مشاهير عرب وعالميون ضحايا المخدرات: الجانب المظلم للشهرة
لم تسلم الساحة الفنية العربية من ظاهرة تعاطي المخدرات أو التورط في قضاياها، إذ وقع عدد من النجوم والمشاهير في هذا الفخ الذي غيّر مسارات حياتهم ومسيرتهم الفنية. في هذا التقرير نستعرض أبرز القضايا التي شغلت الرأي العام العربي، والظروف التي أحاطت بها، وكيف تفاعل الجمهور ووسائل الإعلام مع كل حالة، مع إضاءة على حالات مشابهة في العالم.
مشاهير عرب وقعوا ضحايا للمخدرات: الجانب المظلم من الشهرة
• شيرين عبد الوهاب: بين المرض النفسي والاتهامات القاسية
في أكتوبر 2022، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بأخبار دخول الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب المستشفى للعلاج من الإدمان، بعد أن أقدمت عائلتها على احتجازها الإجباري داخل أحد مراكز التأهيل النفسي. وأوضحت العائلة حينها أن شيرين تعاني من إدمان المواد المخدرة، وبالتحديد مادة البريجابالين. الجمهور انقسم ما بين داعم ورافض، وخرجت شيرين لاحقًا لتؤكد أنها تعرضت للإيذاء النفسي، مطالبة باحترام خصوصيتها. القصة كانت صادمة لجمهور شيرين الذي لطالما اعتبرها رمزًا للصدق الفني والعفوية.
• منة شلبي: صدمة المطار
في نوفمبر 2022، ألقت سلطات مطار القاهرة القبض على الفنانة منة شلبي لحيازتها مواد يُشتبه في كونها مخدرة، كانت بحوزتها أثناء عودتها من نيويورك. وقد تم الإفراج عنها بكفالة مالية، وتبيّن لاحقًا أن المواد كانت عبارة عن مستحضرات تحتوي على مكونات مخدرة لكن ليست للاستخدام الترفيهي. لم تُدان منى في النهاية، لكن الواقعة سلطت الضوء على خطورة الجهل بمحتوى المنتجات المستوردة، خاصة في ظل اختلاف القوانين من بلد إلى آخر.
• أصالة نصري: الكوكايين في بيروت
في يونيو 2017، تم توقيف الفنانة السورية أصالة نصري في مطار بيروت بعد العثور على كمية صغيرة من الكوكايين في حقيبتها. نُقلت إلى التحقيق، ثم أُفرج عنها لاحقًا بضمان محل الإقامة، مع نفيها التام أن تكون المادة تعود لها، معتبرة أنها محاولة للإساءة لها. هذه الحادثة أثارت الكثير من الجدل، لكنها لم تؤثر كثيرًا على شعبيتها، بل زاد تعاطف الجمهور معها.
• زياد الرحباني: إدمان معلن
الملحن والفنان اللبناني زياد الرحباني، نجل فيروز، صرّح أكثر من مرة في لقاءات إعلامية بتجربته مع المخدرات، خاصة في شبابه، مؤكدًا أنه لم يعد يتعاطى لكنه لا ينكر تلك المرحلة. زياد اعتبر أن الفن أحيانًا يدفع الإنسان إلى حافة الهاوية، مؤكدًا أن التجربة صعبة ومؤلمة.
• سعد لمجرد: بين قضايا الاعتداء والمخدرات
رغم أن القضايا الجنائية التي واجهها سعد لمجرد كانت مرتبطة في الأساس بالاعتداء الجنسي، إلا أن اسمه ارتبط أيضًا بقضايا مخدرات. في إحدى التحقيقات السابقة، تم الإشارة إلى أنه كان تحت تأثير المخدر عند وقوع الحادثة. وعلى الرغم من شهرته الكبيرة، إلا أن سلسلة الاتهامات والاعتقالات أثّرت على مسيرته بشكل ملحوظ.
• دينا الشربيني: البداية الصادمة
في بداياتها، تعرضت الممثلة دينا الشربيني للحبس لمدة عام بعد القبض عليها في إحدى شقق القاهرة أثناء شراء الكوكايين. ورغم أنها التزمت الصمت بعد خروجها، إلا أنها استطاعت العودة تدريجيًا إلى الساحة الفنية بقوة. تجربتها أصبحت مثالاً على أن التعافي ممكن وأن الأخطاء لا تعني نهاية الطريق.
• فنانات ومشاهير آخرون
لا تتوقف القائمة عند الأسماء السابقة. فقد تورطت فنانات مثل بوسي في قضايا مشابهة، كذلك المغني الشعبي سعد الصغير الذي تحدث عن ماضيه في تعاطي المخدرات وكيف تغلّب عليه. أيضًا، أُشير إلى تورط بعض نجوم كرة القدم والمشاهير المؤثرين في عالم التواصل الاجتماعي بقضايا مماثلة، ولكن بعض هذه القضايا طُمست إعلاميًا.
مشاهير عالميون ضحايا للمخدرات: عندما لا تنقذ الشهرة من السقوط
• ويتني هيوستن: من قمة المجد إلى الغرق في الحوض
المغنية الأمريكية الأسطورية ويتني هيوستن، التي حطّمت الأرقام القياسية بأغنية I Will Always Love You، كانت من أشهر ضحايا المخدرات. على الرغم من نجاحها المهني الساحق، دخلت ويتني في دوامة من الإدمان، خاصة على الكوكايين، لتُكتشف جثتها عام 2012 في حوض حمام فندق بيفرلي هيلز بعد تعاطي جرعة مميتة.
• مايكل جاكسون: دواء أم إدمان؟
وفاة "ملك البوب" مايكل جاكسون عام 2009 كانت واحدة من أكثر الوفيات إثارة للجدل، إذ تبين أنه توفي بسبب تناول جرعة زائدة من دواء البروبوفول المخدر، الذي كان يستخدمه كمُهدئ تحت إشراف طبيبه الشخصي، والذي أدين لاحقًا بالقتل غير العمد. أثارت الحادثة نقاشًا عالميًا حول إدمان المشاهير للأدوية المهدئة والمسكنات الطبية.
• بريتني سبيرز: انهيار أمام الكاميرات
المغنية بريتني سبيرز، التي بدأت نجمة لامعة في عمر المراهقة، عانت من انهيار عصبي في منتصف الألفينات، وتعرضت لحالات نفسية حرجة بسبب تعاطي الكحول والمهدئات. رغم أنها لم تُدان جنائيًا، إلا أن حالتها دفعت المحكمة لوضعها تحت وصاية قانونية من والدها لسنوات طويلة حتى ألغيت الوصاية عام 2021 بعد حملة FreeBritney.
• ديمي لوفاتو: النجاة من الموت مرتين
في عام 2018، تعرضت المغنية الأمريكية ديمي لوفاتو لجرعة زائدة كادت أن تودي بحياتها. تم نقلها إلى المستشفى في حالة حرجة بعد تعاطي مادة أفيونية قوية، لكنها نجت بأعجوبة. ديمي تحوّلت بعدها إلى رمز للمقاومة والتعافي من الإدمان، حيث أطلقت عدة وثائقيات توثّق رحلتها مع العلاج النفسي والتأهيل.
• روبرت داوني جونيور: من السجن إلى الأوسكار
قبل أن يُجسّد شخصية Iron Man ويصبح من أعلى النجوم أجرًا، كان روبرت داوني جونيور مثالًا للفنان الساقط بسبب المخدرات. تم اعتقاله عدة مرات في التسعينات بسبب الكوكايين والهيروين، وقضى فترة في السجن. لكنه استطاع التعافي نهائيًا، ليعود ويُصبح رمزًا لهوليوود الجديدة.
• ليندسي لوهان: الطفلة الذهبية الضائعة
بدأت الممثلة ليندسي لوهان حياتها المهنية كنجمة شابة واعدة، لكنها سرعان ما سقطت في فخ المخدرات والكحول. تم القبض عليها عدة مرات في قضايا قيادة تحت تأثير الكحول وتعاطي المخدرات. انتقلت لاحقًا للعيش في دبي بعيدًا عن ضوضاء الإعلام، وأعلنت عام 2023 أنها تحسنت نفسيًا.
• هيث ليدجر: "الجوكر" الذي احترق
هيث ليدجر، الذي جسّد دور "الجوكر" في The Dark Knight، توفي عام 2008 عن عمر 28 عامًا نتيجة جرعة زائدة من مجموعة أدوية مهدئة ومسكنات. صدمت وفاته العالم، إذ جاءت في ذروة شهرته، بعد أداء أيقوني لدور حاز عليه جائزة الأوسكار بعد وفاته.
المزيد: