جولة في القصر الأحمر بالرياض: حريق تسبب في بنائه
القصر الأحمر هو قصر تاريخي وأول المباني التي تم تشييدها بمواد الأسمنت والحديد المسلح في مدينة الرياض، تم تشييده في عام ألف وتسعمئة واثنين وأربعين 1942، ليكون سكنا للأمير سعود بن عبدالعزيز وأسرته.
وذلك بعد احتراق قصره في المربع وليكون مجلسا لاستقبال ضيوف المملكة من قادة وحكام الدول، وكان المقر الأول لمجلس الوزراء منذ تأسيسه حتى عام ألف وتسعمئة وثمانية وثمانين 1988.
سبب وتفاصيل بناء القصر الأحمر بالرياض
كان الأمير سعود بن عبدالعزيز آنذاك يسكن في قصر ملاصقا لقصر والده الملك عبدالعزيز من جهة الجنوب ويفصل بينهما سور، وفي إحدى الليالي اشتعل حريق في غرفة المؤن بقصر الأمير سعود، وبدأ ينتشر في القصر المكون من طابقين، واستمر الحريق حتى اليوم الثاني، ما اضطر الأمير سعود للانتقال مع أسرته للعيش في قصر الضيافة، والذي لم يتسع له ولعائلته، عندها أمر الملك عبدالعزيز ببناء القصر الأحمر لابنه وولي عهده آنذاك الملك سعود بن عبدالعزيز.
وقام الملك عبدالعزيز بتحديد موقع القصر الأحمر وبدأت أعمال البناء في ألف وتسعمئة وثلاثة وأربعين 1943، وتم الانتهاء منها في عام ألف وتسعمئة وثمانية وأربعين 1948 واستقر به الملك سعود لخمس سنوات ثم انتقل إلى قصر الناصرية، وأصبح القصر الأحمر مقرا رسميا لانعقاد مجلس الوزراء به.
ويصنف القصر على أنه واحد من المباني التاريخية في العاصمة السعودية بالرياض، حيث يفوق عمره السبعين عاما، وهو أول قصر استعمل لبنائه الحديد والإسمنت في السعودية.
ويتميز القصر بلونه الخارجي المائل للاحمرار، ولذلك سمي بقصر الحمراء، وهو يضم 16 جناح وغرفة مجهزة بأجهزة التكييف والمراوح السقفية، ويعمل على نظام إنارة نهاري، يعتمد على وجود أربع مناور مربعة مفتوحة تسمح بدخول أشعة الشمس لأرجاء القصر، كما تحيط به شرفات مطلة على الحدائق الموزعة في مقدمة القصر والباحة الخلفية.
مصير القصر الأحمر بعد خروج الأمير سعود بن عبدالعزيز
وشهد القصر على مراحل تأسيس المملكة العربية السعودية، وعقدت فيه أول جلسة لمجلس الوزراء، وتم فيه استقبال الوفود الخارجية، ورؤساء الدول.
وقد وهبه الملك سعود للدولة، حيث اعتمد كمقر لمجلس الوزراء في عهد الملك فيصل، والملك خالد، وسنوات من عهد الملك فهد، وبعد انتقال مجلس الوزراء إلى قصر اليمامة في العام ألف وتسعمئة وثمانية وثمانين 1988 أصبح القصر مقرا لديوان المظالم.
صنف قصر الأحمر كأحد معالم التراث العمراني في السعودية، من قبل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وتعمل على تطويره وترميمه الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، وتحول القصر إلى متحف، ليشهد على مراحل تأسيس الدولة السعودية، ويكون منصة لعرض وحفظ تاريخ الملك سعود ومقتنياته إلى جانب ملوك الدولة السعودية الآخرين.
ويصنف القصر الأحمر من قبل هيئة السياحة كواحد من التراث العمراني السعودي الذي يجب المحافظة عليه، فهو شاهد على الجلسات الأولى لمجلس الوزراء السعودي، ومنه أُعلن قرار حظر النفط عن بريطانيا وفرنسا في 1956م، ومجلس لزوار المملكة من الحكام والقادة أمثال الشاه إيران والملك حسين، وجواهر لال نهرو، وجمال عبدالناصر، وشكري القوتلي، والإمام سيف الإسلام البدر. بعد انتقال الملك سعود وأسرته إلى قصر الناصرية أصبح القصر مقرا لانعقاد جلسات مجلس الوزراء في عهد الملوك فيصل بن عبد العزيز آل سعود والملك خالد بن عبد العزيز آل سعود والملك فهد بن عبد العزيز آل سعود حتى انتقال المجلس إلى قصر اليمامة في عام 1988م.
وتم افتتاح القصر كمتحف في عام ألفين وسبعة عشر 2017 والقصر مميز بلونه الخارجي المائل للاحمرار، ولذلك سمي بالقصر الأحمر، وهو يضم ستة عشر 16 جناحا.