أزياء أم كلثوم: أين يتم الاحتفاظ بأشهر فساتين كوكب الشرق
رحلت أم كلثوم في 3 فبراير عام 1957، وتميزت بصوتها وأغانيها إلا أن أناقتها كانت لها شهرة خاصة حيث تألقت على المسرح بأرقى الإطلالات، فكانت أم كلثوم تختار أحدث صيحات الموضة العالمية وتختار منها ما يناسب زوجها، وتربعت على عرش الأناقة بإطلالات محتشمة.
أزياء أم كلثوم
كانت لأناقة أم كلثوم شهرة خاصة ولمسات أناقة تميزت بها، فتربعت على عرش الأناقة بالإطلالات المحتشمة، فكانت تتميز بإطلالات مختلفة عن إطلالات مشاهير جيلها، وكانت تفضل الألوان المبهجة.
في أغلب حفلاتها كانت تظهر بالفساتين الطويلة ذات الأكمام الطويلة المطرزة بالؤلؤ، كما اتسمت إطلالاتها بالكلاسيكية.
كانت أم كلثوم تستبعد من الموضة ما لا يلائمها وكانت تميل للفساتين المصنوعة من الدانتيل والشيفون والقطيفة.
متحف أم كلثوم
داخل متحف أم كلثوم الذي يقع في منطقة الروضة بالمنيل داخل قاعة في قصر المنسترلي، تشاهدين مجموعة من الفساتين التي كانت ترتديها في حفلاتها كما يضم العديد من مقتنياتها.
وكانت مصممة الأزياء الخاصة بكوكب الشرق مدام فاسو كشفت عن أن أم كلثوم كانت تعتمد على فساتين سهرة لم تؤخذ من مجلة أجنبية وأن أم كلثوم كانت تناقشها معها، وعن أفضل الألوان كانت الألوان الأخضر والبني.
وأوضحت أن أم كلثوم كانت تختار لون الفستان على حسب الأغنية التي ستقدمها على المسرح.
إلى جانب أعمالها الفنية وأغانيها التي حُفرت في تاريخ الفن العربي، فربما أول ما يتبادر لذهنك عند الحديث عن أم كلثوم هو بيتها القديم الذي تحوّل لفندق يحمل اسمها في منطقة الزمالك.
فتضم الزمالك تمثال كبير للست، وسترفع عينك نحو المبنى الشاهق، فتجده لا يشبهها كثيراً؛ لاتخاذه طابعاً تجارياً نوعاً ما، وإن كان يُحسب له إحياء اسم الست على ضفاف النيل، وفي واحدة من أكثر المناطق أناقة. بيد أن ثمة ركن قصيّ بوسعك الاختلاء فيه مع فاطمة البلتاجي ومناجاتها بهدوء.. إنه متحف أم كلثوم التابع لقصر "المانسترلي" في منطقة المنيل، وتحديداً جزيرة الروضة.
يطلّ المتحف، التابع لوزارة الثقافة المصرية والذي تم تأسيسه في العام 2001، على فرع رائق من النيل، تربض فيه بعض المراكب العريقة. تخطو أولى خطواتك وسط الاخضرار الكثيف، فيما تحضر في ذهنك أغنية "الست" وهي تصف النيل قائلة "يا مسافر على بحر النيل، أنا ليّا في مصر خليل.. من حبّه ما بنام الليل، على بلد المحبوب ودّيني"..
صوت أم كلثوم، المولودة في العام 1898 في الدقهلية، يصدح في الأرجاء، مُسلّماً إياك لمبنى أنيق تتدلّى على بابه غصون أشجار معمّرة. أول ما سيواجهك، صورة "الست" إلى جانب الراحلين جمال عبد الناصر وأنور السادات.. ستستذكر جيداً، لا سيما إن أوغلت لقسم النياشين وشهادات التقدير المهداة لها من زعماء مصر بدءاً من الملك فاروق وليس انتهاءً بالسادات وغيرهم من زعماء على امتداد العالم العربي، أن تلك الأنظمة الملكية والعسكرية التي تعاقبت على حُكم مصر، استطاعت، برغم المثالب، إسباغ شرعية فريدة على ذاتها، من خلال اعتماد "الست" أيقونة فنية لها في الحفلات الملكية وأعياد الثورة وغيرها من مناسبات حربية، وليس بثيمات عسكرية بالضرورة، بل بأكثر كلمات الحب انسيابية ونعومة.
أمور ثلاثة ستتجلّى لك حينها: كان التوجّه السياسي العام للدولة متوائماً مع التوجّه الشعبي والفني، وكان السياسي ذكياً في اعتماده بعض الفنانين والمثقفين الذين لا يُشق لهم غبار وبذا كان ينجو بنفسه من مأزق التشكيك بالشرعية، ولو آنياً، وكان ينجو بالفنان من مأزق الانتقاد حين يتساوق موقفه وموقف السُلطات؛ ذلك أن وهج الموهبة أقوى بكثير من أي اعتبارات أخرى. إلى جانب كون هذا التساوق يشي بأهداف أكبر وأسمى بكثير من التملّق، بل مساندة المجهود الحربي وتخصيص ريع الحفلات الشهرية فائقة النجاح للنهوض من الهزيمة.
يضمّ المتحف، الذي يمتدّ مبناه على مساحة 250 متراً، صالة سينمائية تعرض نبذة عن أم كلثوم لمدة لا تقل عن خمس وعشرين دقيقة، ومكتبة صوتية وفيلمية لأعمالها الفنية ومسيرة حياتها، بالإضافة لأرشيف صحفي يضم كل ما كتِب عن "الست" في حياتها وبعد رحيلها في العام 1975، لتعود لذلك الفرع النيلي الرائق الذي يطوّق المتحف، ولتغمض عينيك من جديد وتتساءل على لسان "الست"، مخاطباً إياها: "أنساك؟ ده كلام؟".
مجوهرات أم كلثوم
نظارات أم كلثوم الشمسية وجوازات سفرها العادية والدبلوماسية والهلال الماسي الذي كانت تتزيّن به وأحذيتها وحقائبها، كلها ستتمدّد أمام الزائر بدلال يستوقفه طويلاً. الصور التذكارية، مفكرتها التي تزدان بخطّ يدها، قائمة الكلمات الفرنسية المترجمة للعربية، التي كانت تهمّ بحفظها وتعلّمها، وصفحات أخرى رتّبت عليها "الست" برنامج الأغنيات التي ستؤديها خلال حفل ما.
إلى جانب هذا كله، ستطالعك كلمات أغنياتها المكتوبة بخط شعراء مثل أحمد رامي وأحمد شفيق كامل، والتي تظهر فيها اليد المرتجفة التي كانت تخطّ برهبة أغنيات تاريخية عابرة للقارات، مثل "حيّرت قلبي معاك"، و"ليلة حب" و"إنت عمري".
المزيد: