زكي رستم: راهب الفن الذي طًرد من قصر أبيه بسبب التمثيل
سكن بعمارة يعقوبيان ولقب بملك الشر وراهب الفن، وطرد من قصر أبيه بسبب التمثيل، ليكون واحدا من أفضل عشرة ممثلين في العالم.. شاهدوا معنا المرعب الطيب زكي بك رستم في أبيض وأسود.
زكي رستم
ولد محمد زكي محمود رستم في مارس من عام ألف وتسعمئة وثلاثة بقصر أبيه بحي الحلمية بالقاهرة، ونشأ في عائلة أرستقراطية، فكان والده من أعيان الدولة حينذاك، وكان حلم والديه أن يكون ولده رجل قانون ولكن رستم رفض استكمال تعليمه العالي، وقرر التوجه للتمثيل ليعطيه الأهمية الكبرى في حياته، وكذلك الرياضة وخاصة رياضة رفع الأثقال.
ففي عام ألف وتسعمئة وأربعة وعشرين حصل رستم على المركز الثاني على مستوى مصر في مسابقة رفع الأثقال، ودفع رستم ثمن حبه للفن غاليا، فقد طردته جدته أمينة هانم من السرايا بسبب عودته يوميا بعد الفجر بسبب عمله في المسرح، فقرر الذهاب للعيش وحيدا طوال المدة التي يعمل بها متأخرا وكان له أسلوب خاص أمام الكاميرا لم ينافسه فيه أحد.
ومن شدة اندماجه في أدواره كان يصيب الممثل والمتفرج بالرعب من حدة نظراته وتعبيرات وجهه، واستطاع في نفس الوقت أن يجسد الحنان والأبوة ببراعة، رغم أنه ظل حياته راهبا لم يتزوج ولم ينجب.
سر عدم زواج زكي رستم
زكي رستم كشف في أحد اللقاءات الصحفية بأنه لم يجد المرأة التي تتوافر بها الصفات التي كان يبحث عنها، وأن عشقه للفن والتمثيل أخذ وقته كله ففاته قطار الزواج ووصفه النقاد العالميون بأنه أكثر الفنانين موهبة في وقته.
زكي رستم الطيب الشرير
لم يقدم زكي رستم دوراً إلا وأتقنه، فنجده في دور الطيب يكسب تعاطفاً كبيرا وفي أدوار الشر يتألق بدرجة ترعب الجمهور وتجعلهم يكرهون شخصيته التي يقدمه ببراعة، فتم اختياره من قبل مجلة باري باتش الفرنسية كواحد من أفضل عشرة ممثلين في العالم، وله حصيلة فنية تتخطى مئتين وأربعين فيلما لم يعرض منها سوى خمسة وخمسين فيلما بالسينما المصرية.
علاقة زكي رستم بممثلة شهيرة
وهو أيضا خال الممثلة ماجدة الخطيب وعم المذيعة ليلى رستم وأطلق عليه "رائد مدرسة الاندماج" فكان نموذجا رائعا للنجم السينمائي المنفرد في مواهبه، الذي يقوى على أن يتقمص أية شخصية مهما تعددت حالاتها النفسية ومواقفها المتقلبة.
علاقة زكي رستم بالوسط الفني تحكمها الغرابة
على الرغم من براعته وشهرته الكبيرة إلا أنه لم يكون علاقات قوية في الوسط الفني، فالفن عنده هو لحظة وجوده داخل البلاتوه، وبمجرد خروجه منه تنقطع الصلة بينهما تماما، ولذلك لم يكن له أصدقاء كثر في الوسط الفني.
تفاصيل السنوات الأخيرة في حياة زكي رستم
في سنواته الفنية الأخيرة، عانى رستم من ضعف السمع، وكان يكره أن يستعين بسماعة من تلك الاختراعات الإلكترونية، وكان يسكن بمفرده في شقة بعمارة يعقوبيان ، ولم يكن يؤنس وحدته سوى خادم عجوز قضى في خدمته أكثر من ثلاثين عاما وكلبه الوولف الذي كان يصاحبه في جولاته الصباحية وفي عام ألف وتسعمئة واثنين وستين حصل على وسام الفنون والعلوم والأدب في عام ألف وتسعمئة وثمانية وستين توقف الفنان زكي رستم تماما عن التمثيل وابتعد عن السينما واعتزل الناس بعد أن فقد حاسة السمع تدريجيا وكان يقضي معظم وقته في القراءة.
وفاة زكي رستم
توفي النجم القدير زكي رستم بأزمة قلبية في الخامس عشر من فبراير ألف وتسعمئة واثنين وسبعين عن عمر يناهز تسعة وستين عاما تاركاً خلفه تركة دسمة من الأدوار التي تنوعت ما بين أدوار الشر والطيبة والتي جسد جميعها ببراعة أبهرت الجمهور.
