عادل أدهم: جوكر الفن الذي عانى مع عائلته وخرج من التمثيل بلا ثروة
تاريخ النشر: : الجمعة، 11 مارس 2022

عادل أدهم: جوكر الفن الذي عانى مع عائلته وخرج من التمثيل بلا ثروة

مر جوكر السينما المصرية عادل أدهم بالكثير من المحطات المهمة، فربما اعتقد البعض أن شرير السينما المصرية كان يسيطر على حياته بنفس القدر الذي يسيطر به على أدواره ولكن في حقيقة الأمر فقد عاش نجم السينما الشهير حياة صعبة.. وفي هذه الحلقة ستتعرف معنا بشكل أكثر على حياة عادل أدهم وكيف عانى مع الابن والزوجة.

عادل أدهم

وبدأ عادل أدهم حياته كراقص ليصبح في ما بعد برنس السينما، ولد عادل أدهم في عام ألف وتسع مئة وثمانية وعشرين، لوالد مصري وأم تركية، وعاش في حي الجمرك بالإسكندرية، وقبل دخوله عالم الفن كان رياضيا مشهورا، فمارس الجمباز والسباحة والملاكمة والمصارعة، وبسبب أناقته وإتقانه عدة لغات ذاع صيته في الإسكندرية وأطلق عليه لقب "البرنس".

وكان يهوى التمثيل ولكنه تأثر برأي أنور وجدي عندما شاهده في إحدى البروفات وقال له: "أنت لا تصلح إلا أن تمثل أمام المرآة". ونصحه أن يتجه للرقص فعمل عادل بنصيحته وتعلم الرقص مع علي رضا، وأدى عددا من الأدوار في السينما كراقص باليه في فيلم ليلى بنت الفقراء، ثم فيلمي "البيت الكبير" و"ماكانش عالبال".

وبعد ذلك ابتعد عن السينما ليتجه إلى العمل في سوق بورصة القطن حتى أصبح من أشهر خبراء القطن في بورصة الإسكندرية، وبعد التأميم ترك البورصة وفكر بالسفر، ولكنه تعرف على المخرج أحمد ضياء، الذي أقنعه بالمشاركة في فيلم "هل أنا مجنونة؟"، ليكون بداية جديدة له فتوالت أعماله بعد ذلك التي تميزت بخفة الظل، ومنها دوره في فيلم "أخطر رجل في العالم" أمام فؤاد المهندس، وبعد أن أثبت موهبته قدم أدوارا أكثر صعوبة، والتي دارت معظمها في إطار الشر، فقدمها بطريقته الخاصة وساعده على ذلك ملامحه وضحكته الشهيرة إضافة إلى براعته كممثل.

 فرغم أنه لم يدرس التمثيل أكاديميا، إلا أنه برع بشكل مخيف في تقمص كل شخصية أسندت إليه، ما أهله لينافس عمالقة ذلك الزمن، فنظر له المخرجون كامتداد لزكي رستم وإستيفان روستي ورغم ما قد يراه الجمهور فيه من ملامح القسوة.

أزمة عادل أدهم مع زوجته

رغم نجاحه الفني، إلا أنه عاش مأساة كبيرة؛ حيث تزوج وهو في بداية حياته من فتاة يونانية تدعى ديميترا بعد قصة حب طويلة، ولكن نشبت بينهما الخلافات بسبب عصبيته الشديدة، وهو ما دفعها لتركه والعودة إلى اليونان، ورغم محاولاته لم يستطع إعادتها، ولم يكن يعرف أنها تحمل في أحشائها جنينا منه.

وبعد مرور خمسة وعشرين عاما عرف بالصدفة من إحدى صديقاتها أن له ابنا شابا يشبهه تماما ويعيش مع أمه وزوجها، فسافر إلى اليونان بحثا عنه، وبالفعل قابله ووجده نسخة منه، ولكن كانت المقابلة فاترة ورفض الابن العودة لأبيه، وأخبره بأنه لا يعرف له أبا سوى زوج والدته الذي رباه وعاد بعدها عادل إلى مصر حزينا ليستأنف حياته وعمله وهو يحمل داخله ألما وجرحا.

تزوج عادل أدهم بعدها مرتين؛ الأولى سيدة تدعى "هانيا"، وهي طليقة المخرج عاطف سالم، إلا أنهما كانا يتشاجران كثيرا وانفصلا ليعود إلى العزوبية التي استمرت سنوات بعد ذلك ثم تزوج من فتاة صغيرة اسمها لمياء السحراوي لم تكن تبلغ حينها العشرين من عمرها، وعاشت معه حوالي أربعة عشر عاما، كان يأمل خلالها أن تنجب له أبناء، لكن هذا ما لم يحدث.

وحصل على العديد من الجوائز عن أعماله، ومع ذلك لم يحقق ثروة من السينما، فكان أجره أقل من أجر النجوم الآخرين، وكان ينفق كل ما يكسبه على نفسه وزوجته، لهذا اضطرت زوجته لمياء لبيع سيارته للمساهمة في نفقات علاجه، ورحل عنا برنس السينما يوم التاسع من فبراير في عام ألف وتسع مئة وستة وتسعين، إثر إصابته بسرطان العظام، تاركا مكتبة كبيرة تضم عشرات الأعمال الفنية
 

المزيد: