ابن ماسويه: معلومات لا تعرفونها عن طبيب خلفاء الدولة العباسية
هو طبيب وعالم ومترجم مسيحي نابغة.. صار طبيباً لخلفاء الدولة العباسية، وكان دليلاً حياً على استيعاب الحضارة الإسلامية لمختلف الأطياف وعدم تفرقتها بين مسلم وغير مسلم أو عربي وغير عربي.. إنه ابن ماسويه الذي نتعرف على قصته في هذا الفيديو.
من هو ابن ماسويه؟
هو أبو زكريا يوحنا بن ماسويه.. كان نصرانياً سريانياً، ومن كبار أطباء مدينتي جنديسابور وبغداد، عاش فيما بين عامي (190-243هـ)، وتوفي في مدينة سامراء.
وقد تتلمذت على يده أعداد كبيرة من أطباء عصره، وكانت له خبرة جيدة في ترجمة الكتب القيمة.
دوره في بناء بيت الحكمة
ولاَّه الخليفة هارون الرشيد ترجمة الكتب الطبية القديمة التي وجدها بأنقرة وعمورية، وسائر بلاد الروم حين افتتحها المسلمون، وكان ابن ماسويه صاحب نصيحة بناء دار كبيرة للكتب، فقام الرشيد ببناء دارٍ اتسعت فيما بعد حتى صارت أكاديمية للعلوم التي عُرفت باسم (بيت الحكمة) في عصر المأمون، وأسند المأمون رئاستها إليه عام (215هـ/830م)
إنجازاته في الطب
قدم ابن ماسويه عدداً من الإنجازات الطبية تحديداً في علم التشريح، حيث كان يقوم بتشريح القردة، ثم يطبق ما توصل له على الإنسان، وكان الخليفة المعتصم يساعده في الحصول على تلك القردة من بلاد النوبة.
ونجح في هذا المجال نجاحاً عظيماً، ولهذا كانت معلوماته في هذا المجال تفوق جالينوس.
ولم تقتصر جهود ابن ماسويه الطبية على علم التشريح ، فكان أول من شَخَّص مرض الحساسية الناتج من أكل الأسماك وشرب الحليب، أمَّا مجال العيون فقد ألَّف فيه كتاب (دغل العين)، والذي ظلَّ لمدة طويلة المرجع الأساسي للأطباء والباحثين.
أشهر مؤلفاته
من كتب ابن ماسويه المعروفة: النوادر الطبية، كتاب الأزمنة، كتاب الحميَّات، كتاب عن دغل العين، كتاب بعنوان معرفة محنة الكحالين.
ومن مؤلفات ابن ماسويه الشهيرة (كتاب مختصر في معرفة أجناس الطب وذكر معدنه) و(كتاب المنجي في التداوي من صنوف الأمراض والشكاوى).
كما ألَّف بن ماسويه (كتاب الحميات)، وجمع فيه معلومات عن الأمراض التي تُصيب الأذن، والصداع وعلاجه، وأيضاً تَحَدَّث فيه عن الكبد والمرارة.
وكتب ابن ماسويه أيضاً (كتاب في الأغذية) الذي جمع جمع فيه معلومات عن منافع بعض الأغذية، وتداوي الريح الغليظة في البطن والإمساك.
وغيرها من الكتب والمؤلفات المهمة، ليصبح ابن ماسويه مثالاً حياً على احتضان الدولة الإسلامي لمختلف الأجناس والأديان.
المزيد:
