أصيب بالعمى فخانته زوجته: الجانب الآخر لحياة عبدالفتاح القصري
تاريخ النشر: : الإثنين، 14 مارس 2022

أصيب بالعمى فخانته زوجته: الجانب الآخر لحياة عبدالفتاح القصري

أصيب بالعمى .. فأجبرته زوجته على أن يشهد على عقد زواجها وحبسته بالبدروم حتى أصابه الجنون هو عملاق الكوميديا الذي لم يحضر جنازته سوى ستة أشخاص شاهدوا معنا الوجه الآخر لحياة الكوميديان عبد الفتاح القصري.

عبدالفتاح القصري

هو أكثر من ظلمه الفن فبعد أن أضحك الملايين من مشاهديه أدارت له الحياة ظهرها مصطحبة معها كل اصدقائه بعد أن غدرت به صحته فصار بلا ثروة وبلا صحبة هو عبد الفتاح القصري بدأ حياته تلميذا في مدرسة الفرير ولكنه كره العلم وجذبه بريق الجواهر فتعلم مهنة أبيه وأصبح من أشهر صائغي الحسين ولكنه وجد نفسه أسيرا لبريق من نوع آخر هو بريق الأضواء في المسرح فانضم لفرقة جورج أبيض وحينها كان جورج يقدم مسرحيات الدراما ولكن الفنان الناشئ كان يحلم بأن يعتلي خشبة المسرح ليضحك الناس لا ليبكيهم فاختطفه الريحاني ليقدمه في أحسن أدواره.

مثل عبدالفاتح القصري مع الريحاني  فيلم سي عمر وبعده مثل سبعين فيلما واغتنى القصري من عمله كممثل ولكن كان الجزء الأكبر من راتبه يذهب إلى فن المسرح فهو كان عشقه الاول فكان يتحمل جزءا كبيرا من مصروفات العرض الخاص به ومرتبات بعض الممثلين الناشئين أيضا في كثير من الأحيان تعرض القصري للعمى على خشبة المسرح وقت تقديم مسرحية مع إسماعيل يس أنهت حياته الفنية ومن بعدها حياته بشكل عام.

ففي تلك المرة أضحك القصري جمهوره بموقف من مواقفه الرائعة واستدار ليخرج من المسرح ولكنه لم ير الباب فبدأ يحسس على الديكور بحثا عن الباب وضج الجمهور بالضحك ظنا منهم أن القصري يمثل موقفا آخر مضحكا ولكن عندما أدرك الجمهور حقيقة الموقف ماتت الضحكات على شفاه الجمهور ونقل بعدها إلى مستشفى قصر العيني وعاش في الظلام لثلاثة أشهر.

خيانة زوجة عبد الفتاح القصري له

بعد ذلك تعرض إلى صدمة أخرى وهي صدمة الخيانة من زوجته الشابة الصغيرة التي نهبت كل ممتلكاته وطلبت منه الطلاق لتتزوج من شاب صغير السن يعمل كصبي بمحل البقالة المجاورة لهم وكان القصري يعطف عليه لمدة خمسة عشر عاما ويعتبره كابنه.

ويذكر أن عند ذهاب الفنانة ماري منيب لزيارته انكرت زوجته وجوده .. ولكن عند رحيلها رأته من شباك البدروم يمد يده طالبا من المارين اعطاءه سيجارة ولم ينته جحود الزوجة إلى ذلك بل أجبرته على أن يكون شاهدا على زواجها وأقامت مع زوجها الجديد في شقة الفنان الراحل وتركته حبيسا في غرفة من الشقة بمفرده حتى أصيب بتصلب في الشرايين وفقدان للذاكرة فمسه الجنون.

لما اشتد عليه المرض هربت هي وزوجها الجديد من البيت لتتركه وحيدا فبات يتلمس إحسان الفنانين الذين تنكروا له ولما تكاثرت عليه الديون طرد من البيت وأخذته أخته التي كانت ظروفها أيضا غير ميسورة لترعاه في بيتها في سنواته الأخيرة.

وعقب اشتداد المرض عليه نقلت بعض وسائل الإعلام ما تعرض له على يد طليقته وقامت كل من الفنانة نجوى سالم والفنانة ماري منيب بمخاطبة السلطات لإنقاذه فقررت نقابة الممثلين صرف إعانة عاجلة ومعاش شهري له وسعت نجوى سالم أيضا لدى محافظ القاهرة فحصلت للقصري على شقة بالمساكن الشعبية بمنطقة الشرابية.

وتبرع الكاتب الكبير يوسف السباعي بمبلغ خمسين جنيها لشراء غرفة نوم حتى يجد القصري سريرا لينام عليه كما قادت الفنانة هند رستم حملة بين الفنانين للتبرع لعلاج زميلهم و في عام ألف وتسعمئة وأربعة وستين أصيب بغيبوبة ونقل إلى المستشفى حيث لفظ أنفاسه الأخيرة ولم يحضر جنازته سوى ستة أفراد منهم شقيقته بهية والفنانة نجوى سالم وهند رستم ليرحل أحد عمالقة الكوميديا في مصر بعد حياة تراجيدية ومأساوية
 

المزيد: