تطورات الحالة الصحية للفنانة حياة الفهد
تعيش الساحة الفنية الخليجية حالة من القلق والحزن خلال الأيام الماضية، عقب تداول منشور عبر الصفحة الرسمية للفنانة الكويتية حياة الفهد على منصة إنستغرام يدعو لها بالشفاء. المنشور الذي نُشر في الثاني من ديسمبر أثار موجة من التساؤلات حول وضع سيدة الشاشة الخليجية، التي تتابع علاجها في لندن منذ أشهر، بعد إصابتها بجلطة دماغية أثرت على استقرارها الصحي.
وفي الساعات الأخيرة، صدرت تحديثات رسمية عن وضعها الصحي، أكدت أن أم سوزان ما تزال تخضع للرعاية الطبية في العاصمة البريطانية، بعد تعرضها لانتكاسة جديدة تطلبت دخولها العناية المركزة للمرة الثانية منذ بداية رحلة العلاج.
أزمة صحية حادة تدفع لإدخالها العناية المركزة
أعلن الاتحاد الكويتي للإنتاج الفني والمسرحي وصناع الترفيه، برئاسة خالد عبد الله الراشد، أن حياة الفهد تعرضت في الأول من ديسمبر لأزمة صحية مفاجئة، تمثلت في التهابات حادة أدت إلى تدهور حالتها. وعلى الفور، تدخل الطاقم الطبي لنقلها إلى وحدة العناية المركزة، تمهيدًا لإجراء فحوصات عاجلة ووضعها تحت مراقبة دقيقة. هذه الأزمة تُعد الثانية من نوعها منذ وصولها إلى لندن قبل نحو أربعة أشهر، إذ سبق أن دخلت العناية الفائقة عقب إصابتها بجلطة دماغية في يوليو الماضي، تزامنًا مع إجرائها عملية قسطرة دقيقة. وبحسب الراشد، تمكن الفريق الطبي من استقرار الوضع خلال ساعات قليلة بفضل التدخل السريع والعلاج بالمضادات الحيوية. ومع ذلك، يواصل الأطباء متابعة حالتها تفاديًا لأي تدهور جديد، خاصة أن الجهاز العصبي يحتاج عناية مكثفة بعد الجلطات الدماغية المتكررة.
رحلة علاج طويلة بدأت بجلطة أولى ثم ثانية
رحلة الفنانة حياة الفهد مع العلاج بدأت فعليًا في نهاية يوليو، حين خضعت لعملية قسطرة، تلاها مباشرة إصابتها بجلطة دماغية مفاجئة، تسببت في مضاعفات استدعت الرقود في المستشفى. ومع مرور الأسابيع، أصيبت بجلطة أخرى أثرت على خطة العلاج، ودعت إلى إبقائها تحت المراقبة الحثيثة. وفي منتصف أغسطس، أوعز ولي عهد الكويت الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح بنقلها إلى لندن لإجراء تدخلات طبية دقيقة، نظراً لحاجتها إلى رعاية متقدمة لا تتوفر إلا في مراكز طبية متخصصة. ومنذ 17 سبتمبر، تقيم حياة الفهد في مستشفى The Wellington Hospital، أحد أشهر المراكز البريطانية في علاج الحالات العصبية، حيث تخضع لجلسات علاجية منتظمة، تشمل إعادة التأهيل ومتابعة مستوى التجلط.
توضيحات رسمية حول حالتها ونفي الشائعات
خلال الأيام الماضية، تزايدت الشائعات حول دخول الفنانة حياة الفهد في غيبوبة أو تعرضها لفشل في أحد الأعضاء الحيوية. إلا أن مدير أعمالها يوسف الغيث نفى كل تلك الأنباء جملة وتفصيلاً، موضحًا أن حالتها مستقرة مقارنة بالأيام الماضية، وأن الفريق الطبي ملتزم بالتصريح عن المعلومات الأساسية فقط حفاظًا على خصوصيتها. وأكد الغيث أن خطة العلاج ممتدة لعدة أشهر، وأن مسار تحسنها يعتمد على استجابتها للعلاج العصبي وإعادة التأهيل، في ظل حرص فريق من المتخصصين على مراقبة أدق التغيرات في وضعها الصحي.
تفاعل واسع من الجمهور وزملاء الوسط الفني
منذ انتشار خبر تدهور حالتها الصحية، تلقى مكتبها وإدارة أعمالها مئات الرسائل من الجمهور داخل الكويت وخارجها، إضافة إلى موجة تضامن واسعة من نجوم الفن والإعلام. ووجّه الاتحاد الكويتي للإنتاج الفني شكره للجمهور الذي لم ينقطع عن الدعاء لها، مؤكداً أن دعم الناس هو أحد أهم عوامل الرفع من معنوياتها خلال فترة العلاج. كما عبّرت العديد من الفنانات، وبينهن إلهام علي، عن تضامنهن الكامل معها، مشيرات إلى مكانتها الكبيرة في الدراما الخليجية ودورها الريادي في تطوير الأعمال التلفزيونية على مدى عقود.
آخر أعمال حياة الفهد قبل الوعكة الصحية
رغم حالتها الصحية، كانت الفنانة حياة الفهد حاضرة بقوة في موسم رمضان 2025 من خلال مسلسل أفكار أمي، الذي شكّل محطة مهمة في مسيرتها. جسدت فيه شخصية شاهة المتسلطة ذات الحضور الطاغي، التي تفرض أفكارها على أسرتها وتدخل في صراعات نفسية واجتماعية متشابكة. المسلسل أخرجه باسل الخطيب وكتبه عبدالمحسن الروضان، واعتُبر استكمالًا للتعاون الناجح بين الفهد والخطيب بعد أعمال سابقة مثل أسد الجزيرة في 2006 و مارغريت في 2021، ما جعله من أبرز إنتاجات الدراما الخليجية لذلك العام.
أيقونة الدراما الخليجية في مرحلة حساسة
تظل حياة الفهد واحدة من أهم ركائز الشاشة الخليجية منذ سبعينيات القرن الماضي. ورغم أنها تواجه اليوم مرحلة صحية دقيقة، فإن مكانتها الفنية ومحبة الجمهور تمنحان رحلتها العلاجية قوة إضافية. ومع استمرار المراقبة الطبية في لندن، يأمل محبوها في أن تعود بأتم صحة لاستكمال مسيرة امتدت لأكثر من نصف قرن، صنعت خلالها تاريخًا لا يُنسى في الدراما العربية.