صبحي عطري: الإعلامي الذي حلم بالتمثيل ورحل بلا وداع
تاريخ النشر: : منذ 11 ساعة

صبحي عطري: الإعلامي الذي حلم بالتمثيل ورحل بلا وداع

في عالم الإعلام العربي الذي يعج بالأسماء اللامعة، استطاع صبحي عطري أن يحجز لنفسه مكانة خاصة، بفضل أسلوبه المميز وحضوره اللافت، وعمله الدؤوب في تغطية الأخبار الفنية بكفاءة ومهنية. لكن من هو صبحي عطري؟ وكيف تمكن من رسم خط مهني واضح وسط زحمة الوجوه الإعلامية؟.

 من هو صبحي عطري؟

ولد صبحي عطري في مدينة دمشق، سوريا، ونشأ في بيئة تقدّر التعليم والثقافة. منذ صغره، أبدى اهتمامًا واسعًا بالفن والإعلام، وكان يحرص على متابعة البرامج التلفزيونية وتحليل أداء المذيعين. هذه الهواية المبكرة سرعان ما تحولت إلى شغف قاده لدراسة الإعلام والتخصص فيه أكاديميًا، واضعًا نصب عينيه هدفًا واحدًا: أن يكون له بصمة مؤثرة في الساحة الإعلامية العربية.

مع بداية مسيرته، عمل صبحي عطري في عدة وسائل إعلامية محلية، حيث صقل موهبته واكتسب خبرات مهمة في التعامل مع الكاميرا والجمهور. إلا أن انطلاقته الحقيقية نحو النجومية جاءت عبر انضمامه إلى مجموعة قنوات MBC، حيث بدأ اسمه يلمع بشكل أوسع. من خلال عمله كمراسل ومقدم لعدد من البرامج الفنية والترفيهية، برزت مهارته في إدارة اللقاءات مع النجوم، وقدرته على خلق حالة من الألفة مع الضيوف، مما جعل حواراته محط اهتمام ومتابعة جماهيرية.

 بداية إعلامية خلقت له مكانة في قلوب محبيه

واحدة من العلامات الفارقة في مسيرة صبحي عطري كانت انضمامه إلى برنامج ET بالعربي، النسخة العربية من البرنامج العالمي الشهير Entertainment Tonight. في هذا البرنامج، استطاع صبحي أن يعرض موهبته في تغطية الأخبار الفنية بموضوعية وذكاء، مقدمًا محتوى غنيًا يجمع بين الاحترافية وخفة الظل. وساعده البرنامج على الوصول إلى قاعدة جماهيرية واسعة تمتد من الخليج إلى بلاد الشام وشمال أفريقيا، خاصةً أنه كان يتعامل مع جمهور متنوع الثقافة والذوق.

صبحي عطري ونادين نجيم

عرف صبحي عطري بقدرته على إجراء لقاءات مع كبار نجوم الفن العربي والعالمي، بدءًا من أسماء لامعة في السينما والغناء، وصولاً إلى مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي. وقد استطاع أن يكوّن علاقات مهنية جيدة مع معظم الفنانين، مبنيّة على الاحترام والثقة، وهو ما جعلهم يرتاحون خلال لقاءاتهم معه ويفتحون له قلوبهم بتصريحات حصرية.

ومن خلال أسلوبه المميز، جمع صبحي بين الجدية والود، فكان يطرح أسئلته بدقة دون أن يتحول اللقاء إلى استجواب، ويحافظ في الوقت ذاته على جو من المرح والانسجام، ما يجعل الحوارات معه أقرب إلى جلسات ودية لكنها تطرح قضايا فنية مهمة تهم الجمهور.

 إنسانية لا تقل عن براعته المهنية

أما على الصعيد الشخصي، فقد أبدى صبحي عطري حرصًا شديدًا على الحفاظ على صورته الإعلامية بعيدًا عن المهاترات أو الخلافات التي قد تطال بعض الإعلاميين في الوسط الفني. فهو يؤمن بأن المصداقية والمهنية هما حجر الأساس الذي ينبغي أن يقوم عليه الإعلامي الناجح. ولهذا نادرًا ما نرى اسمه متورطًا في أي نوع من الجدل أو التصريحات المثيرة للجدل.

لم يتوقف دور صبحي عطري عند كونه مراسلًا أو مذيعًا فحسب، بل سعى لتوسيع خبراته من خلال خوض تجارب مختلفة، منها التغطيات الميدانية للمهرجانات الفنية الكبرى مثل مهرجان الجونة السينمائي، مهرجان كان، ومهرجانات عربية بارزة أخرى. كما أجرى لقاءات خاصة من قلب مواقع تصوير الأعمال الفنية، ناقلًا للجمهور كواليس الأعمال قبل عرضها، مما زاد من قيمة المحتوى الذي يقدمه.

 حضور قوي خطف به القلوب

تأثير صبحي عطري لم يكن محصورًا فقط عبر الشاشة، بل امتد أيضًا إلى وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يملك حضورًا نشطًا عبر منصات مثل إنستغرام وتويتر. يستعرض من خلالها لقطات حصرية من لقاءاته، ويشارك متابعيه بآرائه عن بعض الأعمال الفنية، مما عزز علاقته بجمهوره وجعل منها علاقة تفاعلية تقوم على الاحترام المتبادل.

في السنوات الأخيرة، تحول صبحي إلى نموذج يُحتذى به لدى الجيل الجديد من الإعلاميين الذين يسعون لشق طريقهم في عالم الإعلام الفني، فهو يمثل بالنسبة لهم مثالاً للإعلامي الذي يجمع بين المهنية والإنسانية، دون أن يفقد شغفه أو يتنازل عن مبادئه.

وفي الوقت الذي يواصل فيه صبحي عطري تطوير نفسه وخبراته، يبدو أن مسيرته ما تزال حبلى بالمزيد من الإنجازات. وبين تغطية أحدث أخبار الفن ومتابعة أضخم الفعاليات، يؤكد صبحي أن النجاح الحقيقي يكمن في أن تبقى وفيًا لما تؤمن به، وأن تحترم جمهورك كما تحترم مهنتك.

وفاة صبحي عطري

بقلوب يعتصرها الألم والحزن، ودع الوسط الإعلامي السوري البارز صبحي عطري، الذي فارق الحياة بعد مسيرة حافلة بالعطاء والتألق في مجال الإعلام الفني. كان صبحي عطري مثالاً للإعلامي الراقي، الذي جمع بين الاحترافية والإنسانية، واستطاع أن يترك بصمة لا تُنسى في قلوب جمهوره وزملائه على حد سواء. برحيله، فقدت الساحة الإعلامية أحد وجوهها المضيئة، وستظل إطلالته الودودة وصوته المميز حاضرين في ذاكرة كل من عرفه وتابعه. رحم الله صبحي عطري وألهم محبيه الصبر والسلوان.

المزيد: