حكاية كلٌ يغني على ليلاه
إحتفالاً بـ يوم اللغة العربية، يهتم الكثير بهذه اللغة بما فيها من تنوع من المعاني والمفردات وحروف لا يوجد لها بديل في أي من اللغات الأخرى، حيث تشتهر اللغة العربية بلغة الضاد وذلك من أجل وجود حرف الضاد الذي لا يوجد له بديل في لغات العالم، وهناك الأمثال التي تشتهر بها هذه اللغة ومن أبرزها حكاية الكل يغني على ليلاه، والتي سوف نتعرف عليها من خلال هذا المقال.
حكاية "كل يغني على ليلاه"
من الأمثال الشائعة التي يتداولها العرب بكثرة في حياتهم المثل القائل: “كل يغني على ليلاه”، فما حكاية هذا المثل؟ وإلى أي زمن يعود؟ يقال هذا المثل حين يشتكي كل شخص همه، وكأن همه هو أكبر أمر في الدنيا. وفي مقولة أخرى "كل يبكي ليلاه". وليلى لا يقصد بها امرأة ولكن هي أي شيء يهتم به المرء.
وللعودة إلى أصل المثل لا بد من الإشارة إلى قبيلة بني عامر التي كانت تعيش فيها فتاة تدعى ليلى العامرية، وهي ليلى بنت مهدي بن سعد بن مهدي بن ربيعة بن الحريش بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، وكان لها ابن عم يدعى قيس بن الملوح، وعاشا في عهد الخليفة الأموي مروان بن الحكم وابنه عبد الملك بن مروان.
وكانا يرعيان الأغنام معا منذ الصغر فهام بها حبا، وكان يسير بين الناس يقول فيها شعرا حتى لقبوه بالمجنون، ولكن لما كبر قيس وليلى منعها أهلها عن قيس حسب العادات التي قضت بعدم تزويج الفتاة بمن شبب بها، فجعل ينظم الشعر عن حب ليلى وفراقها؛ حتى أصابه الضعف والهزال ومسه الجنون، فعرف بين أهل القبيلة "بمجنون ليلى".
شاهد أيضاً: حكاية أبصرُ من زرقاء اليمامة
من أشعار قيس في ليلى
وخبرتماني أن تيماء منزل ** لليلى إذا ما الصيف ألقى المراسيا
فهذي شهور الصيف عنا قد انقضت ** فما للنوى ترمي بليلى المراميا؟!
وفي إحدى الروايات أن قيسا لم يكن مجنونا، ولكنه ادعى الجنون حتى لا يفتك به أهلها، ويقول فيها من الشعر ما يحلو له. ويبدو أن الأمر راق لشعراء كثيرين فنظموا الأشعار يتغزلون بحبيباتهم ويسمونهن "ليلى"، ونسبوها إلى المجنون حتى لا يفتضح أمرهم.
ويقال إن الأصمعي سأل أحد الأعراب من بني عامر عن مجنون ليلى، فقال له الأعرابي: "عن أيهم تسأل؟" ولأنه من المستبعد أن يكون جميع شعراء بني عامر قد هاموا بليلى العامرية، ومن المستبعد أيضا أن تكون كل فتيات بني عامر اسمهن ليلى؛ فقد قال العرب: "إن كلا يغني على ليلاه"، أي على ما يهجس فيه ويؤرقه.
المزيد: