البيروني: أعظم عقلية علمية عرفها التاريخ الإنساني
قيل عنه أنه أعظم عقلية عرفها التاريخ الإنساني.. أخلص للعلم حتى وهو على فراش الموت.. وقدم مساهمات عديدة في العلوم والجغرافيا وعلم الفلك والفيزياء.. وعُرِفَ عنه عِشْقُه للعلم، وقد رفض عطايا السلاطين، وقال أنه يخدم العلم للعلم لا للمال.. إنه البيروني، الذي نتعرف في هذا الفيديو على أبرز إنجازاته وأهم المحطات في حياته.
معنى اسمه
وُلد محمد بن أحمد أبو الريحان البيروني الخوارزمي في منطقة خوارزم في خرسان، أوزبكستان حالياً، في شهر ذي الحجة سنة 362 هـ الموافق 3 سبتمبر973 م.
يعني لفظ "البيروني" الغريب، وكان أبو ريحان يُوصف بذلك من أهل خوارزم لقلة مكوثه في المدينة، وكثرة ترحاله لطلب العلم.
عبقري منذ الصغر
ظهر نبوغ البيروني منذ الصغر، فأتقن العربية والفارسية في سن صغير.
توفي والده في صغره، فاضطر البيروني للعمل وإعانة والدته، والتقى في بداية حياته بعالمٍ يوناني عرض عليه العمل عنده على أن يعطيه أجراً، لكن البيروني طلب منه أن يعلمه أيضاً، فوافق العالم اليوناني الذي أدهشه النبوغ المبكر لهذا الصغير، وتمكنه من اللغتين العربية والفارسية، وبدأ يُعلّمه اليونانية والسريانية.
أهم إنجازاته
لقد تعددت إنجازات البيروني العلمية في مختلف المجالات وتنوعت، ومن أهمها:
ابتكار طريقة لحساب نصف قطر الأرض بالاستعانة بارتفاع الجبال، واختراع أداة تقيس الثقل النوعي لبعض المعادن.
توصل البيروني إلى أن سرعة الضوء أكبر من سرعة الصوت، كما وصف ظاهرة الخسوف والكسوف، وأشار لدوران الأرض حول محورها، وشرح كيفية عمل الينابيع الطبيعية والآبار الارتوازية.
كما توصّل البيروني إلى أن الحفريات بقايا آثار الكائنات الحية التي عاشت في قديم الزمن، وهو الاكتشاف الذي أيده علماء الجيولوجيا في عصرنا الحديث.
أشهر مؤلفاته
كتب البيروني عملاً موسوعياً عن الهند بعنوان "تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة"، وفيه استكشف كل جانب من الحياة الهندية تقريباً، ومنها الدين والتاريخ والجغرافيا والجيولوجيا والعلوم والرياضيات.
كما أنه ترجم أيضاً أعمال الحكيم باتانجالي بعنوان "ترجمة كتاب باتانجالي في الخلاص من الارتباك".
خصص البيروني 95 كتاباً من أصل 146 كتاب معروف لهُ من أجل دراسة علوم الفلك والرياضيات والمواضيع المتعلقة بها، مثل الجغرافيا الرياضية.
كما ساهم البيروني في تقديم المنهج العلمي التجريبي إلى علم الميكانيك، ووحد بذلك علمين هما علم الفيزياء الساكنة وعلم الحركة، كما جمع أبحاث علم الفيزياء المائية الساكنة مع علم الحركة واضعاً أساس العلوم الهيدروديناميكية.
ويعتبر البيروني واحداً من أهم العلماء في مجال تاريخ الأديان، فقد كان رائداً في مجال دراسة الأديان المقارنة، إذ درس الديانات الزرادشتية واليهودية والهندوسية والمسيحية والبوذية والإسلامية وغيرها، وتعامل مع الأديان المختلفة بشكل حيادي.
ولم يقتصر اهتمام البيروني على العلوم التطبيقية، فقد اهتم بالأدب أيضاً، فكتب شرح ديوان أبي تمام، ومختار الأشعار والآثار.
تكريمه
ترجمت العديد من مؤلفات البيروني وأعيد اكتشافها في الغرب الأوروبي بعد مرور مئات السنين على وفاته، خصوصاً كتابه عن الحضارة الهندية الذي أصبح مرجعاً مهماً لنشاطات الإمبراطورية البريطانية في الهند منذ القرن السابع عشر.
كما تم إطلاق اسمه على إحدى الفوهات البركانية على سطح القمر، وعلى أحد الكويكبات.
وفاته
وقد توفي البيروني في 13 ديسمبر، 1048الموافق 440 هـ في مدينة غزنة، أفغانستان.
المزيد: