القصة الحقيقية لفيلم ذئب وول ستريت: هذا سبب منع عرضه في عدة دول
هناك بعض الأعمال التي تخلدها ذاكرة السينما العالمية، وبعض منها يعكس قصصاً حقيقية وواقعاً لا يُنسى، ويهتم الجمهور بمعرفة تفاصيل هذا العمل وتفاصيل الوقائع المأخوذة عنه، وهو ما حدث في فيلم ذئب وول ستريت.
من بطولة ليوناردو ديكابريو وإخراج مارتن سكورسيزي، جاء فيلم وولف أوف وول ستريت، أو ذئب وول ستريت، ليكشف عن القصة الحقيقية لرجل الأعمال السابق جوردن بلفورت، تعرف عليها في حلقة جديدة من أصل وصورة.
القصة الحقيقية لفيلم ذئب وول ستريت
تناول العمل قصة صعود الملياردير الأمريكي جوردن بلفورت منذ كان موظفا في شركة إل إف روتشيلد، وسقوطه بالترويج للأسهم الرخيصة؛ حيث يسرد علاقة جوردن بلفورت بالمباحث الفيدرالية، ومحاولتها تجنيده وتأثير ذلك على أعماله ثم سقوطه المدوي.
تبدأ الأحداث بصعود أسطورة بلفورت وتحوله إلى ملياردير عبر إنشاء شركة ستراتون أوكمونت، وكيف انتهى به الأمر بعد محاكمته في نهاية التسعينيات بتهم مختلفة من ضمنها الاتجار بالمخدرات، وغسيل الأموال، وسجنه لمدة 36 شهرا.
جوائز فيلم ذئب وول ستريت: وسبب حظره
سجل الفيلم رقما قياسيا في موسوعة غينيس للأرقام القياسية لأكثر شتائم في فيلم سينمائي، وحظر في العديد من الدول بسبب محتواه غير المناسب.
كما رشح الفيلم لخمس جوائز أوسكار، وفاز عنه ليوناردو دي كابريو بجائزة الغولدن غلوب ﻷحسن ممثل.
من هو جوردن بلفورت الحقيقي؟
ولد جوردن روس بلفورت في كوينز– نيويورك، في التاسع من يوليو عام 1962، وكان يتمتع بموهبة طبيعية كبائع في سن مبكرة؛ حيث بدأ مشواره ببيع المثلجات الإيطالية على الشاطئ المحلي؛ ما أدى إلى تحقيقه ربحا قدره عشرون ألف دولار أراد استثمارها في دراسة طب الأسنان.
ومع ذلك فقد تركها وغادر بعد أن قال له عميد المدرسة في أول يوم له في الكلية: "العصر الذهبي لطب الأسنان قد انتهى، وإذا كنت هنا ببساطة لأنك تبحث عن كسب الكثير من المال، فأنت في المكان الخطأ".
استثمارات جوردن بلفورت ورغبة في الثراء
بدأ جوردن بلفورت يعمل في مجال اللحوم والمأكولات البحرية لاحقا في الثمانينيات، وبعد توقف تلك الشركة، بدأ يبيع الأسهم في عام 1987.
وكان يدير عملياته الاستثمارية الخاصة في سوق الأسهم الأمريكية، من خلال شركة ستراتون أوكومنت ليحقق الملايين من خلالها.
وقد اعتمدت الشركة على نظام BOILER ROOM، وترجمتها الحرفية هي غرفة السخان أو المرجل؛ حيث تشير إلى مكاتب غير مرخصة ولا مسجلة يقوم فيها الوسطاء وبشكل مكثف بالاتصال بالعملاء بهدف إقناعهم بالاستثمار في أسهم رخيصة الثمن، مدعين تأمين عوائد مرتفعة جدا مع وعود بأن المخاطر شبه معدومة.
ويعتمد الوسيط في إقناعه للعملاء على طرق فاسدة وغير شرعية، ويطالب برد سريع، مهددين العملاء المترددين بأنهم يضيعون فرصة العمر.
ويشار إلى أن جمعية الإداريين للأوراق المالية في أمريكا الشمالية تقدر بأن المستثمرين يخسرون 10 مليارات دولار سنويا لعمليات الاستثمار الفاسدة عبر الهاتف، أي ما يترجم إلى مليون دولار في الساعة.
سجن جوردن بلفورت
وفي أواخر التسعينيات، كانت الأمور تسير جيدا مع جوردن بلفورت، وأصبح بالفعل رجلا ثريا، وكان يقول عن نفسه: "اسمي جوردن بلفورت، حينما بلغت السادسة والعشرين من العمر أصبح لدي 50 مليون دولار"، لكن هذا النجاح لم يستمر للأبد؛ بسبب قضايا فساد واحتيال متعلقة ببيع أسهم وهمية.
وبعد التحقيق معه، تمت إدانة بلفورت في عام 1998 بتهمة الاحتيال بالأسهم، وبتهمة غسل الأموال، وهو ما جعله يقضي اثنين وعشرين شهرا في السجن الفيدرالي، بعد التوصل إلى اتفاق مع مكتب التحقيقات الفيدرالي.
جوردن بلفورت: النصاب الذي عاد لجني الأموال
وكما يقول المثل عن الزمار الذي يموت وأصابعه تلعب، فقد استمر بلفورت في جني الثروة حتى بعد هذا، فبعد أن غادر السجن، كان عمر بلفورت واحدا وخمسين عاما، وبدأ عملا جديدا كمتحدث في مجالات التنمية البشرية وككاتب، وأعلن أنه سيسدد 100 مليون دولار أمريكي إلى ضحاياه من خلال الأجر الذي يتقاضاه عن تلك النشاطات.
ليقضي وقته متجولا بين البلدان من شرقها إلى غربها، ليلقي محاضرات عن التعافي من الأزمات، بالإضافة إلى محاضرات عن مبيعات الإقناع وريادة التسويق، بمئات الدولارات؛ فرغم سجنه وتوديعه عالم البورصة، عرف طريقا آخر للنجاح وجني الأموال.
ومن أبرز مقولاته: إن أسهل طريقة لكسب المال هي إنشاء شيء ذي قيمة يريده الجميع، بعدها يأتي المال تلقائيا.