رحمة رياض: قصة مطربة شهيرة تحولت من ذكر إلى أنثى بعد وفاة والدها
رحمة رياض مطربة تميزت بصوت قوي ورخيم لها العديد من الأغنيات المميزة، كشفت مؤخراً العديد من أسرارها الإنسانية في لقاء تلفزيوني أظهر جوانب خفية من حياتها.
علاقة رحمة رياض ووالدها
رحمة تحدثت عن علاقتها بوالدها، والتي كانت تشوبها التوتر والريبة، فالأب يعامل ابنته كإنسان بالغ عليه التأكد من كل شيء ومراجعة مواعيد الأدوية الخاصة بالوالد.
ابنة عمرها سبع سنوات عليها يوميا أن تتأكد من أن والدها نام بالفعل خوفا على صحته ومحايلته بالساعتين لكي يستغرق في النوم، كما كان عليها تحمل كل نوبات غضبه المبالغ فيها والمخيفة بحسب تعبيرها.
سنوات طويلة عاشت رحمة رياض تحت اسم ذكر وهو "علي"، وهو الاسم الذي كان يناديها به والدها، كان يتعامل معها باعتبارها ذكر بسبب قدرتها على تحمل المسؤولية وشجاعتها وعدم خوفها من شيء.
سنوات طويلة كانت تتعامل باعتبارها علي، ولا تتحدث عن كونها فتاة صغيرة ترغب في اللعب بصحبة صديقاتها، كانت ترتدي ملابس الفتيات وتلعب بألعاب الفتيات ولكن عليها أن تبدو كصبي في الصفات.
كانت رحمة رياض تتصرف كصبي، للدرجة التي جعلت الجيران يظنون أنها ولد بالفعل، وكانت تردد دائماً أنها لن تتزوج أبداً في طفولتها، قبل أن تغير وجهة نظرها وترتبط بألكسندر علوم الذي جمعته بها قصة حب.
طفولة رحمة رياض
شجاعة وقدرة على التحمل أضعاف ما تتحمله الفتيات، السبب هو ميلادها في عائلة مليئة بالفتيات الصغار لا يوجد الصبي الذي تمناه الأب ليكون سندا له، فقرر أن يتعامل مع ابنته باعتبارها الصبي المنتظر ويناديها أيضا باسم الولد الذي تمناه، كما وصفت علاقتها بوالدها بغير الصحية لأنها حرمتها من مرحلة الطفولة وجمالها.
رحمة رياض قالت أيضاً إن والدها كان يسمح لها بالتجول بدراجتها الهوائية، خلال ساعات متأخرة من الليل وكأنها صبي، الأدهى أنه كان يحيط وسطها بمسدس لحمايتها، كما كان يصطحبها معه في رحلات الصيد الخاصة به.
وفاة والد رحمة رياض
توفي الأب بين يوم وليلة لم تتحمل الفتاة الصغيرة الصدمة وبدأت في التعامل مع الأمر باعتباره لم يحدث، حيث كان يأتي الأغراب والأحباب لمواساتها فكانت ترفض الفكرة وتقول إن والدها لم يمت.
كانت تتعلق به بطريقة مرضية ومخيفة فهو الأب والسند رغم كل التصرفات الخاطئة التي كان يرتكبها بحق طفولتها.
وقالت عن وفاته التي شكلت لها صدمة حقيقية: "كان أبي رجلا قويا إلى أبعد الحدود، من ناحيتي أراه أشجع رجل في العالم، ومن المستحيل أشوفه ينهار أمامي، لذلك لم أصدق أنه مات هكذا ورحل عن عالمنا".
ومات والد رحمة رياض على رجلها، ووصفت هذه المأساة قائلة إن عمرها كان 10 سنوات فقط، وطلب منها والدها الذي كان يعتبرها مسؤولة عن راحته لأنه كان يعاني من مرض يجعل نومه لا يتجاوز الأربع ساعات على أقصى تقدير، أن يرتاح على رجلها قليلا فنام لمدة ساعتين.
أوضحت رحمة رياض أنها أرادت إيقاظه بعد فترة، ليذهب للنوم في غرفة نومه الخاصة، وحاولت إيقاظه بالفعل ولكنه كان قد فارق الحياة، لتظل رحمة رياض تلوم نفسها لأنها اعتبرت أنها المسؤولة عن راحته ونومه وصحته خلال فترة مرضه العصيبة.
بعد سنوات طويلة نجحت في التخلص من العقد التي كانت تحيط بها في مرحلة الطفولة وبدأت في التحرر منها، شيئا فشيئا أصبحت ذات وعي وحققت نجاحات متعددة في مجالات عملها، وأصبحت مطربة معروفة لكن عقد الطفولة ما زالت بداخلها فمن الصعب أن تختفي تماما من مخيلتها.
وكتبت رحمة رياض في ذكرى وفاة والدها مؤخراً: "ذكرى وفاتك تذكرني برحيلك عن الدنيا ولكن أنت في قلبي وعقلي وروحي فإنك لم ترحل... السنة الرابعة والعشرون على رحيل أبي الفنان رياض أحمد دعواتكم".
المزيد: