توفيق الحكيم: عصفور الشرق الذي هجر القانون وأصبح من رواد الأدب العربي
سافر توفيق الحكيم إلى فرنسا للحصول على الدكتوراه فى القانون، لكنه اتجه إلى دراسة الآداب والفنون فى الفترة من 1925 إلى 1928، وبعد عشر سنوات، وتحديداً في عام 1938، كتب الحكيم «عصفور من الشرق» مستدعياً هذه المرحلة.. وقد جسد هذا العمل تجربته الروحية والعقلية والصراع والتأثر بين الحضارة الغربية والعربية.
وفي هذا الفيديو، نستعرض معكم أبرز المحطات في حياة توفيق الحكيم، الذي يُعتبر من رواد الأدب العربي:
مولده ونشأته
وُلد توفيق إسماعيل الحكيم في مصر بمحافظة الإسكندرية عام 1897 لأب مصري من أصل ريفي يعمل في سلك القضاء في مدينة الدلنجات بمحافظة البحيرة، وكان يعد من أثرياء الفلاحين، وأم من أصل تركي.
عندما بلغ السابعة من عمره، التحق الحكيم بمدرسة دمنهور الابتدائية، حيث انتهى من تعليمه الابتدائي سنة 1915، ثم ألحقه أبوه بمدرسة حكومية في محافظة البحيرة، حتى وصل هناك إلى الدراسة الثانوية.
ثم انتقل الحكيم بعدها إلى القاهرة وعاش مع أعمامه، لمواصلة الدراسة الثانوية في مدرسة محمد علي الثانوية.
مشاركته في ثورة 1919
شارك الحكيم عام 1919م مع الثورة المصرية في المظاهرات، وتم القبض عليه واعتقل بسجن القلعة، وعقب الإفراج عنه عاد عام 1920 إلى الدراسة وحصل على شهادة الباكالوريا عام 1921، والتحق بعدها بكلية الحقوق. وتخرج فيها عام 1925 ليعمل في مكتب أحد المحامين.
سفره إلى فرنسا
في ذلك الوقت، استطاع والده إيفاده في بعثة إلى فرنسا لدراسة الحقوق، وهناك انصرف الحكيم عن دراسة القانون، واتجه إلى الأدب المسرحي والقصص، وتردد على المسارح الفرنسية ودار الأوبرا.
وبعد 3 سنوات فقط استدعاه والده ليعود صفر اليدين دون شهادة، لكن بمعرفة عميقة وواسعة بالأدب والفكر والمسرح.
أهل الكهف
ظهرت مسرحيته أهل الكهف عام 1933 وأحدثت صدىً واسعاً في الساحة الأدبية العربية. وكتب عنها توفيق الحكيم: "إنها حدث في تاريخ الأدب العربي."، حيث كانت المسرحية بدايةً لنشأة تيار المسرح الذهني.
واستلهم الحكيم في أعماله موضوعات مستمدة من التراث من مختلف عصوره الفرعونية والرومانية والإسلامية، كما مزج بين الرمزية والواقعية علي نحو فريد، وهو ما ميَّز مسرحياته.
ملامح أدبه
يتميز الرمز في أدب توفيق الحكيم بالوضوح وعدم المبالغة في الغموض، كما يمتاز أسلوبه بالدقة وتكثيف المعاني والدلالات والقدرة علي التصوير؛ سواء في رواياته أو مسرحياته.
معاركه الفكرية
اشتهر توفيق الحكيم على مدى تاريخه بخوض المعارك الفكرية المختلفة؛ من بينها معركته في أربعينيات القرن العشرين مع الشيخ المراغي شيخ الأزهر ، ومع مصطفى النحاس زعيم الوفد، وفي سبعينيات القرن العشرين خاض معركة مع اليسار المصري بعد صدور كتاب "عودة الوعي".
كما تبنى توفيق الحكيم عددًا من القضايا كنشر العدل الاجتماعي، وترسيخ الديمقراطية، وتأكيد مبدأ الحرية والمساواة.
عدو المرأة
أشيع عن توفيق الحكيم أنه عدو المرأة، ورغم ذلك حظيت المرأة بنصيب وافر في أدبه، ولعبت دوراً إيجابياً في أعماله، وهو ما ظهر في عدد من أعماله مثل مسرحياته: شهرزاد، وإيزيس، والأيدي الناعمة، وبجماليون، وقصة الرباط المقدس، وعصفور من الشرق، وعودة الروح.
تُرجمت أعماله إلى لغات مختلفة
وتُرجم عدد كبير من أعمال توفيق الحكيم إلى لغات أجنبية من بينها: نهر الجنون، الشيطان في خطر، بين يوم وليلة، بيت النمل، صلاة الملائكة، الطعام لكل فم، السلطان الحائر.
تكريمه
وقد حصل الحكيم على عدد كبير من الجوائز والتكريمات ومن أهمها: قلادة الجمهورية وجائزة الدولة في الآداب وقلادة النيل.
وفاته
وتوفي الحكيم في 26 يوليو عام 1987 بعد أن ترك إرثاً فكرياً وأدبياً لا يضاهى.