المطربة أسمهان: ولدت في البحر وماتت في حادث غامض
أسمهان واحدة من أشهر مطربات زمن الفن الجميل، رغم عمرها القصير، نجحت في أن تترك اسما لامعا في عالم الفن، وتعاونت خلال أعوام عملها بالفن مع كبار صناع الأغنية مثل محمد القصبجي ومحمد عبدالوهاب، كما شاركت في السينما ببطولة فيلمي "انتصار الشباب" و"غرام وانتقام".
ولدت فوق سطح البحر، وتوفيت في حادث غامض لا يزال يثير الأقاويل.. ورغم حياتها القصيرة لا يزال صوتها خالدا حتى اليوم.. تعرفوا على حياة المطربة الراحلة أسمهان في حلقة اليوم من «أهل المغنى»..
نشأة أسمهان:
ولدت آمال فهد إسماعيل الأطرش في الخامس والعشرين من نوفمبر عام ألف وتسعمئة واثني عشر، على متن باخرة متجهة من تركيا إلى بيروت.
وفي ألف وتسعمئة وأربعة وعشرين رحل الأب، وبعد اندلاع الحرب في جبل الدروز، قررت الأم «علياء المنذر»، الهروب بأبنائها الثلاثة إلى مكان آمن، فقررت أن تأتي إلى مصر.
ورغم أنها ولدت أميرة درزية، عانت حياة قاسية بعد وفاة الأب، وقد قررت الأم العمل للإنفاق على أسرتها، فعملت في الأديرة، وعملت مطربة في الأفراح الشعبية.
وكانت أسمهان الصغيرة ترافقها. سمعها الموسيقار الكبير داوود حسني، عندما كان يزور شقيقها فريد الأطرش والي كان وقتها في بداية حياته الفنية
فأعجب بصوتها، وأطلق عليها اسم «أسمهان».
في ألف وتسعمئة وثمانية وثلاثين، تزوجت أسمهان ابن عمها الأمير حسن الأطرش، واستقرت للعيش معه في جبل الدروز، وأنجبت منه ابنتها «كاميليا»، وبعد نشوب الخلافات بينهما، انفصلت عنه وعادت إلى مصر وقررت أن تواصل مشوارها الغنائي.
علاقات أسمهان المتعددة برجال السياسة والفن:
ارتبط اسم أسمهان بعدد من رجال الفن والسياسة، أبرزهم الصحفي محمد التابعي، الذي ألف عنها كتابا بعنوان "أسمهان تروي قصتها"، حكى فيه عن علاقتها برجال السياسة ونجوم الفن، وذكر في كتابه كيف كانت تميل للتدخين بشراهة وتسرف في احتساء الخمر.
كذلك ارتبط اسم أسمهان باسم رجل السياسة البارز أحمد حسنين باشا، رئيس الديوان الملكي في عهد الملك فاروق، كما ارتبط اسمها بـ"زواج عرفي" مع المخرج أحمد بدرخان.
أما أخر أزواجها فهو المخرج أحمد سالم، وترددت الشائعات أنها وافقت على الزواج من أجل حصولها على الجنسية المصرية، ومنذ اللحظة الأولى رفضت أسمهان بطبيعتها المتمردة القيود التي فرضها "سالم" عليها، ودبت الخلافات بينهما، وزادت حدتها حينما عادت أسمهان للمنزل في وقت متأخر، لينشب شجار بينها وبين زوجها، ليشهر في وجهها السلاح، ما جعل صديقتها تسرع لطلب النجدة.
وحينما أتت الشرطة، تبادل "سالم" مع أحد أفراد الشرطة إطلاق النار، إلا أن رصاصة أصابته في صدره، دخل على إثرها المستشفى في حالة يرثى لها، واستطاع الأطباء وقتها إنقاذ حياته، وقبل وفاتها بأشهر قليلة حدث الطلاق بينهما.
أسمهان في عالم السينما:
في عام ألف وتسعمئة وواحد وأربعين، شاركت في أول أعمالها السينمائية، وهو فيلم «انتصار الشباب»، وكانت البطولة أمام شقيقها الفنان فريد الأطرش.
