تفاصيل مرض فريد الأطرش: موسيقار الأجيال وسلطان العود
كان أميرا قبل أن يكون فناناً.. تعرفوا معنا على تفاصيل مرض الموسيقار فريد الأطرش أحد أهم أيقونات الغناء والطرب العربي الأصيل.
مرض فريد الأطرش
الموسيقار الراحل فريد الأطرش في حوار نادر له صرح عن نصائح الأطباء له التي جعلته لا يخشى من الموت، ولكنه كان يخشى الابتعاد عن فنه.
وفي حوار مع الإعلامية ليلى رستم قال إنه أصيب بتضخم في القلب نتيجة المجهود الضخم الذي يبذله خلال مشواره الفني، كما أصيب بجلطة وانسداد في الشرايين أكثر من مرة خلال حياته، ولسوء حالته في الفترة الأخيرة نصحه الأطباء بعدم الغناء وعزف العود، ولكنه لا يستطيع العيش بعيدا عن الفن، وبالفعل ابتعد عاما كاملا بأمر الأطباء قبل وفاته.
ورغم آلامه، فإن شجاعته ودعاء جمهوره له جعله يتغلب على آلامه، وقال فريد إنه لم يخش الموت، وإنه ترك تراثا كبيرا يجعله حيا بين جمهوره. وفريد الأطرش المطرب الشهير شارك في بطولة واحد وثلاثين فيلما سينمائيا، وكانت هذه الأفلام في الفترة من عام ألف وتسع مئة وواحد وأربعين حتى عام ألف وتسع مئة وخمسة وسبعين، ومن هذه الأفلام: حكاية العمر كله، رسالة من امرأة مجهولة، الحب الكبير، وشاركته البطولة جميلات الزمن الجميل، منهن فاتن حمامة، وليلى فوزي، وليلى طاهر، ولبنى عبدالعزيز.
ينتمي إلى آل الأطرش وهم أمراء، وإحدى العائلات العريقة في جبل العرب جنوب سوريا، هذه المنطقة المسماة جبل الدروز، ودخل عالم الفن كعازف بالفرق الموسيقية الكبيرة، وبعدها أصبح مغنيا، وكان من بين الفرق التي عمل بها، فرقة بديعة مصابني، ومنها إلى السينما.
وشارك فريد الأطرش كملحن فتعاون مع شادية ووردة الجزائرية وفايزة أحمد ومها صبري وصباح، وقد كتب الباحثون عشرات الكتب تناولت فريد الأطرش. وقد تناول الباحثون فريد من جميع النواحي الاجتماعية والفنية والحياتية والعاطفية…. وغيرها. توفي فريد الأطرش في مستشفى الحايك في بيروت إثر أزمة قلبية، وذلك في السابع والعشرين من ديسمبر عام ألف وتسع مئة وأربعة وسبعين، عن عمر أربع وستين سنة، ولقب ب"ملك العود" و"موسيقار الأزمان".
مشوار فريد الأطرش
لُقب الفنان فريد الأطرش بـملك العود وموسيقار الأزمان، رفض الزواج لأنه يقتل الفن برأيه، ترك بصمات مهمة في الوسط الفني، هو ابن أخ قائد الثورة السورية الكبرى، لا تزال أغانيه حية في قلوب محبيه ومعجبيه.
عاش فريد الأطرش متنقلاً بين سورية ومصر، لاحق الفرنسيون عائلته لأنها كانت تناضل ضدهم أثناء الاحتلال الفرنسي لسوريا، وعندما التحق فريد بإحدى المدارس الفرنسية في القاهرة حيث منحته مصر الجنسية المصرية، اضطر إلى تغيير اسم عائلته لتصبح كوسا بدلاً من الأطرش وهذا ما كان يضايقه كثيراً، وذات يوم زار المدرسة هنري هوواين فأعجب بغناء فريد وراح يشيد بعائلة الأطرش أمام أحد الأساتذة فطُرد فريد الأطرش من المدرسة، التحق بعدها بمدرسة البطريركية للروم الكاثوليك، ثم دخل معهد الموسيقى، وبدأ ببيع القماش وتوزيع الإعلانات من أجل إعالة الأسرة، ثم عمل في محطة شتال الأهلية حتى تقرر امتحانه في المعهد، أثناء ذلك أصيب بالزكام وأصرت اللجنة على عدم تأجيله الامتحان وفصلته من المعهد لعدم تمكنه من القدوم.
لم يتزوج فريد الأطرش طيلة حياته التي امتدت لأربعة وستين عاماً، لأنه كان يعتقد أن الزواج يقتل الفن، كما أنه كان يخشى أن يموت ويترك أرملة شابة، ومن السيدات اللواتي أحبهن الفنان فريد الأطرش الفنانتان (سامية جمال، وشادية).
بعد فصل فريد من المعهد، تقدم إلى الإذاعة المصرية في عام 1930، ففحصته نفس لجنة المعهد، وفاز في الاختبار عزفاً وغناءً، فأطلق أغنيته الأولى (يا ريتني طير وطير حواليك)، أصبح بعدها يغني في الإذاعة الوطنية المصرية مرتين في الأسبوع لكن ما يتلقاه كان زهيداً جداً، وفي عام 1941 دخل التمثيل من خلال المشاركة في فيلم (انتصار الشباب) في عام 1941، ثم تتالت بعدها الأفلام ومعها الأغنيات.
وفاة فريد الأطرش
توفي فريد الأطرش إثر نوبة قلبية في مستشفى الحايك بالعاصمة اللبنانية بيروت في السادس والعشرين من شهر كانون الأول/ديسمبر عام 1974، عن عمر ناهز السابعة والخمسين عاماً، حضر جنازته حشد كبير من معجبيه ومحبيه، ودفن إلى جانب شقيقته أسمهان.
المزيد: