حسين صدقي: أوصى بحرق أفلامه وهذا سبب خلافه مع تحية كاريوكا
حسين صدقي واحد من أشهر نجوم الفن في الثلاثينات والأربعينات، تميز بوسامته وكاريزما خاصة على الشاشة، عرف وسط زملائه بتدينه وإيمانه القوي، إليكم في هذه الحلقة أبرز المعلومات عنه.
من هو حسين صدقي نجم السينما القديمة
ولد حسين صدقي في حي الحلمية الجديدة عام 1917، وتولت والدته التي تحمل الجنسية التركية تربيته منذ كان عمره 5 سنوات تقريبا بسبب رحيل والده.
وحرصت خلال هذه التربية على تنشئته الدينية، فكانت حريصة على أن يذهب ابنها للمساجد والمواظبة على الصلاة وحضور حلقات الذكر والاستماع إلى قصص الأنبياء مما أنتج عنه شخصا ملتزماً وخلوقاً رحمه الله. وكان معروف عن صدقي الخجل ولقّبه كل من حوله بالشخص الخجول، حيث كان يجلس في المقاهي بالقاهرة مثل مقهى ريجينا يشرب الينسون ويستمع إلى أخبار الفن والفنانين ويغادر باكرا.
كان يربط الفنان حسين صدقي صداقة قوية بالشيخ محمود شلتوت والذي وصف صدقي "بأنه رجل يجسد معاني الفضيلة ويوجه الناس عن طريق السينما إلى الحياة الفاضلة التي تتفق مع الدين".
وارتبط أيضا بصداقة قوية مع الشيخ عبد الحليم محمود شيخ الأزهر وقتئذ، وكان صدقي يستشيره في كل أمور حياته.
وحب حسين للتمثيل جعله يتجه لدراسة دبلوم التمثيل بعد الثانوية، واتجه في أواخر الثلاثينيات للعمل على إيجاد سينما هادفة لمعالجة سلبيات المجتمع.
درس حسين صدقي التمثيل في الفترة المسائية بقاعة المحاضرات بمدرسة الإبراهيمية وكان زملاؤه هم: جورج أبيض و عزيز عيد وزكي طليمات، ثم حصل على دبلوم التمثيل بعد عامين من الدراسة.
وقدم حسين صدقي عددا من الأفلام الناجحة أبرزها: العامل والأبرياء والشيخ حسين وصديق المشايخ وغيرها.
خلاف حسين صدقي وتحية كاريوكا
دخل حسين صدقي في خلاف كبير من الفنانة تحية كاريوكا، حيث طالبها بالتدين والالتزام وارتداء الحجاب.
ردت تحية كاريوكا عليه وانتقدته في مقال قالت فيه كيف يدعو للتدين وهو يقدم رقصات في أفلام، وكانت هي الراقصة في فيلمه الأخير قبل الهجوم عليها.
بجانب موهبة التمثيل يعتبر حسين صدقي واحد من رواد السينما في مصر، حيث أسس الشركة السينمائية أفلام مصر الحديثة، وأنتج من خلالها عدد من الأعمال السينمائية.
دعا حسين صدقي في أحد لقاءاته الصحفية، إلى ضرورة تطوير السينما المصرية، بسبب غزو الفيلم الأجنبي والعربي واستخدامهم أحدث التقنيات في التصوير.
وصية حسين صدقي بحرق أفلامه
في الأيام الأخيرة لحسين صدقي قام بجمع أبنائه وأبلغهم وصيته، وقال لهم "أوصيكم بتقوى الله وأحرقوا كل أفلامي ما عدا سيف الله خالد بن الوليد".
وذلك لأنه رصد فيه سيرة سيف الله المسلول وتحوله من مشرك في مكة ومحاربته للإسلام، ثم تحوله لواحد من الصحابة وقائد عسكري مسلم يدافع عن الدين الإسلامي.
وأوصى حسين صدقي بحرق جميع أفلامه لعدم رضائه عنها والتي بلغ عددها ما يقرب الـ 32 فيلما، ما عدا فيلما واحدا وهو خالد بن الوليد، وقام بعض أبنائه بحرق ما يقرب من 14 فيلماً بالفعل.
خلاف حسين صدقي وفريد شوقي
فيلم خالد ابن الوليد كان سببا في خلاف جديد بين حسين صدقي وبين الفنان فريد شوقي، حيث كان كل منهما يريد تقديم شخصية القائد العسكري.
واستغل فريد شوقي وقتها رصيده بعد فيلم بور سعيد الذي قدم فيه قصة كفاح هذه المدينة بناء على طلب جمال عبد الناصر، وتواصل مع عبد الحكيم عامر وأنور السادات لكنهم أقنعوه بأن يترك هذا العمل لحسين صدقي.
قبل وفاة حسين صدقي مر بأزمة صحية وكان على فراش المرض، وقبل رحيله بدقائق كان يرافقه شيخ الأزهر عبد الحليم محمود الشهادة، وقام بتلقينه الشهادة ليرحل في هدوء.
المزيد: