صالح عبد الحي: فارس الغناء الذي تقاضى أجره ذهبًا
ظل يغني لمدة 50 عاما متصلة ولم يوقفه عن الغناء سوى المرض حتى أن روسيا دعته ليعالج في أحد مستشفياتها وقامت بإرسال طائرة خاصة لتحمله إلى موسكو.. إنه المطرب صالح عبدالحي.
يعتبر صالح عبد الحي من أعلام الغناء الشرقي الأصيل، وظل مستحوذا على عرش الغناء في حقبتي الثلاثينيات والأربعينيات؛ حيث ولد عام ١٨٨٩ وتلمذ على يد أساطير الموسيقى الشرقية مثل عبده الحامولي والشيخ سلامة حجازي وسيد درويش، ومن أشهر أغانيه "ليه يا بنفسج" وظهر في عمل فني واحد من خلال فيلم "البؤساء" عام 1943 وهو يغني وتظهر معه الفنانة أمينة رزق.
فارس الغناء الذي تقاضى أجره ذهبا.. 50 خمسون عاما من الغناء.. تعرف على صالح عبد الحي في حلقة جديدة من «أهل المغنى»..
الفنان صالح عبد الحي:
يعد صالح عبد الحي من أعلام الغناء الشرقي الأصيل، وظل مستحوذا على عرش الغناء في حقبتي الثلاثينيات والأربعينيات؛ حيث ولد عام ألف وثمانمئة وتسعة وثمانين ١٨٨٩ وتتلمذ على يد أساطير الموسيقى الشرقية، مثل عبده الحامولي، والشيخ سلامة حجازي، وسيد درويش، ومن أشهر أغانيه «ليه يا بنفسج؟».
كان صالح عبد الحي أغلى مطرب في عصره؛ حيث كان يتقاضى ثلاثة 3 آلاف جنيه ذهبا عن الحفلة الواحدة؛ أي بمنزلة ألف جنيه يوميا.
وحين طلب منه تلخيص حياته في كلمتين، فكان جوابه «الطعمية والذهب»؛ حيث إنه في بداية حياته كان يعشق أكل الطعمية، وكان يتمنى أن يكون ثريا، وأن يمتلك الأموال والذهب حتى وصل إليه في عز تألقه وشهرته، ثم عاد مرة أخرى إلى أكل الطعمية.
عاش صالح عبد الحي طفولة صعبة بعد أن توفي والده وعاش مع والدته وخاله المطرب الشهير عبد الحي حلمي.
وتعلق الطفل بخاله، فأحب معه ليالي الطرب والأفراح، وكان يتسلل إلى مقاهي القاهرة في ليالي الجمعة ليستمع إلى المطربين الجالسين على المقاهي، لكن بعد وفاة خاله عانى من ضائقة مالية.
واضطر إلى أن ينضم إلى جماعة «الصهبجية» التي اتخذت من حي المغربلين مقرا لها، وغير اسمه من صالح عبد الجواد إلى صالح عبد الحي أسوة بخاله.
أتاح له مناخ عمل الفرقة التعرف إلى كبار التلحين والغناء في مصر، ومنهم علي الرشيدي أشهر عواد آنذاك، الذي تبناه وأثقل موهبته، وكان يرافقه في الأفراح والليالي.
متع صالح عبد الحي بحنجرة ذهبية وقدرة هائلة على التطريب وجذب المستمعين. ومن أشهر طقطوقاته «ليه يا بنفسج؟»، و«دور بستان جمالك»، و«بحر الصبابة».
قوة صوت صالح عبد الحي:
وعرف بقوة صوته حتى إنه كان يغني بدون مكبر صوت في الأماكن المفتوحة أو المغلقة والسرادقات.
وقد ألف فرقة مسرحية غنائية باسمه عام ألف وتسعمئة وتسعة وعشرين 1929، ولحن له زكريا أحمد ومحمد القصبجي، ولكن كان المسرح الغنائي قد أفل نجمه.
بدت الأزمة الاقتصادية العالمية تؤثر على الاقتصاد المصري، فتدهور المسرح الغنائي وحلت فرقة صالح عبد الحي المسرحية.
وعلى الرغم من أجره المرتفع والذهب الذي تقاضاه، انتهى به الحال معدما ووحيدا، لم يكن قد تزوج وتفرغ للفن..ليرحل وحيدا عام ألف وتسعمئة واثنين وستين 1962 ولم يحضر سرادق العزاء سوى عدد قليل من الناس بعد أن كانت حفلاته تزدحم بالجماهير.
مطرب "ليه يا بنفسج".. صالح عبد الحي:
لم يتزوج ولم ينجب، وعاش حياته طولا وعرضا للغناء ولنفسه، لكن اسمه ظل خالدا باعتباره فارس الطرب الأصيل وحامل راية الغناء المصري.
إنه الفنان صالح عبدالحي، الذي لا يعرفه الكثيرون من الشباب، واختلف البعض قديما بشأن تاريخ ميلاده، فمنهم من يقول إنه ولد عام 1889 وهناك من يقول أنه ولد في عام 1896.
ويسرد الشاعر والباحث المصري محب جميل سيرة المطرب الكبير صالح عبدالحي، أحد أبرز وجوه الطرب الشرقي في مصر والعالم العربي خلال النصف الأول من القرن العشرين، في كتابه الجديد "صالح عبدالحي فارس الطرب".
يقع الكتاب في 112 صفحة، من القطع الطويل؛ من إصدار جمعية (عِرَبْ) للموسيقى في بيروت بالتعاون مع الصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق) وتقديم الناقد الموسيقي العميد أسعد مخّول، صاحب الإسهامات الواسعة في كتابة السير الفنية وتوثيق مسيرة المطربة اللبنانية الكبيرة "نور الهدى".
لمع اسم صالح عبدالحي كواحد من أبرز النجوم في عالم الطرب خلال النصف الأول من القرن العشرين. فقد حصد شهرة واسعة داخل البلاد وخارجها وكان من أعلى النجوم أجرًا خلال رحلته الفنية التي بدأت مع بداية الحرب العالمية الأولى عام 1914 وذلك بالغناء في أحد الأفراح الشعبية بالقاهرة، واشتهر بأغنيته "ليه يا بنفسج".
وبالرغم من تلك الشهرة الواسعة التي حصدها وكونه واحدا من الأصوات التي انطلقت عبر أثير الإذاعة الحكومية المصرية في يومها الأول، ابتعد عن أضواء الشهرة مع نهاية الخمسينيات من القرن المنصرم بعد أن امتلأت الإذاعة بأصوات جديدة وتبدل الذوق العام في المجتمع المصري ليدخل في حالة من العزلة بعد أن اشتد عليه المرض.
تبدل الذوق العام السمعي بعد صالح عبد الحي:
والكتاب لا يعد محاولة فقط لرصد السيرة الخاصة بصالح عبدالحي بل إنه أول محاولة لسرد سيرة الفنان، وإلقاء المزيد من الضوء على الحياة الفنية والمجتمعية في مصر من الحرب العالمية الأولى حتى بداية الستينيات، وذلك من خلال تتبع شكل الأفراح عند طبقات المجتمع المصري، وكذلك تبدل الذوق العام للأغنية خلال تلك السنوات.
وعبر رحلة شيّقة، يأخذ الباحثُ القارئَ في جولة ممتعة تبدأ من طفولة المطرب مرورًا بدخوله الوسط الغنائي وعالم الأفراح والسهرات الغنائية، وصولاً إلى تسجيله العديد من الأسطوانات التجارية (78 دورة) ومشاركته في المسرح الغنائي حتى صار من الكبار في دنيا الطرب.
ولا تكمن أهمية الكتاب في سرد السيرة الحياتية والفنية للمطرب الكبير صالح عبدالحي، بل في محاولته رسم صورة شاملة حول طبيعة الحياة الاجتماعية والسياسية وشكل الأفراح والطبقات المجتمعية في مصر منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر حتى منتصف القرن العشرين، وذلك من خلال تتبع دقيق للمذكرات والوثائق والدوريات الفنية والمراجع والصور الفوتوغرافية النادرة التي أثرتْ النصّ.
الكتاب يتكون من 8 فصول بالإضافة إلى ملحق بأشهر أغنيات صالح عبدالحي والصور الفوتوغرافية النادرة التي التقطت خلال مراحل مختلفة للمطرب الكبير صالح عبدالحي، وبذلك فإن هذا الكتاب الأول عن سيرة صالح عبد الحي يحاول استكمال صورة تاريخ الموسيقى العربية في القرن العشرين من خلال وجوهها البارزة.
صالح عبد الحي نجم المسرح:
كما ساهم صالح عبد الحي في مجال المسرح الغنائي. فعندما اختلفت منيرة المهدية مع محمد عبد الوهاب عام 1927 أثناء تقديمها للمسرحية الغنائية "كليوباترا ومارك أنطوان"، دعت منيرة صالح عبد الحي لكي يقوم بدور أنطونيو.
وبعد هذه التجربة، ألف فرقة مسرحية غنائية باسمه عام 1929، ولحن له زكريا أحمد ومحمد القصبجي، ولكن كان المسرح الغنائي قد أفل نجمه. وبدت الأزمة الاقتصادية العالمية تؤثر على الاقتصاد المصري، فتدهور المسرح الغنائي وحلت فرقة صالح عبد الحي المسرحية.