صباح فخري: أيقونة الغناء العربي التي زينت موسوعة غينيس برقم قياسي
برحيل صباح فخري، فقدت الأغنية السورية بشكل خاص والعربية بشكل عام واحد من أهم أعمدة الغناء.. وإليك أهم المراحل في حياة أيقونة الغناء العربي صباح فخري.
صباح فخري في موسوعة غينيس
تسابقت البلدان العربية والمدن الأجنبية لإحياء حفلاتها بصوته الرخيم المعّبق بأصالة التراث العربي الأصيل، فحصد نجم الغناء العربي الراحل صباح فخري الكثير من الألقاب والجوائز والأوسمة حتى أنشئت "مصر" جمعية فنية باسمه، ورغم إعلانه أنه سيعتزل الغناء إذا ضاع صوته منه عام 2010 لاحقه التكريم تقديراً لعطائه المتميز، كما دخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية في أطول مدة غناء متواصلة لمدة 10 ساعات في عاصمة فنزويلا، كاراكاس عام 1968.
نشأة صباح فخري
ولد صباح الدين أبو قوس المعروف بـ (صباح فخري) في مدينة حلب الشهباء السورية في الثاني من شهر مايو عام 1933، صباح، الاسم الذي أطلقته أمه عليه عندما ولدته في الصباح رغم رغبتها آنذاك بإنجاب أنثى، أباهُ محمد مقرئ، مدرّس للقرآن الكريم ومنشد صوفيّ، تزوج والده أربع نساء، الزوجة الأولى أنجبت له ولدين وبنت وتوفيت، ثم تزوّج من والدة الفنان صباح فخري التي أنجبت أربعة شبان وبنت، كان صباح أصغرهم، ثم تزوّج الزوجة الثالثة وأنجب منها ابناً، أما الزوجة الرابعة فلم ينجب منها أولاداً.
منذ سنوات صباه الأولى تفتّح سمع صباح فخري للنّغمات الرّقيقة والمعاني العذبة في اللّغة العربيّة النّقيّة، ببلوغه سنّ التعليم التحق بالمدرسة القرآنيّة في حلب، حيث تعلّم مبادئ اللّغة العربيّة وعلوم البيان والتّجويد والدّين الإسلامي حتى عام 1947.
بداية صباح فخري
بدأ الفنان صباح فخري الغناء في الإذاعة السورية عام 1948، حيث اشتهر بصوته الرخيم وغنائه اللون الطربي الأصيل
ولفت صباح فخري في مرحلة الدّراسة الإعداديّة انتباه زملائه بصوته الرّخيم الجميل وحسن أدائه لأناشيدٍ ومدائحٍ دينية جمعها خلال تردّده على حلقات الذّكر بحلب، تدريجيّاً شجّعته إدارة المدرسة الإعداديّة على المشاركة في الغناء بحفلاتها، فقويت شخصيّته الفنّيّة وارتفعت معنويّاته الموسيقيّة، ممّا دفعه لتعلّم الموسيقى في معهدين مختصّين بمدينتي حلب ودمشق، هما معهد حلب للموسيقى تخرّج منه عام 1946، والمعهد الموسيقي الشرقي في دمشق تخرّج منه في عام 1948والذي دخله بناءً على نصيحة فخري البارودي، بعد أن تعلّم الموشّحات والإيقاعات ورقص السماح والقصائد والأدوار والصولفيج والعزف على العود، من أساتذته الموسيقيين السوريين علي الدرويش، عمر البطش، مجدي العقيلي، نديم الدرويش، إبراهيم الدرويش، محمد رجب، عزيز غنّام.
وبعفويته المعهودة كان صباح فخري قد كشف في برنامج العاصمة تفاصيل اكتشاف موهبته قائلاً: "صهري كان يزورنا عندما كنت أنا رضيع، وكان يتسلل إلى الغرفة التي أنام فيها و"يقرصني" وكنت أطلق عقيرتي بالبكاء وكان يعيدها في كل مرّة يزورنا فيها.. الأمر الذي أدخل الشك في ذهن والدتي فقررت مراقبته وفعلا قبضت عليه متلبّسا وسألته عن السبب، فقال لها: "يا زوجة عمّي أحب بكاء هذا الطفل".
وفي أحد المرات اصطحب شقيق صباح الكبير "عبد الهادي" أخاهُ إلى مجالس الطّرب التي كان يدعى إليها، فتعرّف صباح فخري بعازف العود والملحّن السّوري محمّد رجب الشّهير بتلحينه الموشّحات بالطّريقة التّقليديّة، وقد أبدى هذا الأخير إعجابه بموهبته الصّوتيّة، فعلّمه الغناء كموشّح (يا هلال غاب عنّي واحتجب)، كما تعلّم المقامات والإيقاعات العربيّة في الموشّح وحفظ العديد من ألحانه.
أما عن أول من علم صباح فخري الغناء، فقال نجم الأغنية السورية: "كنا نسكن منزلاً دمشقياً كبيراً يتسع لست عائلات، يتوسّطه صحن وأشجار ليمون، وكانت النسوة تجتمعن مساءً للمزاح والتحادث، وكنت أتسلق شجرة وأدندن بنغمات فانتبهت إليّ سيدة تمتلك صوتاً جميلاً واقترحت أن تعلّمني المواويل، وفعلاً شدّتني هذه السيدة وأصبحت أجالسها وعلّمتني أوّل موال في حياتي "غرّد يا بلبل وسلّي الناس بتغريدك، الله يتمّم عليك الجمال يا حلو ويزيدك"، ثم تتالت الجلسات مع النسوة وعلّمنني ما تيسّر من المواويل".
الاسم الحقيقي لصباح فخري
ولد صباح الدين أبو قوس المعروف بـ (صباح فخري) في مدينة حلب الشهباء السورية في الثاني من شهر مايو عام 1933، صباح، الاسم الذي أطلقته أمه عليه عندما ولدته في الصباح رغم رغبتها آنذاك بإنجاب أنثى، أباهُ محمد مقرئ، مدرّس للقرآن الكريم ومنشد صوفيّ، تزوج والده أربع نساء، الزوجة الأولى أنجبت له ولدين وبنت وتوفيت، ثم تزوّج من والدة الفنان صباح فخري التي أنجبت أربعة شبان وبنت، كان صباح أصغرهم، ثم تزوّج الزوجة الثالثة وأنجب منها ابناً، أما الزوجة الرابعة فلم ينجب منها أولاداً.
أما اسم فخري، فعرف أيقونة الغناء العربي بهذه التّسمية منذ التقائه بالأديب والمناضل فخري البارودي سنة 1947 وتشجيع هذا الأخير له على الاحتراف الفنّي، عن تلبية دعوات الإذاعة السّوريّة لتسجيل أغانٍ تراثيّة وأخرى مجَدّدة التّلحين من طرف الأساتذة الذين علّموه كالأستاذ بكري الكردي، ونديم الدّرويش ومجدي العقيلي وعزيز غنّام.
منذ سنوات صباه الأولى تفتّح سمع صباح فخري للنّغمات الرّقيقة والمعاني العذبة في اللّغة العربيّة النّقيّة، ببلوغه سنّ التعليم التحق بالمدرسة القرآنيّة في حلب، حيث تعلّم مبادئ اللّغة العربيّة وعلوم البيان والتّجويد والدّين الإسلامي حتى عام 1947.
سيرة صباح فخري الذاتية
من خلال الكاتبة شذى نصار، وثق النجم الراحل حياته في كتاب يحمل تفاصيل سيرته الذاتية بعنوان: "صباح فخري سيرة وتراث"، ولتوثيق الكتاب لجأت الكاتبة السورية الشهيرة لزوجة النجم الراحل والتي كانت بمثابة ذاكرته، ففي تصريحات سابقة لها لجريدة الشرق الأوسط قالت شذى نصار: "هي رحلة عمر نقرأها في كتاب غني بالمعلومات عن صباح فخري نعرفها عنه لأول مرة".
وعن المدة التي استغرقها تدوين الكتاب، قالت شذى نصار: "لقد استغرق تحضيره وكتابته نحو 4 سنوات التقيت خلالها صباح فخري عشرات المرات. فلقد آثر منذ البداية أن أقوم بهذه المهمة، خصوصاً أن هناك علاقة صداقة ونحو عائلية تربطني به منذ الصغر".
أهم أعمال صباح فخري
بحنجرته الذهبية قدم صباح فخري الكثير من الأعمال الغنائية التي زينت عالم الغناء، ومن أهم أعمال صباح فخري، وغنى فخري العديد من أغاني حلب التقليدية، والمأخوذة كلماتها من قصائد أبو فراس الحمداني والمتنبي وشعراء آخرين.
وعن أشهر أغاني صباح فخري، فوق النخل، يا حادي العيس، مالك يا حلوة مالك، خمرة الحب، يا طيرة طيري، قدك المياس، يا مال الشام، موشحات، يا شادي الألحان، ابعتلي جواب، آه يا حلو.
وفي مسيرته الفنية قدم صباح فخري عدد من الأعمال السينمائية من بينها "الوادي الكبير" مع المطربة وردة الجزائرية، كما شارك في فيلم "الصعاليك" عام 1965 مع عددٍ من الممثلين مثل دريد لحام ومريم فخر الدين.
الحياة العاطفية لصباح فخري
تزوج الفنان صباح فخري مرّتين، الزوجة الأولى أنجبت له ثلاثة أولاد (محمد وعمر وطريف) ثم رحلت عن عالمنا، أما زوجته الثانية فأنجبت له ابناً واحد هو المطرب أنس، وهو حالياً يعيش في العاصمة اللبنانية بيروت ويزور سورية بين الحين والآخر لزيارة الأصدقاء أو للمشاركة في لقاءات تلفزيونية كما حصل عندما جاء في عام 2014 كضيف لأكثر من ساعة على قناة تلاقي أثناء تقديمها برنامج من "سورية مع الحب" الذي امتد لسبعين ساعة، حيث حطمت القناة الرقم القياسي ودخلت موسوعة غينيس، واستذكر الفنان صباح فخري تجربته في دخول كتاب غينيس، واعتبر أن مشاركته في برنامج تلاقي واجب، كما تحدث خلال اللقاء حول تجربة ابنه أنس في الغناء.
وفاة صباح فخري
وفي الثاني من نوفمبر أنهى صباح فخري مسيرته الفنية واضعاً السطر الأخير لها بوفاته، ليرحل صاحب الصوت الذهبي تاركاً لنا تركة ذهبية لن تنضب.
المزيد: