ابن خلدون: رائد علم الاجتماع وأعظم فلاسفة عصره
هو واحد من أعظم المؤرخين والفلاسفة في العصور الوسطى، وهو رائد علم الاجتماع، ليس فقط في العالم العربي؛ وإنما في العالم أجمع، وسبق بنظرياته الفيلسوف الفرنسي كانط، وقد ترك العديد من المؤلفات أهمها مقدمته التي أثرت في علم الاجتماع في جميع أنحاء العالم.. إنه ابن خلدون الذي نتعرف عليه أكثر في هذا الفيديو.
من هو ابن خلدون؟
اسمه بالكامل هو: أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن خلدون الحضرمي، وُلد في تونس في عهد الدولة الحفصية.
عمل ابن خلدون مدرساً في جامعة الزيتونة بتونس، وجامعة القرويين في فاس، لكنه قرر بعد ذلك أن يترك التدريس لمدة أربعة أعوام.
مقدمة ابن خلدون
تفرغ ابن خلدون في هذه الفترة للبحث في العلوم الإنسانية وذلك لكي يكتب مقدمة ابن خلدون، التي كانت أساساً لعلم الاجتماع، وقد بنى ما جاء فيه من أفكار على الاستنتاج المنطقي، وكذلك تحليل قصص التاريخ الإنساني.
كان أميناً في نقل الأفكار
اطلع ابن خلدون على آراء من سبقه من العلماء، كما أنها اهتم بتحليلها ودراستها دراسة عميقة، وعلى الرغم من اعتراضه على بعض هذه الآراء، لكنه كان أميناً في نقد هذه الأفكار والآراء وعرضها.
لقد جعل هذا عرضه ﻷفكار من سبقوه مختلفاً عن رواة التاريخ، والذين خلطوا ما بين الخرافات والأحداث الحقيقية، وفسروا التاريخ استناداً إلى الخرافات والتنجيم.
أهم مؤلفاته
ومن أهم مؤلفات ابن خلدو، كتاب العِبَر، والذي تناول فيه تاريخ البربر، وقد أوضح من خلاله بعض النماذج الاقتصادية الهامة، ووصف الاقتصاد بأنه يتألف من عمليات ذات قيمة مضافة، كما يعتبر هذا الكتاب واحداً من أهم مصادر تاريخ البربر.
وتعد مقدتمته الشهيرة كتاباً منفصلاً وضعه ابن خلدون كمقدمة لكتاب (العِبَر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر).
وتحمل هذه المقدمة طابعاً موسوعياً، وضمت مختلف ميادين المعرفة من الشريعة والتاريخ والجغرافيا والاقتصاد والعمران والاجتماع والسياسة والطب، وقد تناول من خلالها أحوال البشر وطبائعهم وتطور الأمم وأسباب انهيارها وهو ما جعل هذه المقدمة أساساً لعلم الاجتماع.
بالإضافة لكتاب العبر ومقدمته، ترك ابن خلدون مؤلفات أخرى هامة من بينها: رسالة في المنطق، وكتاب في الحساب، وكتاب تاريخ ابن خلدون، وشفاء السائل في تهذيب المسائل، وتفسير أرجوزة ابن الخطيب.
وفاته
وتوفي ابن خلدون سنة 808 للهجرة - 1404 ميلادياً في القاهرة بمصر، ودفن جثمانه في مقابر الصوفية، ويقع قبره في الجهة الشمالية من القاهرة بالقرب من باب النصر.