الأمير هاري يمحو أثر صدماته بالعلاج النفسي: تعرفوا على رحلة علاجه
تاريخ النشر: : الإثنين، 22 نوفمبر 2021 آخر تحديث: : الأحد، 28 نوفمبر 2021

الأمير هاري يمحو أثر صدماته بالعلاج النفسي: تعرفوا على رحلة علاجه

لم يخجل الأمير البريطاني هاري، من الاعتراف بإصابتِه بنوبات انهيار عصبي شديد لازمته منذ وفاة والدته الأميرة ديانا. وهو ما اضطره للخضوع لعلاج نفسي مستمر على مدار سنوات.

لم يتلق الأمير هاري العلاج النفسي فقط، بل أنه رأى أنه من واجبه التعريف بأهمية الصحة النفسية، بكل ما كشفه من أسرار عن الحياة في العائلة الملكية البريطانية، وبكل أحاديثه عن الخلافات بينه وبين أفراد عائلته، وبتصريحاته الصادمة تحدث فيها عن "كسر حلقة الألم والمعاناة الوراثية" التي لا يريدها لأطفاله.

الأمير الشجاع المتسق مع نفسه في جهوده لرفع الوصمة عن المرض والعلاج النفسي والتوعية بالعلاجات النفسية، أصبح اليوم أيقونة للسلام النفسي في العالم.

رحلةُ المرضِ النفسيِّ لا تقلُّ عناءً عن المرضِ العُضويِّ، فتعرفُوا معنا على معاناةِ الأميرِ هاري مع المرضِ النفسيِّ..

رحلة الأمير هاري مع المرض النفسي:

اعترفَ الأميرُ البريطانيُّ هاري بإصابتِه بنوباتِ انهيارٍ عصبيٍّ شديدٍ، لازمته منذُ وفاةِ والدتِه الأميرةِ ديانا، وبأنه خضعَ للعلاجِ النفسيِّ.

اشتُهرَ الأميرُ هاري قبلَ سنواتٍ بتصرُّفاتِه المثيرةِ للجدلِ فكان تارةً يظهَرُ عاريًا في المسبح، وأخرى يظهرُ بإطلالةِ الزعيمِ النازيِّ هتلر فكانت تصرُّفاتُه حديثَ الصحفِ العالميةِ، ولكن يبدو أن تلك التصرُّفاتِ كانت نابعةً من شخصٍ يحاول تخطِّي حزنًا ما.

كان الأميرُ الابنَ الثانيَ لوليِّ عهدِ المملكةِ البريطانيةِ الأميرِ تشارلز والأميرة الراحلة ديانا، قد كشفَ قبلَ سنواتٍ عن إصابتِه بنوباتِ انهيارٍ عصبيٍّ شديدٍ، وقد بدأَ هذا المرضُ النفسيُّ يُلازِمُه منذُ وفاةِ والدتِه في حادثِ سيرٍ في باريس عامَ 1997 ألفٍ وتسعِمئةٍ وسبعةٍ وتسعين.

وأعلنَ هاري خضوعَه للعلاجِ النفسيِّ طَوالَ سنواتٍ حتى يتخطَّى مَقتَلَ والدتِه. وأثَّر هذا الأمرُ على قرارِه بتركِ العائلةِ البريطانيةِ المالكةِ؛ حتَّى لا ينتهيَ المطافُ بزوجتِه في دائرةِ المرضِ النفسيِّ التي سَقَط فيها يومًا ما.

فصرَّحَت ميغان –في أحدثِ مُقابلاتِها التليفزيونيةِ مع الإعلامية أوبرا وينفري– بأنها كانت على وشَكِ الانهيارِ النفسيِّ وفكَّرت كثيرًت في إنهاءِ حياتِها بسببِ ما كانتِ الصحُفُ تكتبُه عنها من انتقاداتٍ بعدَ زواجِها بالأميرِ هاري، حتَّى إنها طلبَت المُساعَدةَ من القصرِ المَلَكيِّ وحاولتِ الاستعانةَ بمُختصٍّ نفسيٍّ.

ولكن القصرَ رفضَ هذا بحُجةِ أنه لا داعيَ للأمرِ؛ حرصًا على صورةِ القصرِ في أعينِ الإعلامِ.. وهذا كانَ من الأسبابِ التي دفعَت هاري إلى الانفصالِ عنِ العائلةِ للحفاظِ على سلامةِ عائلتِه النفسيةِ.

