حكاية أبصرُ من زرقاء اليمامة
كل عام في يوم 18 ديسمبر يحتفل العالم بأكمله بـ يوم اللغة العربية، حيث اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 3190 في كانون الأول أو ديسمبر عام 1973، ومنظمة اليونيسكو يوم اللغة العربية كيوم عالمي بسبب أنها واحدة من أهم اللغات العالمية حيث تحتوي على الكثير من المفردات والمعاني الهامة والقصص الكثيرة التي تحكي ما حدث للغة العربية عبر التاريخ، فهي لغة الضاد حيث يتحدث بها ما يقارب من 467 مليون نسمة، فهي لغة منتشرة عبر دول العالم، ليس دول الوطن العربي فقط من تتحدث بهذه اللغة هناك بعض الدول في قارة آسيا تتحدث العربية.
حكاية "أبصر من زرقاء اليمامة"
تعد زرقاء اليمامة من الشخصيات العربية القديمة، وهي امرأة يضرب بها المثل في حدة بصرها، فقد قالت العرب: "أبصر من زرقاء اليمامة" واسمها اليمامة بنت مرة.
وقد عرفت زرقاء اليمامة بأنها أبصر خلق الله عن بعد، وكانت تتمتع بقوة وحدة في بصرها تجعلها تكشف وتبصر الشعرة البيضاء في اللبن، وقد قيل إنها سميت بهذا الاسم نسبة إلى عينيها الزرقاوين، وأطلق على بلدها اسم "اليمامة" نسبة إليها.
يقول المثل العربي: "أبصر من زرقاء اليمامة"
وذلك عند الإشارة إلى شخص يتمتع بقوة البصر؛ فمن هي زرقاء اليمامة التي يضرب بقوة بصرها المثل؟ وفقا لما يتناوله العرب فإن زرقاء اليمامة فتاة تنتمي إلى قوم من قبائل العرب البائدة، وكانت تتميز بزرقة عينيها وتتمتع بقدرة على البصر لمسافة ثلاثة أيام، فكانت تجلس على صخرة وتراقب الطريق، وتسرع إلى تحذير قبيلتها إذا همت إحدى القبائل بمهاجمتهم، فيأخذون حذرهم ويردونهم مهزومين.
لكن في إحدى المرات، احتاطت إحدى القبائل لقوة بصر زرقاء اليمامة، فلجأت إلى مكيدة ذكية؛ حيث حمل كل رجل من رجالها فرع شجرة وساروا باتجاه قبيلة زرقاء اليمامة، التي ركضت لقومها تحذرهم من شجر يسير باتجاههم، لكنهم سخروا منها ولم يأخذوا تحذيرها على محمل الجد، فتمكنت القبيلة المغيرة منهم وهزمتهم وقتلت قومها وأبادتهم ودمرت بيوتهم، واقتلعوا عيني زرقاء اليمامة فوجدوا أن عينيها كانتا محشوتين بالإثمد وهو حجر أسود يدق ويكتحل به.
المزيد: