بسبب عبد الناصر: خلاف محمد فوزي وعبد الوهاب الذي وصل إلى القضاء
تعرف على خلاف موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب والموسيقار محمد فوزي، لا شك أن الاسمين لهما الكثير في عالم الموسيقى من ألحان وأفلام وبصمة في كل الأعمال السينمائية والموسيقية.
محمد عبد الوهاب: موسيقار الأجيال
الأول هو محمد عبدالوهاب من مواليد الثالث عشر من مارس ألف وثمانمئة وثمانية وتسعين 1898 ولُقب بموسيقار الأجيال، وهو من أعلام الموسيقى العربية، وملحن أغلبية الأناشيد الوطنية لكثير من الدول العربية، كان موسيقارا وممثلا سينمائيا كان من جلساء أمير الشعراء أحمد شوقي.
عاش محمد عبد الوهاب في حي باب الشعرية بالقاهرة، والده محمد أبو عيسى عمل مؤذناً وقارئاً لجامع سيدي الشعراني بباب الشعرية، والدته فاطمة حجازي التي أنجبت ثلاثة أولاد منهم، محمد وابنتان، التحق محمد عبد الوهاب بالكُتاب بناءً على رغبة والده، وحفظ عدة أجزاء من القرآن، ثم تعلق بالغناء والطرب، حيث استمع إلى شيوخ الغناء في ذلك العصر أمثال: الشيخ سلامة حجازي، عبد الحي حلمي، صالح عبد الحي.
تعلّم محمد عبد الوهاب العزف على العود في معهد الموسيقى العربية على يد الملحن محمد القصبجي، ثم التحق بمعهد جوبرين للموسيقى الشرقية والغربية، ثم عمل مدرساً للموسيقى في وزارة المعارف التي تركها لينضم إلى فرقة سيد درويش عام 1928.
وقام بتلحين الكثير من شعره كان يغنيها بصوته ولحن للكثير من عمالقة الغناء في الزمن الجميل.
محمد فوزي: السهل الممتنع
والثاني هو محمد فوزي من مواليد الخامس عشر من أغسطس ألف وتسعمئة وثمانية عشر 1918، مطرب وملحن وممثل سينمائي مصري، تربع فوزي على عرش السينما الغنائية والاستعراضية طيلة الأربعينيات والخمسينيات في مصر خلال القرن الماضي، وتميز أسلوبه الفني بالبهجة والبساطة.
وكان أيضا رجل أعمال ناجح فقام بتأسيس أول شركة صوتيات لمالك مصري، وكان منتجا فنية للأفلام والموسيقى لمدة تجاوزت العشرين عاما انتهت بتأميم شركته.
والشركة التي أسسها فوزي هي شركة مصرفون لإنتاج الأسطوانات، وفرغ نفسه لإدارتها، حيث كانت تعتبر ضربة قاصمة لشركات الأسطوانات الأجنبية التي كانت تبيع الأسطوانة بتسعين قرشاً، بينما كانت شركة فوزي تبيعها بخمسة وثلاثين قرشاً، وأنتجت شركته أغاني كبار المطربين في ذلك العصر.
ومن أهم أعماله الفنية تلحين قسم النشيد الوطني لدولة الجزائر، وهو النشيد المعتمد حتى وقتنا هذا، وأبدع محمد فوزي بعبقريته التي سبقت جيله وأبدع في أغان وطنية ودينية وأغان للأطفال، والتي لا تزال باقية رغم رحيله عن عمر ثمانية وأربعين 48 عاما فقط.
وفي عام 1956 ذهب اثنان من كبار مسؤولي الجزائر إلى مصر وقابلا الفنان محمد فوزي في إذاعة صوت العرب وطلبا منه أن يلحن النشيد القومي الجزائري، لكن محمد أبو الفتوح رئيس القسم المغربي في الإذاعة اعترض على فوزي، واعتبره ملحنا خفيفا ولا يصلح لتلحين النشيد القومي فأخذ فوزي الأمر على أنه تشكيك في قدراته وموهبته وقدم نشيد قسما، وقام بتلحين النشيد القومي الجزائري الذي لا يزال حتى يومنا هذا.
خلاف محمد فوزي ومحمد عبد الوهاب: بسبب أغنية لجمال عبد الناصر
خلاف محمد فوزي ومحمد عبدالوهاب ذكر في عدد من مجلة الكواكب، عندما قرر محمد فوزي أن يسجل أغنية ناصر على أسطوانات بصوته، بعد أن أستأذن جمعية المؤلفين والملحنين، ولكن عندما سمع عبدالوهاب بذلك، وأنه هو من قام بغنائها، لجأ محمد عبدالوهاب للقضاء، وحدث خلاف بينهما وأكد كل من النجمين أن القانون في صفه.
وقال فوزي خلال المشكلة إن الأغاني الوطنية ملك للشعب، يغنيها من يريد طالما أنها للشعب وجاءت مجلة الكواكب لتنشر آراء بعض النجوم في هذا الموضوع، منهم من يؤيد رأي محمد فوزي، والآراء الأخرى جاءت تؤيد رأي عبدالوهاب، أنه ليس من حق مطرب غناء وتسجيل أغنية لحنها وغناها مطرب آخر على أسطوانات حتى لو كانت أغنية وطنية.