وقالَ الأميرُ هاري إنه لولا متابعتُه جلساتِ مُعالَجةٍ معَ مُستشارٍ نفسيٍّ لكانَ قد أثَّرَ نفسيًّا على آخَرينَ. وقالَ إنه قد تعافَى رُويدًا رُويدًا، وساعَدتْه الرياضةُ أيضًا ليُحقِّقَ السلامَ النفسيَّ، فكان يُداومُ على ممارسةِ المُلاكَمةِ.

ويبدو أنَّ الأميرَ كان يُحاوِلُ مُساعَدَةَ الذين تعرَّضُوا لأزماتٍ نفسيةٍ خِلالَ حياتِهم، فأقامَ –بالتعاونِ مع شقيقِه الأميرِ ويليام، وزوجتِه كيت ميدلتون–جمعيةً خيريةً للصحةِ النفسيةِ.

تفاصل خطة علاج الأمير هاري النفسية: 

الأمير السابق يخضع لعلاج EMDR مع استشارية مقيمة في لندن (يجري جلسات علاج مع معالجته عن بعد في لندن)، والتي تقوم بجلسة الامدر والتي تم تصويرها وإذاعة بعض منها بموافقته، من خلال سلسلة تلفزيونية جديدة مع الإعلامية البارزة الشهيرة أوبرا وينفري Oprah Winfrey. حيث تم تصوير الأمير هاري في طريقه إلى الأمان العاطفي كجزء من علاج اضطراب ما بعد الصدمة.

المعالجة النفسية التي يتابع معها الأمير هاري علاجه، تدعى "سانيا" وهي عضوة في برنامج عون الصدمة البريطاني (البرنامج الذي درب ولا زال يشرف على أداء عشرات معالجين الأمدر EMDR في العالم).

الأمير هاري يلجأ للشفاء بالعقل:

يمكن للعقل في كثير من الأحيان أن يشفي نفسه بشكل طبيعي، بنفس الطريقة التي يعالج بها الجسم نفسه. كآلية التأقلم الطبيعية أثناء النوم، خاصةً أثناء حركة العين السريعة الريم (REM) خلال النوم.

من هذا المنطلق طورت فرانسين شابيرو، العلاج بإبطال الحساسية وإعادة المعالجة عبر حركة العين (EMDR) في عام 1987، باستخدام هذه العملية الطبيعية من أجل علاج اضطراب الإجهاد اللاحق للصدمة (PTSD). منذ ذلك الحين، تم استخدام الامدر EMDR بشكل فعال لعلاج مجموعة واسعة من مشاكل الصحة النفسية.

ففي معظم الأحيان، يتعامل جسمك بشكل روتيني مع المعلومات والخبرات دون أن تكون على وعي بذلك. ولكن عندما حدوث أمر خارج عن المألوف أصابك بصدمة ( كحادث سيارة مثلا) أو بسبب تعرضك المستمر للضغوط (على سبيل المثال الإهمال خلال فترة الطفولة) ، يمكن لآلية التأقلم الطبيعية الخاصة بك ان تصبح مثقلة مما يؤدي إلى تحميل فوق طاقتك، وهذا يحافظ على الخبرات الصادمة ويجمدها في الدماغ "غير معالجة".

مثل هذه الذكريات والمشاعر غير المعالجة تخزن في الجهاز الحوفي في دماغك بشكل عاطفي خام وليس على شكل قصة ممكن روايتها، طبقًا للمنشور عن المعهد الوطني للصحة السريرية (NICE) هو هيئة تنفيذية عامة غير إدارية (ENDPB) في وزارة الصحة في المملكة المتحدة. 

النظام الحوفي يساعد على الحفاظ على الذكريات المؤلمة في عزلة في شبكة الذاكرة المرتبطة بالعواطف و الأحاسيس الجسدية، والتي هي منفصلة عن قشرة الدماغ حيث تستخدم اللغة لتخزين الذكريات. الذكريات المخزنة في الجهاز الحوفي يمكن تحفيزها واسترجاعها باستمرار عندما تواجه أحداثًا مشابهة للأحداث الصعبة والتجارب التي مررت بها.

غالبا ما يتم نسيان الذاكرة نفسها لفترة طويلة، ولكن المشاعر المؤلمة مثل القلق والذعر والغضب أو اليأس تثار باستمرار في الحاضر. وبالتالي تصبح قدرتك على العيش في الحاضر والتعلم من التجارب الجديدة مقيدة.

لذا يساعد الامدر EMDR على إنشاء الروابط بين شبكة الذكريات في دماغك، مما يمكّن دماغك من معالجة الذاكرة المؤلمة بطريقة طبيعية جدًا.

المزيد: