جولة في قصر المانسترلي: تحفة معمارية على ضفاف النيل
هل سمعت عن قصر المانسترلي باشا؟.. تعرفوا معنا على تفاصيل هذا القصر المميز بكافة أرجائه وطوابقه وأقسامه، من خلال جولة داخل قصر المانسترلي..
قصر المانسترلي باشا
صاحب القصر هو حسن فؤاد المانسترلي باشا، وهو من مانستر من دولة مقدونيا، كان كتخدا والي مصر، وهي كلمة تركية تعني وكيل أو أمين أي وكيل والي مصر الذي في ذلك الوقت هو الوالي عباس باشا الأول ثالث حكام الأسرة العلوية.
وتدرج المانسترلي باشا حتى أصبح محافظ القاهرة عام ألف وثمانمئة وأربعة وخمسين 1854 ووزير الداخلية عام ألف وثمانمئة وسبعة وخمسين 1857 في عهد الوالي محمد سعيد باشا رابع حكام الأسرة العلوية.
وتوفي عام ألف وثمانمئة وتسعة وخمسين 1859، ودفن بالقاهرة وترك وراءه قصره، وهو عبارة عن تحفة معمارية، والذي قام بإنشائه عام ألف وثمانمئة وواحد وخمسين 1851، وتبلغ مساحته ألف 1000 متر مربع، وهو ما تبقى من مجموعة بنائية قام بإنشائها.
أهمية قصر المانسترلي باشا التاريخية
وموقع القصر ضفاف النيل بالروضة آخر شارع مقياس النيل، وملحق بأحد مباني متحف كوكب الشرق سيدة الغناء العربي أم كلثوم، ومن مميزات القصر وجود قاعة كبيرة جدا قرب المدخل بالطابق الأرضي، استقبلت إعلان تأسيس الجامعة العربية عام ألف وثمانمئة وخمسة وأربعين 1845، وبقيت مقرا لاجتماعات التأسيس فترة طويلة.
والتقى الملك فاروق بالملوك والرؤساء العرب ما بين عام ألف وثمانمئة وخمسة وأربعين 1845 حتى ألف وثمانمئة وسبعة وأربعين 1847، وتتصدر القاعة صورة بها الملك فاروق والملك عبدالعزيز آل سعود وبينهم عبدالرحمن عزام باشا، أول أمين عام لجامعة الدول العربية، وهو صاحب فكرة تكوينها.
وهذه القاعة الآن يتم إقامة الحفلات الموسيقية بها، فالقصر مقر للمركز الدولي للموسيقى منذ عدة سنوات، ويستقبل القصر ندوات الشعر والأدب لأنه عبارة عن تحفة معمارية نادرة الوجود.
وقد ضمت الحكومة المصرية القصر عام ألف وتسعمئة وواحد وخمسين 1951، لأنه أصبح من الآثار لمضي مئة 100 عام على إنشائه، وتم ضمه إلى مصلحة الآثار.
مكان قصر المانسترلي باشا ومحيطه وزخرفته
مكان القصر في الأساس ضمن آثار أطلال سرايا السلطان الأيوبي الملك الصالح نجم الدين أيوب آخر حكام الأسرة الأيوبية في مصر، ويتوسط القصر مقياس النيل ثاني أقدم أثر إسلامي بعد مسجد عمرو بن العاص الذي لا يبعد كثيرا عنه، ويتكون القصر من الصالة الكبيرة التي ذكرناها سابقا، وهي صالة مستطيلة مسقوفة بسقف خشبي إلى جانب جناحه بالجهة الغربية، وبه قاعة للمعيشة وغرفتا نوم وحمام وحجرة أخرى بالجهة الشمالية.
ويذكر علي باشا مبارك في الخطط التوفيقية أن المرحوم حسن فؤاد باشا المانسترلي شيد في الطرف القبلي بجزيرة الروضة سرايا وكشك على أطلال قصر السلطان نجم الدين، الذي يرجع إلى العصر الأيوبي.
والذي كان ضمن مباني قلعة الروضة التي شيدها الملك الصالح نجم الدين في سنة 638هـ بالإضافة لقيام المانسترلي باشا بعمل جامع صغير بدلاً من جامع المقياس الذي شيد في العصر الفاطمي وتوجد لوحة بالجامع تضم تاريخ وفاة حسن فؤاد باشا المانسترلي في 6 ربيع الأول 1276 هـ والذي كان يشغل في ذلك الوقت منصب وزير الداخلية.
ويحيط بالقصر بالجهة الجنوبية الغربية شرفة خشبية تطل على النيل مكونة من بوائك ثلاثية من الخشب، زخرفت الأسقف بزخارف نباتية وهندسية ويتوج واجهات القصر رفرف خشبي على هيئة كورنيش ويطلق عليه طراز الكورنيش المصري.
وتم زخرفة الجدران والسقف من الداخل بتصميم الباروك والروكوكو الأوروبي الذي كان الموضة في ذلك الوقت، وتم التلوين بالألوان الزيتية والأسقف الخشبية.
زيارة قصر المانسترلي
قصر المانسترلي الواقع على ضفاف النيل بالروضة آخر شارع مقياس النيل، يصنف كأثر من ضمن الآثار الإسلامية للقاهرة الخديوية.
ويفتح القصر بابه للزوار من كافة الأنحاء بأسعار زهيدة مقابل التحف التي يشاهدها الزوار بالداخل، إلى جانب إمكانية حضور الحفلات والندوات التي تقام بالقصر في مواعيدها.
المزيد:
