ابن النفيس: ما لا تعرفه عن مُكتشف الدورة الدموية
في عام 1622 ميلادية، كتب الطبيب الإنجليزي وليم هارفي مؤلفه "دراسات تشريحية تحليلية لحركة القلب والدم في الحيوان"، وهو الكتاب الذي وصف فيه الدورة الدموية كاملة دون أي إشارة إلى المصادر العربية السابقة له.
أول من اكتشف الدورة الدموية
وقد ظل العالم لثلاثة قرون ينسب فضل هذا الاكتشاف العلمي له حتى عام 1924، حين اكتشف الباحث المصري محيي الدين التطاوي مخطوطة عربية لكتاب ابن النفيس بعنوان (شرح تشريح القانون)، حيث وجد المخطوطة في مكتبة برلين.
وهكذا تُرجمت المخطوطة وأعيد الفضل إلى صاحبه الذي اكتشف الدورة الدموية في القرن الثالث عشر، حيث كانت هذه المخطوطة مجهولة في مكتبات ومتاحف العالم قبل أن يكتشفها التطاوي.
من هو ابن النفيس؟
وُلِد ابن النفيس في بلدة القرش في دمشق عام 607 هجري (1210 م)، واسمه بالكامل هو: أبو الحسن علاء الدين علي بن أبي حزم.. وكان عالماً وطبيباً ومؤلفاً وفقيهاً مشهوراً.
درس ابن النفيس الطبَ في البيمارِستان النّوري في دمشق، ثم انتقل بعد فترة إلى مصر، وعمل طبيباً في المستشفى النّاصري الذي أسّسه السّلطان قلاوون، كما عمل طبيباً خاصاً للظاهر بيبرس.
فُقدت أغلب مؤلفاته
وللأسف، هناك عدد كبير من مؤلفات ابن النفيس ضاعت ولم تصلنا، وذلك بسبب معاصرته لزمن المغول الذين دمروا مكتبات بغداد.
شرح قانون ابن سينا
وفي عام 1242 م، نشر ابن النفيس كتابه الأشهر "شرح قانون ابن سينا"، وقد تضمن هذا الكتاب عدداً من الاكتشافات التشريحية الجديدة الهامة، ومن أهم هذه النظريات نظريته حول الدورة الدموية والشريان التاجي.
وقد ذكر ابن النفيس في كتابهِ: "إن الدم يُنقَّى في الرئتين من أجلِ استمرارِ الحياة وإكساب الجسم القدرة على العمل، حيث يخرج الدم من البطين الأيمن إلى الرئتين، حيث يمتزج بالهواء، ثم إلى البطين الأيسر."
الشامل في الصناعة الطبية
وقد بدأ ابن النفيس العمل في كتابه "الشامل في الصناعة الطبية" والذي كتب منه 300 مجلداً، لكن لم ينشر منها سوى 80 مجلداً قبل وفاته.
ابن سينا الثاني
وأدى هذا لأن وصفه معاصروه بابن سينا الثاني، حيث حل كتاب الشامل محل قانون ابن سينا كأهم موسوعة طبية شاملة خلال العصور الوسطى، ويعد هذا الكتاب أكبر موسوعة كتبها فرد واحد في التاريخ الإنساني.
أشهر مؤلفاته
ومن أشهر مؤلفات ابن النفيس: شرح فصول أبوقراط، المختار في الأغذية، بغية الفطن في علم البدن، شرح كتاب الأوبئة ﻷبقراط.
وفاته
أوقف ابن النفيس داره وكتبه وكل ما له على المستشفى المنصوري لخدمة الطب والعلم قبل وفاته.
وقد عاش ابن النفيس حتى وفاته في القاهرة، وتوفي عن عمر يناهز الثمانين في (21 ذي القعدة 687 هـ / 17 ديسمبر 1288م).