خلاف سعاد حسني ونادية لطفي بسبب العندليب: كرامة السندريلا لم تتحمل
شائعات وظنون وعناوين الصحف، كل هذه الأشياء أجبرت الفنانة سعاد حسني على الانسحاب من أحد أفلام العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، لتحل محلها الفنانة نادية لطفي، فما القصة؟
شائعات الحب أجبرت سعاد حسني على الانسحاب من فيلم الخطايا
انتشرت الشائعات حول وجود قصة حب بين عبدالحليم حافظ وسعاد حسني، وعندما عرض فيلم الخطايا على العندليب، وبدأ في قراءته وأعجب بالقصة وبدور البطلة الفنانة سعاد حسني.
وبالفعل وافقت السندريلا على الدور وأعجبت بقصة الفيلم، وتقاضت العربون، وتم الاتفاق مع المخرج وأصبحت مستعدة للتصوير.
ولكن عندما علمت الصحف والمجلات الفنية بدأت تنتشر أخبار عن وجود علاقة حب بين العندليب والسندريلا، وأنه لهذا السبب اختارها لتكون بطلة أمامه، وأنهم يستعدون لإقامة حفل زفافهما قريبا، مما أزعج عبدالحليم واتصل بعدد من الصحف وطلب منهم نشر تكذيب للأخبار.
لكن ما فعله عبدالحليم أثار غيرة سعاد حسني وأزعجها نفيه للخبر بهذه الطريقة، وقررت أن تنسحب من الفيلم، وبالفعل أخبرت المخرج أنها تعتذر عن تأدية الدور قبل بداية التصوير بأيام قليلة.
نادية لطفي تحل محل سعاد حسني وينفجر الخلاف بينهما
واتصل بها العندليب ليحاول فهم ما حدث، ولكنها لم تكن في المنزل وفي اليوم التالي أرسلت العربون مع شقيقتها، وقرر العندليب البحث عن ممثلة أخرى، ووقع الاختيار على نادية لطفي، وتألقت في الدور ونجح الفيلم نجاحا كبيرا.
ولكن يبدو أن هذا الفيلم لم يمر مرور الكرام، فتسبب في خلاف بين سعاد حسني ونادية لطفي.
أفلام جمعت سعاد حسني ونادية لطفي
الفنانة نادية لطفي سبقت سعاد حسني بعام واحد فنيا، ولكن جمع بينهما أكثر من عمل، منها السبع بنات وللرجال فقط، وتوطدت صداقة قوية بينهما، إلا أن الخلاف بدأ بعد أن تعاقدت نادية لطفي على بطولة فيلم الخطايا أمام عبدالحليم حافظ، وهو ما وتر العلاقة بين سعاد ونادية لسنوات، قبل أن يتم الصلح بعد عدد من التصريحات المثيرة للجدل للصحف
مذكرات نادية لطفي: ماذا قالت عن سعاد حسني
وفي كتابها: اسمي بولا.. نادية لطفي تحكي، اختصت الفنانة الراحلة نادية لطفي صديقتها سعاد حسني بالكثير من الحكايات والسرد حول أخبارها، فماذا قالت؟
أطلت سعاد حسني لأول مرة على الشاشة في مارس 1959 في فيلم حسن ونعيمة أي بعد نحو خمسة شهور من عرض فيلمي الأول سلطان أي ميلادنا السينمائي كان متزامناً ومتشابهاً فجاءتنا السينما بالصدفة وببداية واعدة ودور بطولة من الفيلم الأول والخطوة الأولى.
وكنت ننتمي لجيل كانت السينما وقتها تبحث عن وجوه نسائية جديدة تعبر عن المرأة الجديدة فيما بعد ثورة يوليو فكنت أنا وسعاد.
كان نجاحنا سريعاً وواعداً بما فاق التوقعات وأغرى المنتجون أن يجمعوا بيننا كما حدث في فيلم "السبع بنات" عام 1961، وفيلم "من غير ميعاد" عا 1962، والتجربة الأهم "للرجال فقط" عام 1964 وكنت أنا وسعاد أصبحنا أكثر نضجاً وأتاحت لنا قصة الفيلم أن نتنافس في توليد الكوميديا وحقق الفيلم نجاحاً جماهيرياً ونقدياً.
وحينها حاولت الصحافة الفنية أن تصنع منافسة ساخنة بيني وبين سعاد فرستي الرهان الجديدتين في السينما، لكن كنا على مستوى من الوعي والإدراك فلم ننجرف لهذه المنافسة الوهمية والمعركة الزائفة، يمكن لأني وقتها كنت مشغولة في أفلامي الجديدة، حيث لم يكن عندي وقت أضيعه في مهاترات ومعارك وكلام فارغ، أقسم أن هناك أفلاماً لسعاد عرضت وقتها وشاهدتها لأول مرة بعد سنوات من اعتزالي، وربما هي كذلك.
لم تكن الغيرة ولا الكراهية حاضرة أبداً في علاقتي بسعاد مهما أشاعوا عن منافسة وخصومة وكيد نسا، ولا أبالغ عندما أقول أن سعاد لم تكن منافسة لي، فما أقدمه أنا لا تستطيع أن تنافسني فيه والعكس صحيح كل واحدة لها لونها وسكتها.
ربما كنت الأسبق والأشجع والأكثر إيجابية وقدرة على التمرد والبحث عن مغامرات سينمائية وتكسير القيود، فقد كنت مدركة أننا-سعاد وأنا- كل منا يعزف في منطقة منفردة، ثم أنني كنت على ثقة أن سعاد تمتلك الموهبة والذكاء ما سيدفعها حتماً للتمرد على أدوار الفتاة المرحة الشقية وهو ما تحقق فعلا في عدة أفلام مثل "غروب وشوق"، وأين عقلي، والاختيار وصولا لأفلامها مع علي بدرخان في سنوات النضوج امتلكت الجرأة أن تتخلى عن دور السندريلا.
كانت سعاد تصدقني وترتاح لي وتعرف أنني لا اخدعها وقلبي عليها وأحمل لها مودة حقيقة، ولذلك كانت تشعر معي بالطمأنينة، وعندما كانت تجمعنا مناسبات أو عزومات أو لقاءات عامة كانت تتشبث بي كطفلة وتهمس لي وحياتك يا بولا، ابقي اتكلمي أنتي عشان بتعرفي تعبري كويس.
ظلت سعاد على اتصال بي حتى أثناء سفرها الطويل إلى لندن ففي صبيحة يوم ميلادي أجد حارس عمارتها بالزمالك يطرق بابي وبيده باقة ورد رائعة فأتصور عودتها إلى القاهرة لكنه يخبرني بأنها اتصلت به وشدد عليه أن يشتري لي بوكيه الورد وأملت عليه كلمات الكارت المصاحب له.
ذات يوم أرسلت لي سعاد مجموعة قصصية حول شخصيتين نسائيتين واقترحت تحويله فيلم أشاركها بطولته ومن جمالها منحتني الحق الكامل في اختيار الشخصية التي تناسبني وتلمسني، هذا فعلا لا يقوم به إلا فنان موهوب واثق من موهبته، هذا المشروع من الأسباب القوية التي دفعتني للتشكيك في فكرة انتحارها، فالتي تبحث عن فيلم جديد يعيدها للشاشة بهذا الحماس مستحيل أن تنهي حياتها بهذه السهولة، ثم إن روحها المعنوية كانت تزداد وتقوى مع تحسن حالتها الصحية.
ولا أنسى قرب عودتها للقاهرة وفرحتها الغامرة عندما كلمتني وهي ترفرف من السعادة من أنها حققت حلمها بتسجيل رباعيات صلاح جاهين أبوها الروحي، ومازال صدى صوتها يتردد في أذني "لازم تسمعيها يا بولا".
واستمرت اتصالات سعاد بي حتى قبل الحادث بأيام وأبدت رغبتها أن أكون في انتظارها بالمطار عندما تعود بعد غياب ووعدتها، ولم أكن أتخيل أنني سأذهب لاستلام جثمانها!
مشكلة سعاد كما كنت أقول دائماً أنها بلا أظافر، عكسي أنا علمتني التجربة أنا أرد واشتم وأضرب إذا لزم الأمر، لذلك كدت أجن عندما ورطوها في الحوار المريب الذي حكت فيه عن عبد الحليم، وأتذكر وقتها اتصلت بسعاد أقول لها بانفعال أنني مستعدة أن أعلن رسمياً أنني كنت شاهدة على عقد زواجها من حليم، إذا كان ذلك في صالحهما.
المزيد: