يتم ورفض وعنصرية: أزمات في حياة أحمد زكي
بواسطة: ولاء مطاوع | تاريخ النشر: : الخميس، 12 أغسطس 2021 آخر تحديث: : الأحد، 12 سبتمبر 2021

يتم ورفض وعنصرية: أزمات في حياة أحمد زكي

رغم وفاته قبل نحو ستة عشر عاماً، لا يزال النجم أحمد زكي متوجداً بقوة في قلوب محبيه، غير أنّ هذه الموهبة الفنية الفذة أخفت خلفها العديد من الأزمات واللحظات القاسية التي مر بها نجم بدرجة إنسان.

سعد اليتيم أم اليتيم أحمد زكي؟

زكريا فاضل أو سعد اليتيم، الشخصية التي قدمها أحمد زكي في فيلم سعد اليتيم، مع مجموعة من النجوم أبرزهم نجلاء فتحي وفريد شوقي ومحمود مرسي وشويكار وكريمة مختار، ويبدو أن حياة النجم الحقيقية كان يصلح أن يتصدرها هذا العنوان نفسه.

الفارق بين فيلم سعد اليتيم ويتم أحمد زكي، أن سعد وجد "أمه كرامات" التي حنت عليه واحتضنته، بينما في حياته الحقيقية فقد فجعه اليتم رضيعاً لم يتجاوز عامه الأول.

في طفولته توفى والد أحمد زكي، قبل أن يبلغ عمره عاما واحدا، وبرغم تواجد والدته على قيد الحياة، إلا أنها اختارت حياتها الشخصية وتزوجت تاركة إياه ليربيه جده، فلم يصاحبه أحد الأبوين في طريقه الصعب، هذا اليتم والفقد انطبع في قلبه حتى نهاية حياته، لكنه خلق منه موهبة استثنائية.

عنصرية ضد الفتى الأسمر

بشرة أحمد زكي السمراء، وملامحه المصرية الخالصة، أبرز ما يميزه، إلى جانب موهبته الاستثنائية التي لم يستطع أحد الاقتراب منها، إلا أن الأمر في بدايته لم يكن سهلا أبداً كما قد يتصور البعض.

عانى أحمد زكي من العنصرية والرفض في بداياته، في فترة سيطرت فيها معايير معينة على شكل النجم السينمائي؛ حيث كان النجم أحمد زكي مرشحا لبطولة فيلم الكرنك عن رواية الأديب العالمي نجيب محفوظ أمام السندريلا سعاد حسني.

تعلق أحمد زكي بهذا الحلم وأصبح تحقيقه قريباً، لكن المنتج رفضه، وعلق سبب الرفض على لون بشرته السمراء، وتم رفضه بشيء من المهانة حيث قيل عنه: "ما ينفعش الولد الأسود ده يحب سعاد حسني"، ليذهب الدور إلى نور الشريف وتتأخر النجومية عدة سنوات على أحمد زكي.

الجميلة هالة فؤاد

وقع أحمد زكي في غرام الفنانة الجميلة هالة فؤاد، عشقها بجنون وتزوجا وأنجب منها ابنه الوحيد هيثم، إلا أن حياته معها دمرتها الغيرة.

كانت هالة فؤاد حب العمر ﻷحمد زكي، تكللت قصة الحب بالزواج، لكن سرعان ما عصفت الخلافات وغيرته الشديدة بحياتهما الزوجية، وانتهى الزواج بطلاقهما لتتزوج هي مرة أخرى بعدها من والد ابنها الثاني رامي، وبعد سنوات عانت هالة فؤاد من السرطان وتوفيت، وهنا كانت الصدمة الأقسى لأحمد زكي، الذي طالما لام نفسه على ظلمه لحب العمر.

وكان زكي يريد من هالة فؤاد التفرغ له وللمنزل، لافتاً في أحد تصريحاته إلى أنه كان أناني جداً في هذا التفكير، فكما أنه فنان يعشق فنه، هي أيضاً كانت فنانة عاشقة لفنها فلماذا حاول فرض سيطرته، لم يدر إلا متأخراً أنه كان نوعا من الخطأ أفقده الاستقرار الذي طالما تمناه ولم يحققه.

التشتت

طالما أراد أحمد زكي أن ينجب "دستة" من الأطفال، وأن يقيم في منزل دافئ مفعم بالحب والحنان وتحيطه الأسرة بجوها الطيب الذي حُرم منه صغيراً، إلا أنه لم يستطع تحقيق هذا الحلم.

التشتت كُتب على أحمد زكي الذي قال عن نفسه: "الظاهر اتكتب عليا أعيش في الفنادق طول عمري.. أول ما جيت القاهرة نزلت في بنسيون ودلوقت في فندق، الفرق أن البنسيون كان نجمة واحدة وكل ما الشهرة بتزيد النجوم بتكتر".

ضاع حلم الزواج والأسرة بضياع هالة فؤاد، فلم يتمكن أحمد زكي من الإقامة في منزله برغم امتلاكه واحداً، وظل مقيماً في الفندق إلى وفاته، هرباً من وحاشة الوحدة.

رفض هيثم الإقامة معه

رفض هيثم أحمد زكي الإقامة مع والده، حتى بعد وفاة والدته هالة فؤاد بعد صراعها مع السرطان، إلا أنه فضل استمرار العيش مع جدته، لأنه كان يراها أمه الثانية.

وبرغم هذا التباعد كان هيثم وأحمد زكي يتبادلان الزيارات، وحتى أن أحمد زكي جهز لهيثم غرفة شبابية لإقناعه أن يعيش معه، إلا أن محاولاته باءت بالفشل وظل الشاب مقيماً مع جدته حتى وفاتها ووفاة والده.

السرطان والعمى والنهاية

بعد إصابته بعدة أزمات صحية، تحقق الأطباء من إصابة أحمد زكي بمرض السرطان الذي انتشر في جسمه حتى  أدى إلى وفاته، برغم بعض الصحوات التي كانت تأتيه، وحاول مواصلة تصوير فيلمه حليم، إلا أن الموت أدركه قبل أن ينهي الفيلم، واستعان صناعه بهيثم أحمد زكي للقيام بدور والده شاباً.

وقد أكد طبيب أحمد زكي المعالج أنه أصيب بالعمى في أيامه الأخيرة وتأثر عصب العين كجزء من مضاعفات المرض، مما أصابه بانهيار نفسي وعصبي إلا أنه حاول التماسك، وإخفاء الأمر عن المحيطين به، وكان يتظاهر بقراءة الجرائد إمعاناً في تجاهل الأمر.

المزيد: