تزوير وسرقة دون كسر قفل واحد: القصة الحقيقية لفيلم Catch me if you can
واحد من أشهر المحتالين في العالم، تمكن من سرقة أربعة ملايين دولار دون أن يكسر قفلا واحدا، من هو فرانك أباغنيل الذي زور شيكات ومهناً وشهادات عَمِل بها قبل بلوغه سن التاسعة عشرة، والذي تجسدت سيرته في فيلم catch if you can؟ تعرفوا عليه في حلقة جديدة من أصل وصورة.
Catch me if you can أو أمسكني إن استطعت، هو فيلم للمخرج ستيفن سبلبيرغ من بطولة النجوم ليوناردو دي كابريو، وتوم هانكس، وكريستوفر واكن، وقد حقق الفيلم أرباحا تجاوزت ثلاثمئة واثنين وخمسين مليون دولار.
من هو فرانك أباغنيل الحقيقي؟
خلال رحلة التحضير للفيلم، التقى ليوناردو دي كابريو، فرانك أباغنيل الحقيقي سرا، ودون عددا من الملاحظات التي ساعدته على أداء الدور.
كان فرانك أباغنيل الصغير –وهو شخص حقيقي عاش في ستينيات القرن الماضي– ابنا لوالدين احترفا الاحتيال، لكن على نطاق صغير يتعلق بالتهرب من الضرائب، والحصول على قروض بنكية دون سدادها.
وفي عمر الـ 16 عاما انفصل والدا أباغنيل، ليهرب الفتى من المنزل ويشق حياته في انتحال الشخصيات، الذي تدرب عليه مع والده، ويسجل اسمه كواحد من أخطر المجرمين الذين تطاردهم السلطات الأمريكية.
شخصيات انتحلها فرانك أباغنيل
طوال هذه الرحلة أتقن أباغنيل تزوير الشيكات بطريقة بارعة للغاية، ويستخدمها ببراعة منقطعة النظير، بحيث يستطيع البقاء في مكان واحد لمدة أسبوعين، قبل أن يكتشف أحد أنه محتال، كما انتحل شخصية مساعد طيار مدني، على واحدة من أشهر الخطوط الجوية الأمريكية.
ثم انتقل بعدها إلى شخصية طبيب أطفال، مزورا شهادة من إحدى أشهر جامعات البلاد، وزاول العمل في مستشفى، لكن دون أن ينجح أحد في إقحامه بعملية أو إجراء طبي على الإطلاق.
وآخر شخصياته كانت تتعلق بالمحاماة، قبل أن يغادر البلاد فرارا من ضابط المخابرات الذي كان مُصراً على إلقاء القبض عليه، الذي أدى دوره توم هانكس.
القبض على فرانك أباغنيل
بعد القبض عليه، أسهم بفضل إتقانه تزوير الشيكات في تصميم قوالب آمنة لا يمكن تقليدها، استفادت منها البنوك وأغنى الشركات حول العالم، بعدما كان مجرما أعيا السلطات.
أما في الواقع فتقدر شركة الطيران الأمريكية بان أميريكانز أن فرانك أباغنيل الحقيقي وهو بين السادسة عشرة والثامنة عشرة، حلق مسافة تقارب مليونا وستمئة وتسعة آلاف كيلومتر، بما يزيد عن مئتين وخمسين رحلة إلى ستة وعشرين بلدا، بصورة غير قانونية؛ حيث كان يدعي أنه طيار يريد السفر إلى الوجهة التي تكون الطائرة متجهة إليها، ومن ثم، كان يسافر مجانا، وينام ويأكل في أفخر الفنادق، وكل المصاريف تتحملها الشركة.
فرانك أباغنيل ومهنة المحاماة
أما مهنة المحاماة، فقد زور دبلوما من جامعة هارفارد، واجتاز امتحان أهلية، وحصل على وظيفة المدعي العام لولاية لويزيانا في سن التاسعة عشرة؛ حيث أخبر مضيفة تزوجها لفترة وجيزة أنه درس القانون في جامعة هارفارد، وبدورها قدمته لمحام كان صديقا لها.
وهذا الأخير أخبر أباغنيل أن المحكمة تفتقر إلى المحامين، وعليه تقديم طلب للالتحاق بها، فزور شهادة لجامعة هارفارد، وتقدم للامتحان المسبق.
وعلى الرغم من فشله مرتين في اجتيازه، صرح بأنه تمكن من اجتياز امتحان نقابة المحامين بطريقة قانونية بعد ثمانية أسابيع من المراجعة.
ومن الجدير بالذكر، أن فرانك أباغنيل قام بنشر قصته في كتاب عام 1980، وبيعت حقوق إنتاجه كفيلم في العام نفسه، لكنه استغرق أكثر من عشرين عاما ليتم تنفيذه أخيرا بواسطة ستيفن سبيلبيرغ.