من طرائف الجاحظ في كتاب البخلاء
بواسطة: منار مرسي | تاريخ النشر: : السبت، 18 ديسمبر 2021 آخر تحديث: : الأحد، 18 ديسمبر 2022

من طرائف الجاحظ في كتاب البخلاء

اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 3190 في كانون الأول أو ديسمبر عام 1973، ومنظمة اليونيسكو للاحتفال ب يوم اللغة العربية يوم عالمي بسبب أنها واحدة من أهم اللغات العالمية حيث تحتوي على الكثير من المفردات والمعاني الهامة، فهي لغة الضاد حيث يتحدث بها ما يقارب من 467 مليون نسمة، فهي لغة منتشرة عبر دول العالم، ليس دول الوطن العربي فقط من تتحدث بهذه اللغة هناك بعض الدول في قارة آسيا تتحدث العربية.

من طرائفِ الجاحظِ في كتابِ البخلاء

الطُّرفةُ الأولى بخيلُ الشتاءِ والصيفِ

قال الجاحظُ: استلَفَ زبيدةُ بنُ حميدٍ من بقَّالٍ كان على بابِ دارِه درهمَيْن وأربعَ حبَّاتِ شَعِيرٍ.. فلما قَضَاه بعدَ ستةِ أشهرٍ قضَاه درهَمَيْن وثلاثَ حبَّاتِ شعيرٍ..

فاغتاظَ وقالَ البقَّالُ: سبحانَ اللهِ! أنت ربُّ مئةِ ألفِ دينارٍ وأنا بقَّالٌ لا أملِكُ مِئةَ فِلسٍ.. وإنما أعيشُ بكَدِّي، وباستفضالِ الحبةِ والحبتَيْن.. سلَّفتُك درهَمَيْن وأربعَ حبَّاتِ شعيرٍ فقضيتَنِي بعدَ ستةِ أشهرٍ درهمَيْن وثلاثَ حباتِ شعيرٍ؟

فقال زبيدةُ: يا مَجنونُ.. أسلفتَنِي بالصيفِ فقضيتُك في الشتاءِ، وثلاثُ شعيراتٍ شتويةٌ نَدِيةٌ تزِنُ أربعَ شعيراتٍ يابسةً صيفيةً، ولا أشُكُّ أن معك فضلًا!

الطرفةُ الثانيةُ تفنُّنٌ في البخلِ

حُكِيَ عن بعضِ البخلاءِ أنه حلَفَ يومًا على صديقِه وأحضرَ له خبزًا وجُبنًا، وقال:

لا تستقِلَّ الجبنَ فإن الرطلَ منه بثلاثةِ دراهِمَ؟

فقال له ضيفُه: أنا أجعلُه بردهمٍ ونصفِ الدرهمِ

قالَ: وكيف ذلك؟

قال: آكلُ لقمةً بجبنٍ ولقمةً بلا جُبنٍ!

الطرفةُ الثالثةُ البخيلُ وأولادُه

قالَ رجلٌ من البخلاءِ لأولادِه: اشترُوا لي لحمًا، فاشتَرَوا، فأمَرَ بطبخِه، فلما استوَى أكلَه جميعَه حتَّى لم يبْقَ في يدهِ إلا عظمةٌ وعيونُ أولادِه ترمُقُه

قال: لن أعطيَ أحدًا منكم هذه العظمةَ حتى يُحسِنَ وصْفَ أكلِها

فقالَ ولدُه الأكبَرُ: أشمُّها يا أبتِ وأمُصُّها حتى لا أدعَ للذَّرِّ فيها مَقِيلًا

قال: لستَ بصاحِبِها

فقالَ الأوسطُ: ألوكُها يا أبَتِ وألحَسُها حتى لا يدرِي أحدٌ لعامٍ هي أم لعامَيْن

قال: لستَ بصاحبِها!

فقال الأصغرُ: أنا يا أبتِ أمصُّها ثم أدقُّها وأسفُّها

فقال الأب: صاحِبُها وهي لك زادك الله معرفةً وحَزمًا

الطرفةُ الرابعةُ القاضي البخيل

كان جحا في نزهةٍ مع أصحابِه، وبعدَ الطعامِ انصرفُوا إلى بركةٍ كبيرةٍ يغسِلُون بها أيديَهم فصادَفَ أن زَلِقَت رجلُ القاضي فوقَعَ في البركةِ

فتسابَقَ الرِّفاقُ لانتشالِه قائلين: هاتِ يدَك.. هاتِ يدَك

فلم يَمُدَّ القاضي يدَه.. فصاح بهم جحا:

لا تَقُولُوا له: هاتِ.. فإنه لم يتعوَّدْ سماعَها

ثم تقدَّمَ منه وقال:

خُذْ.. خُذْ يدِي

فأخذَ القاضي يدَه وأمسَكَ بيد جحا ونجَا!!

المزيد: