ابن البيطار: مؤسس علم الصيدلة الذي مات أثناء اختراعه دواء جديداً
وضع قاموساً موسوعياً شاملاً تناول فيه 1400 دواء من أصول حيوانية ونباتية ومعدنية، انفرد فيها بـ 500 دواء كان له الفضل في اكتشافها.. هو ابن البيطار مؤسس علم الصيدلة، الذي نتعرف على أهم محطات حياته في هذا الفيديو.
معنى اسمه
وُلِد عبد الله بن أحمد المالقي، المعروف بـ "ابن البَيْطار" في الأندلس بمدينة مالقة في عام 593 هـ الموافق 1197 م، وقد عُرف بابن البيطار نسبة إلى والده الذي عمل بيطرياً.
شغفه بالنباتات
وقد أخذ ابن البيطار عن والده هذه الحرفة، لكنه لم يتابع العمل بها نظراً لشغفه الشديد بالنباتات، فقد اعتاد منذ طفولته على قضاء أوقات طويلة يتأمل النباتات ويراقبها ويدون ملاحظاته حولها.
ولم يكن يعلم أن هذا الشغف سيؤدي به لأن يصبح رائداً لعلم الصيدلة.
تفوق على أستاذته
درس ابن البيطار علوم النبات في مطلع شبابه في إشبيلية على يد أبو العباس بن الرومية النباتي، وعبد الله بن صالح، لكنه فاق أساتذته.
وفي العشرين من عمره، سافر ابن البيطار إلى بلاد اليونان والمغرب والشام، واجتمع ببعض المهتمين بعلم التاريخ الطبيعي، كما اطلع على كتب السابقين من العرب وغيرهم.
رئيس العشابين
واهتم ابن البيطار بجمع مختلف أنواع النباتات ودراستها دراسة علمية وتدوين ملاحظاته حولها، وذاع صيته في هذا المجال، فاستدعاه الملك الكامل الأيوبي وعينه رئيساً للعشابين في مصر.
رائد العلاج الضوئي الكيميائي
لقد استطاع ابن البيطار ابتكار أساليب علاجية جديدة ومبتكرة لم يسبقه إليها أحد، فاستخدم بذور نبات الخلة مع ضوء الشمس في علاج البهاق، وهو ما جعله رائداً للعلاج الضوئي الكيميائي.
كما أسهم ابن البيطار في استقرار المصطلح الطبي العربي، كما كان حُجَّةً لا تُضاهى في معرفة أنواع النبات، وآمن بأهمية التجربة والملاحظة الدقيقة في البحث العلمي.
أشهر مؤلفاته
وقد أثرى ابن البيطار المكتبة العلمية بالكثير من المصنَّفات والمؤلفات العلمية، ومن بين أهم مؤلفاته:
كتاب (الجامع لمفردات الأدوية والأغذية): والذي يُعدُّ قاموساً موسوعياً شاملاً، وتناول فيه 1400 دواء من أصول حيوانية ونباتية ومعدنية، انفرد فيها بـ 500 دواء كان له الفضل في اكتشافها.
كتاب (المغني في الأدوية المفردة): ويأتي في المرتبة الثانية بعد كتاب الجامع من حيث الأهمية، وفيه رتَّبت فيه الأدوية التي تعالج كل عضو من أعضاء الجسد ترتيباً مبسطاً.
كتاب (الإبانة والإعلام بما في المنهاج من الخلل والأوهام): شرح فيه أدوية كتاب ديسقوريدس
وقد ترجمت مؤلفاته للعديد من اللغات، وهي تعد من أهم أعمدة علم الصيدلة الحديث.
منهجه
ومن أقواله التي تفسر منهجه: "إنَّ أعمال القدماء غير كافية وغامضة من أجل تقديمها للطلاب، لذلك يجب أن تصحَّح وتكمَّل حتى يستفيدوا منها أكثر ما يمكن".
وفاته
توفي ابن البيطار في دمشق عام 646 هـ الموافق 1248 م وهو في الحادية والخمسين من عمره، وقد توفي أثناء قيامه بأبحاثه وتجاربه على النباتات، وتسرب إليه السم أثناء اختباره لنبتة حاول صنع دواء منها.