مراحل تطور التشكيل في اللغة العربية
الحلقة السادسة من برنامج بالعربي مع آرام
تتميز اللغةُ العربية عن غيرِها من اللغات بحركات التشكيل، وهي علامات تُرسم على الحروف لكي نتمكنَ من نطقِها بشكلٍ صحيح، وأول من وضع التشكيل هو أبو الأسود الدؤلي في العصر الأموي.
أسباب ظهور التشكيل
مع توسع الفتوحات الإسلامية ودخول العجم إلى الإسلام وقع الكثيرون في التلحين والخطأ عند الكلام وعند تلاوة القرآن الكريم، وهو ما جعل زياد بن أبيه والي البصرة يطلب من أبي الأسود الدؤلي أن يجدَ حلاً، وبالفعل وضع أبو الأسود الدؤلي علامات التشكيل لكنها كانت مختلفة عما نعرفه حالياً.
التشكيل في العصر الأموي
كان عبارة عن نقطة على الحرف إذا كان مفتوحا، ونقطة أسفل الحرف إذا كان مكسورا، ونقطة أمام الحرف في حالة الضم
ونقطتين في حالة التنوين، واعتُمد على الحبر الأحمر في رسم الحركات.
التشكيل في العصر العباسي
اختلط على الناس التمييزُ بين نقاط التشكيل ونقاطِ الإعجامِ، وهي النقاط التي توضع للتمييز بين الحروف التي تتشارك في الشكل نفسه، مثل (ب و ت وث) أو (ج وح وخ).
ولتلافي هذه الأخطاء غير الخليل بن أحمد الفراهيدي شكل حركات التشكيل التي وضعها أبو الأسود الدؤلي فأصبحت على النحو التالي:
.الفتحة: (بَ) وهي ألف صغيرة مائلة فوق الحرف
. الكسرة: (بِ) وهي ياء صغيرة تحت الحرف، ولكن تطورت الكسرة إلى هذا الشكل
.الضمة: (بُ) وهي إضافة واو صغيرة فوق الحرف
. السكون: (بْ) وضع حلقة صغيرة فوق الحرف
.التنوين: (بً بٌ بٍ) وهو تكرار الحركة مرتين
التشكيل في العصر الحالي
.وبالإضافة لهذه الحركات أضيفت الشدّة، والتي تشير إلى مضاعفة نطق الحرف مرتين
ولتوضيح أثر التشكيل على معنى الكلمة إليكم هذا المثال:
إذا قلنا عَلَم البلاد يرفرف عالياً، فنحن هنا نقصد راية البلاد.
العِلْمُ يبني بيوتاً لا عماد لها، ونحن هنا نعني المعرفة وهو عكس الجهل.
قال تعالى (الذي عَلَّم بالقلم)، وعَلَّم هنا تعني لقَّن العلم.