حكاية زامر الحي لا يُطرب
بواسطة: منار مرسي | تاريخ النشر: : الجمعة، 17 ديسمبر 2021 آخر تحديث: : الإثنين، 18 ديسمبر 2023

حكاية زامر الحي لا يُطرب

كل عام في يوم 18 ديسمبر يحتفل العالم بأكمله بـ يوم اللغة العربية، حيث اعتمد منظمة اليونيسكو يوم اللغة العربية كيوم عالمي بسبب أنها واحدة من أهم اللغات العالمية حيث تحتوي على الكثير من المفردات والمعاني الهامة والقصص الكثيرة التي تحكي ماحدث للغة العربية عبر التاريخ فهي لغة الضاد.

حكاية " زامر الحي لا يطرب"

زامر الحي لا يطرب.. هو أحد الأمثال العربية القديمة التي انتشرت في منطقة الخليج، ويعني أن مطرب الحارة لا يطرب ساكنيها؛ وذلك لكثرة عزفه، الذي تتعود عليه الآذان فيصبح حينها بلا قيمة لديهم.. لأنه لا يقدم جديدا..

فما قصة هذا المثل؟

يعود أصل المثل إلى شاب فقير تميز بإبداعه في العزف على نايه وهو يرعى الغنم على تخوم قريته، ولكن بعد أن اعتاد أهل القرية ألحان الشاب الجميلة، قل اهتمامهم بعزفه، ولم يلتفتوا إلى إبداعه. إلى أن مر عليه أحد الرحالة فانتبه لعزفه، وتحير من جمال ألحانه، فعرض على هذا الشاب الرحيل معه، على أن يعطيه ألف درهم كل شهر.. فوافق الشاب بلا تردد، وانتقل مع الرحالة من غير وداع أهل القرية. وصار يعزف في القرى البعيدة، فذاع صيته وسبقه، وأصبح الناس يأتون من كل مكان يستمعون إليه حتى أضحى الراعي الشاب عازفا شهيرا.

وتمنى الشاب في يوم من الأيام أن يعود إلى أهل قريته وحيه، ليروا ما آل إليه حاله، وكان يحدوه أمل أنهم باتوا يقدرون موهبته وجمال ألحانه، فنصحه الرحالة بألا يفعل، لكن الشاب أصر على الذهاب؛ إذ غلبه الشوق لأهله وعشيرته. فعاد إلى القرية بأبهى حلله، فلم يعرفوه. فلما اجتمعوا حوله، أخرج نايه وعزف مغمض العينين.

فطرقت آذانهم ألحان ألفوها منذ زمن، فعرفوه. وحينما أنهى الشاب عزفه لم يسمع التصفيق الذي اعتاده في الأماكن الأخرى، ففتح عينيه ووجد رفيقه الرحالة ورجلا كبيرا في السن واقفين وحدهما، بينما انفض القوم كلهم. فأما الرحالة، فقال للشاب: "زامر الحي لا يطرب". وأما الشيخ فقال: "أخطأت إذ أتيت، وأخطأت إذ تدنيت، وأخطأت إذ تمنيت".

أما الأولى فقد أخطأ إذ أتى من أرض هو ناجح فيها إلى أرض قد طرد منها.. فليس بعد الزيادة إلا نقصان. وأما الثانية فأخطأ إذ تدنى بأن سمح لهذا الرحالة بأن يجعل لك ألف درهم فقط، وهو يتكسب منه ألف دينار. وأما الثالثة فأخطأ إذ تمنى أن يكرمه أهل هذه القرية بعد أن وجد الخير في غيرهم!

المزيد: