إليك أصل قصة الأصمعي والأعرابي
يتردد حولنا الكثير من القصص التاريخية والتي تعود أصولها إلى عصور من قرون مضت، فهل فكرت يوماً في أصل هذه القصص! في هذه الحلقة ستتعرفين معنا على واحدة من أشهر القصص وهي قصة الأصمعي والأعرابي.. إليك تفاصيلها.
كان الأصمعي سيد علماء اللغة وكان يجلس في مجلس هارون الرشيد مع باقي العلماء.. فكان إذا اختلف العلماء التفت إليه هارون أمير المؤمنين قائلا: قل يا أصمعي!!
فيكون قوله الفصل.. ولذلك وصل الأصمعي من مرتبة اللغة الشيء العظيم، وكان يدرس الناس لغة العرب..
وفي يوم بينما هو يدرسهم كان يستشهد بالأشعار والأحاديث والآيات، فمن استشهاداته قال:
(والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله غفور رحيم)
وكان واحد من الجلوس (أعرابيا) قال:
يا أصمعي.. كلام من هذا؟
فقال: كلام الله!
قال الأعرابي: حاشا لله أن يقول هذا الكلام!
فتعجب الأصمعي وتعجب الناس.. قال: يا رجل.. انظر ما تقول.. هذا كلام الله!
قال الأعرابي: حاشا لله أن يقول هذا الكلام.. لا يمكن أن يقول الله هذا الكلام!!
قال له: يا رجل.. تحفظ القرآن؟!
قال: لا
قال: أقول لك هذه آية في المائدة!
قال: يستحيل.. لا يمكن أن يكون هذا كلام الله!
فكاد الناس يضربونه (كيف يكفر بآيات الله؟!)
قال الأصمعي: اصبروا.. هاتوا المصحف وأقيموا عليه الحجة.. فجاؤوا بالمصحف.. ففتحوا وقال: اقرؤوا
فقرؤوها: (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم)
فإذا بالأصمعي أخطأ فعلا في نهاية الآية.. فآخرها (عزيز حكيم) ولم يكن آخرها (غفور رحيم)
فتعجب الأصمعي وتعجب الناس وقالوا:
يا رجل.. كيف عرفت وأنت لا تحفظ الآية؟!
قال للأصمعي:
تقول: اقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا.. هذا موقف عزة وحكمة.. وليس بموقف مغفرة ورحمة.. فكيف تقول: غفور رحيم؟!
قال الأصمعي: والله.. إنا لا نعرف لغة العرب!!