كريم الشناوي: فخور بالعمل مع محمد منير في فيلم سيرة أهل الضي

فيلم ضي – سيرة أهل الضي هو أحد أبرز الأعمال السينمائية المصرية التي أثارت اهتمام الجمهور والنقاد على حد سواء في عام 2025. العمل من إخراج كريم الشناوي، ويقدم قصة إنسانية مؤثرة حول طفل نوبي يُدعى ضي يعاني من مرض الألبينو المعروف بالبرص ويواجه تحديات كبيرة بسبب مظهره المختلف عن أقرانه. هذه التحديات تتجسد في التنمر والنبذ الاجتماعي، إلا أن ضي يتمتع بصوت ذهبي وحلم كبير بأن يصبح فنانًا مشهورًا على غرار مثله الأعلى الفنان محمد منير.

رحلة ضي من أسوان إلى القاهرة

تبدأ رحلة ضي من أسوان إلى القاهرة برفقة أسرته المفككة ومدرسة الموسيقى الخاصة به سعياً لتحقيق حلمه في المشاركة ببرنامج ذا فويس، وهو ما يجعل الفيلم محملاً بالدراما الإنسانية والتوتر النفسي مع التركيز على الصعوبات الواقعية التي يواجهها الطفل في مجتمعه.

تصريحات كريم الشناوي

كان المخرج كريم الشناوي صرح بأن هذا الفيلم كان حلمًا طالما راوده، حيث شعر برغبة قوية في تقديمه بسبب المضمون الإنساني العميق الذي يلمس المشاعر بطريقة صادقة.

وأضاف الشناوي أنه لم يكن يفكر في عوامل النجاح التجاري عند تنفيذ الفيلم، بل ركز على اختيار فريق عمل يشارك معه الشغف بالقصة الإنسانية ويستطيع توصيل الرسالة للجمهور بشكل صادق. كما أكد الشناوي أن الفيلم مناسب للمشاهدة العائلية لأنه يعكس المشاعر الإنسانية في أصدق صورها، مع الإشارة إلى أن تصوير الفيلم تطلب رحلة حقيقية من أسوان إلى القاهرة لتعزيز مصداقية الأحداث.

الأبطال وضيوف الشرف

يقوم بدور ضي الفنان بدر محمد، بينما تؤدي أسيل عمران وإسلام مبارك وحنين سعيد أدوارًا محورية في الفيلم. ويشارك أكثر من 12 نجمًا كضيوف شرف، ومن بينهم الفنان محمد منير الذي عاد بعد غياب طويل إلى السينما، بالإضافة إلى أحمد حلمي، محمد ممدوح، صبري فواز، تامر نبيل، أحمد عبد الحميد، عارفة عبد الرسول، ومحمود السراج. هذه التشكيلة الفنية الواسعة أضافت للعمل ثراءً وتميزًا، وساهمت في جذب جمهور متنوع.

العرض والمهرجانات

تم عرض الفيلم لأول مرة في الدورة الـ75 من مهرجان برلين السينمائي ضمن مسابقة أجيال، قبل أن يُعرض في دور العرض المصرية ابتداءً من 3 سبتمبر 2025. وقد حظي الفيلم بإشادة نقدية مبكرة، حيث أشاد الناقد طارق الشناوي بجاذبيته الفريدة التي يمكن أن تصنع دائرة جماهيرية واسعة، بينما وصف الناقد محمود عبد الشكور الفيلم بأنه رحلة إحساس بالآخر تساعد على قهر الخوف وتحقيق الموهبة، مشيرًا إلى أن الفيلم مثل مناطيد الأقصر الملونة في إشراقه وإحساسه.

التركيز على قضايا المجتمع

الفيلم لا يركز فقط على التحديات الفردية للطفل ضي، بل يعكس أيضًا قضية التنمر والتمييز في المجتمع المصري بشكل عام. من خلال رحلة ضي، يعرض الفيلم تجربة إنسانية متكاملة تتناول الفقر، التحديات الأسرية، وصعوبات التعليم الموسيقي للأطفال الموهوبين. ينجح الفيلم في نقل رسالة أمل وإصرار، ويبرز قوة الإرادة في مواجهة الصعوبات التي قد تبدو مستحيلة.

الجانب الموسيقي

يقدم الفيلم جانبًا موسيقيًا غنيًا، حيث تعكس أغانيه ونغماته رحلة ضي الفنية وحلمه بأن يصبح نجمًا على غرار محمد منير. الموسيقى في الفيلم ليست مجرد خلفية، بل عنصر مهم يربط بين الأحداث ويعزز من الأثر العاطفي للمشاهد.

الإنتاج والتفاصيل الواقعية

تم التركيز على التفاصيل الواقعية سواء في تصوير البيئات الطبيعية بأسوان أو المشاهد الحضرية في القاهرة، بما يعكس التنقلات الحقيقية التي قام بها الطفل ضي وأسرته. كما تم الاهتمام بالملابس والإكسسوارات وديكورات البيوت والمدارس لتكون متسقة مع البيئة الاجتماعية لكل شخصية.

فيلم ضي – سيرة أهل الضي

يمثل فيلم ضي – سيرة أهل الضي إضافة مهمة للسينما المصرية والعربية، فهو ليس مجرد عمل ترفيهي بل تجربة إنسانية عميقة تعكس واقع الأطفال الموهوبين الذين يواجهون تحديات كبيرة بسبب اختلافهم الجسدي والاجتماعي. الفيلم يسلط الضوء على قيمة العزيمة والإصرار على تحقيق الأحلام رغم كل العقبات ويؤكد أن الفن والموهبة يمكن أن يكونا منطلقًا للتغيير الشخصي والاجتماعي على حد سواء.

بفضل رؤية كريم الشناوي والطاقم الفني المتميز، نجح فيلم ضي في تقديم قصة مؤثرة وملهمة تجمع بين الدراما والموسيقى والرسائل الاجتماعية القوية، لتصبح تجربة سينمائية كاملة تنقل المشاهد إلى رحلة إنسانية فريدة محفوفة بالتحديات والنجاح وتؤكد على أهمية مواجهة التمييز الاجتماعي وتحقيق الطموحات مهما كانت الصعوبات.