وفي خلال التصوير تعرفت إلى المخرج أحمد بدرخان ثم تزوجته عرفيا، ولكن زواجهما انهار سريعا وانتهى بالطلاق.
كما ارتبط اسم أسمهان بعدد من رجال الفن والسياسة؛ أبرزهم الصحفي محمد التابعي، الذي ألف عنها كتابا بعنوان «أسمهان تروي قصتها».
كذلك رجل السياسة أحمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكي في عهد الملك فاروق.
أما آخر أزواجها فهو المخرج أحمد سالم، ورفضت أسمهان بطبيعتها المتمردة القيود التي فرضها «سالم» عليها، ودبت الخلافات بينهما. وأثناء إحدى المشاجرات تطور الأمر ليشهر في وجهها السلاح، وحينما أتت الشرطة، تبادل «سالم» معهم إطلاق النار، وأصيب بطلق ناري، واستطاع الأطباء وقتها إنقاذ حياته، ليتم الطلاق بينهما بعدها.
حادث وفاة أسمهان الغامض:
خلال عملها في تصوير فيلمها الأخير «غرام وانتقام»، استأذنت من منتج الفيلم يوسف وهبي بالسفر إلى منطقة رأس البر لقضاء فترة من الراحة هناك، وفي صباح الجمعة الرابع عشر من يوليو عام ألف وتسعمئة وأربعة وأربعين فقد السائق السيطرة على السيارة فانحرفت وسقطت في الترعة؛ حيث لقيت هي وصديقتها حتفهما عن عمر ناهز اثنتين وثلاثين 32 سنة.
أما السائق فلم يصب بأذى وبعد الحادثة اختفى؛ ما أثار التساؤلات حول إمكانية أن يكون حادثا مدبرا.
تعددت أسماء الملحنين الذين غنت لهم ألحانا خالدة، أمثال محمد عبد الوهاب، ورياض السنباطي، ومحمد القصبجي، وشقيقها فريد الأطرش، إضافة إلى مكتشفها داود حسني.
من قتل أسمهان؟
مضت أيام وتعاقبت سنوات، ولا يزال الغموض يكتنف حادث وفاة المطربة السورية أسمهان، التي ولدت في 25 نوفمبر 1912.
في لقاء تلفزيوني نادر للفنان الكبير يوسف وهبي، الذي حقق نجاحا كبيرا على شاشة السينما، ومنحه النقاد لقب عميد المسرح العربي.
ويحكي يوسف وهبي عن الساعات الأخيرة من عمر أسمهان قائلا: "أسمهان قبل وفاتها كانت تعمل في فيلم من إنتاجي، وهو "غرام وانتقام" وقبل رحيلها أخبرتني أنها ستسافر لقضاء العطلة الأسبوعية في مدينة رأس البر بمصر، وطلبت منها عدم السفر".
وأضاف وهبي خلال المقابلة التلفزيونية أنه حاول إقناع أسمهان بالسفر إلى الإسكندرية بدلا من رأس البر، لكنها تمسكت برأيها، وجاءت صديقاتها لاصطحابها، والغريب أنها لم تركب معهن، واستقلت سيارة استوديو مصر، وماتت غرقا بعدما انحرفت السيارة وسقطت في الترعة (ترعة الساحل الموجودة حاليا في مدينة طلخا المصرية) وماتت المطربة صاحبة الصوت الملائكي عن عمر ناهز 32 عاما.
وحاول يوسف وهبي في لقائه التلفزيوني التأكيد على أن وفاة أسمهان ليست قتلا متعمدا ولكنه قضاء وقدر، ولكن روايته لم يصدقها كثيرون لأسباب كثيرة، منها اختفاء السائق الذي خرج من السيارة بعد سقوط السيارة في الترعة ولم يصب بأذى، ولم يتم العثور حتى على جثته وقت الحادث.
يذكر أن الموسيقار داود حسني، هو من اكتشف موهبة أسمهان، وقدمت للسينما فيلمين فقط، الأول بعنوان "انتصار الشباب" إنتاج عام 1941، وشاركها البطولة شقيقها فريد الأطرش، والثاني فيلم "غرام وانتقام" بطولة وإخراج يوسف وهبي ورحلت قبل أن تنتهي من تصوير مشاهدها بالكامل.
قصة حب أسمهان ومحمد التابعي:
وفقا لما رواه هو في كتاب أعده عنها، حمل عنوان "أسمهان تروي قصتها"، وبحسب الكتاب ولدت أسمهان في 25 نوفمبر عام 1912، وتوفيت في 14 يوليو 1944، قبل أن تكمل عامها الثاني والثلاثين، وفي مقدمته يكشف التابعي أنه بدأ في كتابة قصتها عام 1949 بمجلة آخر ساعة، ووقتها انقسم الرأي العام لفريقين الأول يطلب منه الاستمرار في رواية الحكاية، والثاني يطالبه بالتوقف، حتى أن رسالة تهديد جاءته من أحد أعيان الصعيد بأنه سيحضر للقاهرة ليقتله رميا بالرصاص إذا لم يتوقف.
كان اللقاء الأول والذي دار فيه حوار بينهما في ابريل عام 1939، بصحبة موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، لتتوالى اللقاءات، ويشير إلى مفكرة الجيب التي كان يدون فيها ما يحدث في يومه بكلمات مقتضبة، مؤكدًا أن سيرتها لم تأت فيها إلا بعد شهر من تعرفه عليها، وأنه لم يكن يظن في أول تعرفه عليها أنها ستكون في يوم أكثر من "ارتيست"، وأنها ستلعب دورًا مهما سياسيا وفنيا.
في عجالة، وبكلمات بسيطة أشار التابعي في صفحات الكتاب الأولى وقبل أن يخوض في قصة أسمهان، إلى مدى تأثير رحيلها على معجبيها، حتى من لم يروها يومًا لكن فُتنوا بصوتها وبصورتها السينمائية، ذاكرًا أن شابا عراقيا عقب مشاهدته لفيلم "غرام وانتقام" أخر أفلامها والذي عُرض بعد رحيلها، خرج من السينما ليُطلق على نفسه الرصاص ليرحل صريع هواها، بينما حاول ثان أن ينتحر بتناول السم في دمشق، وأنقذوا حياته في اللحظات الأخيرة.
قبل اللقاء الأول والحديث الذي دار بينهما كان التابعي قد رآها وسمع صوتها، ما بين عامي 1929 و1930، وهي تغني في صالة ماري منصور بشارع عماد الدين، وجاء انطباعه الأول كالتالي: "شيء صغير نحيل مسكين يبعث الرحمة في الصدور"، وذلك قبل أن تتزوج ابن عمها حسن الأطرش وتعود إلى جبل الدروز وتنقطع أخبارها عن الصحافة، وبعد طلاقها بدأت تستأنف نشاطها الفني، وشاهدها في مكتب محمد عبدالوهاب.
شهادة التابعي في جمال أسمهان قد تصدم كثيرين، فهو لا يراها جميلة بمقاييس الجمال، وفي هذه النقطة يقول: "كانت جذابة فيها أنوثة لكنها لم تكن جميلة بحكم مقاييس الجمال، وجهها المستطيل وأنفها الذي كان مرهفا أكثر بقليل مما يجب، وطويلا أكثر بقليل مما يجب، وفمها كان أوسع بقليل مما يجب، وذقنها الثائر أو البارز إلى الأمام أكثر بقليل مما يجب، لكن عينيها، عينيها كانت كل شيء، في عينيها كان السر والسحر والعجب، لونهما أخضر داكن مشوب بزرقة وتحميها أهداب طويلة تكاد من فرط طولها أن تشتبك، وكانت أسمهان –رحمها الله- تعرف كيف تستعمل سحر عينيها عند اللزوم".
بدأ الحوار بينهما، وهنا قال عنها التابعي أنها حاولت التصرف كسيدة صالون، لكن بدا الأمر مصطنعا وبه تكلف مبالغ فيه، وشعر وقتها أنها تريد أن تترك أثرا طيبا في نفسه، لكنها بدت غير طبيعية، الأمر الذي جعله يشعر من جديد نفس احساسه أول مرة سمعها تغني "شيء صغير يبعث الرحمة في الصدر ويستحق العطف والرثاء".
محمد التابعي صحفي مصري شهير ولد في مايو 1896، ببورسعيد، لقبوه بأمير الصحافة، وأسس مجلة آخر ساعة.