حكاية اليوم خمرٌ وغدًا أمر
كل عام في يوم 18 ديسمبر يحتفل العالم بأكمله بـ يوم اللغة العربية، حيث اعتمد منظمة اليونيسكو يوم اللغة العربية يوم عالمي بسبب أنها واحدة من أهم اللغات العالمية حيث تحتوي على الكثير من المفردات والمعاني الهامة والقصص الكثيرة التي تحكي ماحدث للغة العربية عبر التاريخ
الاحتفال بيوم اللغة العربية
يتم الإحتفال بـ يوم اللغة العربية هذا العام تحت عنوان "اللغة العربية والتواصل الحضاري"، حيث يُعتبر هذا نوع من النداء من أجل التأكيد على الدور الهام لهذه اللغة العظيمة، حيث يوجد الكثير من الكلمات في اللغات الأخرى والتي مستوحاه من اللغة العربية، فهي تحمل العلم والثقافة وغيرها من العديد من المجالات الحياة الأخرى، فهي لغة الضاد.
حكاية "اليوم خمر وغدا أمر"
يضرب عند انشغال الشخص بعمل شيء ما، وانهماكه الشديد فيه حتى وإن جاءه أمر آخر أشد أهمية فلا يعطيه الاهتمام حتى يكمل ما يفعله. وقائل هذا المثل هو الشاعر الجاهلي المشهور امرؤ القيس، وقد كان من قبيلة يمنية، اسمها قبيلة كندة، وكان أبوه هو الملك حجر، وقد قام أبوه بطرده، وأقسم عليه ألا يعيش معه، فخرج امرؤ القيس هائما على وجهه في أحياء العرب هو وأصحابه، فكان إذا صادفه صيد، ذبحه وأكله هو ومن معه، وعند الانتهاء من الصيد وأكله كان يشرب الخمر مع رفاقه حتى أتاه خبر مقتل أبيه.
كان والد امرئ القيس قد أوصى وهو في آخر أنفاسه، بأن يمنح الحكم من بعده لمن يأخذ خبر موته دون جزع. ولما سمع أبناؤه خبر مقتل أبيهم، وقد جزعوا جميعهم إلا امرأ القيس، فقد كان في مجلس مع رفاقه يلعب النرد ويشرب الخمر، وعندما قيل له خبر وفاة أبيه لم يهتم لما قيل، وأكمل لعبه وطلب من رفيقه أن يرمي النرد.
فلما لعب قال له: "ما كنت لأفسد عليك لعبتك"، ثم نظر إلى الناعي، وقال: "ضيعني صغيرا وحملني دمه كبيرا.. لا صحو اليوم ولا سكر غدا.. اليوم خمر وغدا أمر"، وأخذ امرؤ القيس يشرب الخمر كثيرا حتى أفاق وأخذ على نفسه عهدا ألا يأكل ولا يشرب خمرا ولا يقرب النساء حتى يثأر لأبيه.
المزيد:
