علاء ولي الدين: تنبأ بوفاته والمسك وصيته التي نفذها محمد هنيدي
تحتفي السينما المصرية بالكوميديانات بطريقة مختلفة، فتجد الجمهور يبحث عن أخبارهم ويحب ظهورهم، ويمثل رحيل الواحد منهم حدثاً حزيناً على المشاهدين، ولعل أبرز هؤلاء الكوميديانات هو الفنان الراحل علاء ولي الدين، الذي احتل مكانة مميزة في السينما.
علاء ولي الدين هو صاحب مشوار فني قصير مليء بالكوميديا، ولكنه فارق الحياة في عمر صغير، ومحمد هنيدي نفذ وصيته، إليكم في هذه الحلقة والتقرير تفاصيل الأيام الأخيرة قبل رحيله.
آخر أيام علاء ولي الدين قبل وفاته
في الفترة التي سبقت رحيل علاء ولي الدين كان يقوم بتصوير فيلم عربي تعريفة في البرازيل، وكان كلما تواصل مع أشقائه يخبرهم بأنه في الجنة من روعة الجزيرة التي يقيم بها.
عاد علاء ولي الدين إلى مصر ليقضي مع أسرته إجازة عيد الأضحى، وفور وصوله ذهب أولا لرؤية نجل شقيقه المولود حديثا.
ثم أكد لشقيقه أن يتواصل مع الجزار لذبح الأضحية، فحاول شقيقه أن يتولى مهمة الذبح وتوزيع الأضحية لكنه رفض وأصر على إقامة سنن العيد.
بعد الانتهاء من الذبح أخبر والدته أنه سيرتاح عدة ساعات حتى تنتهي من تحضير الفتة واللحم، ولم تمر سوى دقائق ودخل شقيقه ليجده ملقى على الأرض.
حاول أن يتماسك حتى لا تنهار والدته، وأخبرها أنه في الأغلب تعرض لغيبوبة سكر حتى يتأكد من وفاته.
وصية علاء ولي الدين
روى شقيق علاء ولي الدين، بعض الكواليس التي قام بها علاء قبل رحيله بعدة أشهر.
فقبل وفاته بستة أشهر اشترى مقابر جديدة وكان يزورها بين الحين والآخر، وقبل رحيله بعشرين يوما فقط ذهب إلى المقابر وقرأ بعض آيات القرآن الكريم.
قبل سفره إلى البرازيل قام علاء ولي الدين بأداء مناسك العمرة، وخلال عودته جاء بحقيبة موجود بها مسك وتراب من البقيع.
وأوصى علاء ولي الدين شقيقه أثناء وجود صديقه النجم محمد هنيدي، بأن يُغسل بالمسك ويوضع التراب تحت رأسه عند دفنه، وتولى محمد هنيدي تنفيذ هذه الوصية.
وكان علاء ولي الدين قد صرح من قبل في لقاء قديم بهذا التصريح الذي تنبأ فيه بوفاته قائلاً: "أنا هموت قريب، واشتريت مدفن جديد، وجبت المسك اللي تغسلوني بيه".
كما أسر علاء قبل وفاته لشقيقه، بأنه يريد ترك العمل الفني والذهاب للإقامة في رحاب المدينة المنورة، وقال له: "أنا نفسي أسيب الفن وأروح اشتغل في المدينة المنورة، وأقعد عند الرسول، يا عم الفن ده طلع وجع دماغ، الواحد يعمل له كام فيلم وبعدين أروح أقعد عند النبي".
علاء ولي الدين
ولد علاء ولي الدين في قرية الجندية في مركز بني مزار بمحافظة المنيا، ورحل في عمر صغير، يوم 11 فبراير عام 2003، عن عمر ناهز الـ 40 عاما.
صدمه في أول حياته الفنية أحد المخرجين والذي اخبره برأيه فيه قائلا عنه غنه أراجوز وبلياتشو في سيرك، ليصر علاء ولي الدين على النجاح وهو الأمر الذي حققه في فيلم الناظر، لينجح نجاحاً ساحقاً وغير مسبوق، فيصر على أن يعزم المخرج ويسأله عن رأيه في البلياتشو الذي كان يراه.
ولعل أبرز الشخصيات التي قدمها علاء ولي الدين وأشهرها، هي شخصية جواهر التي جسدها في فيلم الناظر، وكثير لم يعلم أن هذه الشخصية استوحاها علاء من والدته نفسها.
وصرح شقيق علاء ولي الدين، أن والدتهما كانت تشاهد الفيلم وتضحك بشدة، وتؤكد لعلاء أنه كان يجب عليه إعطاءها نصف أجره لأنه لم ينجح هذا النجاح سوى بفضل تقليده لها.
وكان علاء ولي الدين يواصل تصوير مشاهده في فيلم عربي تعريفة، مع الفنانة حنان ترك، ولدى سماعها بخبر وفاته دخلت في صدمة قوية واستعانت بطبيب نفسي للخروج من هذه الحالة، وبعد سنوات قليلة ارتدت الحجاب وأعلنت اعتزالها.
المزيد: