت رسالة ثقافية وسياسية في آن. فاختيار الأزياء، المصممين العرب، والتفاصيل الراقية، حمل في طياته إشارات واضحة إلى هوية هؤلاء النجمات واعتزازهن بأصولهن، كما أظهر كيف أصبح الذوق العربي مرجعاً عالمياً في عالم الأناقة.
مهرجان كان 2025
جاء مهرجان كان 2025 ليكرّس الحضور العربي على الساحة الدولية، ليس فقط من خلال الأفلام، بل عبر حضور نسائي عربي لامع على السجادة الحمراء وداخل قاعات النقاش والتكريم. كانت الفعالية التي نظمتها مؤسسة البحر الأحمر السينمائي حول المرأة في السينما تتويجاً لهذا الحضور، ودليلاً واضحاً على أن المرأة العربية لم تعد على الهامش، بل باتت من صناع المشهد السينمائي والفني على مستوى العالم.