تفاصيل مرض أم كلثوم الذي أجبرها على ارتداء النظارة السوداء
إلى جانب صوتها الذي لم يتكرر بعد وفاتها اشتهرت أم كلثوم بوقفتها على المسرح بإطلالات مميزة كان يتصدرها منديل اليد والنظارة السوداء.. تعرفوا معنا على تفاصيل مرض السيدة أم كلثوم الذي تسبب في ارتدائها هذه النظارة.
مرض أم كلثوم
كوكب الشرق "أم كلثوم"، أيقونة الغناء الشهيرة رحلت عن عالمنا في الثالث من فبراير من عام ألف وتسع مئة وخمسة وسبعين، وكانت حياتها الفنية مليئة بالأعمال المميزة؛ حيث بدأت الغناء وهي طفلة صغيرة مع والدها في الأفراح، وفي عام ألف وتسع مئة واثنين وعشرين انتقلت العائلة إلى القاهرة، وأقاموا أول تخت موسيقي لها في عام ألف وتسع مئة وستة وعشرين.
ولكن هل تعلم أن أم كلثوم كانت تعاني من مرض يسمى بمرض "جريفز"، والذي يؤدي إلى فرط نشاط الغدة الدرقية.
وصرح أحد الأطباء بأن أهم أعراض هذا المرض هو تضخم الغدة الدرقية، وجحوظ العينين، وهو مرض مناعي ليس له سبب واضح
وحاليا هناك علاج لهذه الحالات باستخدام اليود المشع، أو إجراء جراحات لمضاعفات المرض، مثل علاج جحوظ العينين بالجراحة أو تضخم الرقبة
فقد حدث تطور كبير في أسلوب العلاج والجراحة، والأمراض المناعية ليس لها علاجات حاسمة.
وكانت أم كلثوم مصابة بمرض فرط نشاط الغدة الدرقية، وهو مرض جريفز، وهذا كان السبب وراء ارتدائها النظارة السوداء، لأن من أعراض هذا المرض "جحوظ العينين"
وقد يؤدي هذا المرض لترهل الجفون والانزعاج من الأضواء، وهذا المرض هو مرض مناعي، وحينما أصيبت أم كلثوم بهذا المرض لم يكن هناك علاج إلا من خلال الجراحة
وأم كلثوم رفضت العلاج بالجراحة خوفا من تأثيره على الأحبال الصوتية.
فكان من الممكن أن تحدث لها مضاعفات للجراحة قد تؤدي إلى إصابة العصب المغذي للأحبال الصوتية فتفقد صوتها، أو يتغير، وبالتالي فضلت أم كلثوم جمهورها على صحتها، وفضلت أن تظل مريضة وتستخدم علاجا لبعض الوقت عن العلاج الذي يجعلها تنهي هذا المرض بشكل نهائي
وكان هذا المرض يسبب لها مضاعفات شديدة، منها اضطرابات بضربات القلب، والأرق الشديد، بالإضافة إلى توتر الأعصاب
مشوار أم كلثوم
اشتهرت أم كلثوم بالغناء، إضافةً إلى ذلك لحّنت بعض أغنياتها، ومارست التمثيل في ستة أفلام سينمائية، غنت لكبار الشعراء، ولعظام الملحنين، من أبرز أغنياتها: أراك عصي الدمع، سيرة الحب، أنت عمري، حب إيه، غنيلي شوي شوي.
ولدت فاطمة إبراهيم السيد البلتاجي المعروفة بـ (أم كلثوم) في محافظة الدقهلية المصرية، لكن تاريخ الولادة غير معروفٍ بالتحديد (بين أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين)، والدها الإمام والمنشد الديني إبراهيم البلتاجي، علمها القرآن، وحفظته في سن الثانية عشرة.
لاحظ الأب موهبة ابنته في الغناء أثناء تعليمها قراءة القرآن الكريم، فطلب منها الانضمام إلى فرقة العائلة، حيث كانت ترتدي زي صبي خلال وجودها على خشبة المسرح، لأن المجتمع كان يرفض وجود فتاة على الخشبة، ولم تتخلَ عن هذا الزي حتى انتقلت مع عائلتها إلى القاهرة في عام 1923، حيث أصبحت تغني في بيوت الأغنياء.
في عام 1924 تعلمت أم كلثوم العزف على العود على يد الملحن أمين المهدي، ثم تعرفت على الشاعر أحمد رامي الذي ألّف لها مئة وسبعة وثلاثين أغنية، كما تعرفت على الملحن محمد القصبجي، الذي لحن لها الكثير من أغنياتها، وبدأت الغناء في عام 1932 وتوسع عملها حتى أصبحت أم كلثوم تغني في العواصم العربية، دمشق، بيروت، طرابلس، تونس.
لجمال صوتها، اختيرت أم كلثوم للغناء في افتتاح إذاعة القاهرة عام 1934، وأصبحت تشارك في الأفلام السينمائية، في حين أصبحت تعرض حفلاتها مباشرة على الإذاعة في الخميس الأول من كل شهر خلال الموسم الموسيقي الممتد من شهر تشرين الأول/أكتوبر إلى شهر حزيران/يونيو من كل عام.
استمرت الفنانة أم كلثوم في مسيرتها الغنائية حتى وفاتها، حيث غنت للثورة والرئيس جمال عبد الناصر، كما غنت الرومانسية، والأغاني الدينية، تعاونت في ذلك مع العديد من الشعراء نزار قباني، أحمد رامي، والملحنين (رياض السنباطي، بليغ حمدي، محمد عبد الوهاب).