زيجات وأزمات الراقصة العالمية سامية جمال: فراشة السينما المصرية
عادت للرقص في عمر الـ60، ورفضها فريد الأطرش لتتزوج من محتال ثم تتزوج رشدي أباظة، ومكالمة غامضة منعت زواجها من بليغ حمدي، إنها الراقصة العالمية سامية جمال.
سامية جمال ممثلة وراقصة مصرية، اسمها الحقيقي (زينب خليل إبراهيم محفوظ)، ولدت في إحدى القرى التابعة لمحافظة بني سويف في عام 1924، بدأت العمل الفني بعد التحاقها بفرقة بديعة مصابني من خلال الرقص، واختارت لها بديعة اسمها الفني (سامية)، ثم دخلت إلى عالم السينما منذ منتصف الأربعينات، وكونت في بداياتها ثنائيًا فنياً مميزًا مع الفنان فريد الأطرش، وشاركت بالتمثيل والرقص في عشرات الأفلام، منها: (أمير الانتقام، نشالة هانم، الرجل الثاني، سكر هانم) واعتزلت الفن في أوائل السبعينات. توفيت في عام 1994 عن عمر يناهز 70 عامًا.
شاهدوا معنا تفاصيل وأزمات الراقصة العالمية..
الراقصة العالمية سامية جمال:
هي زينب خليل والتي اشتهرت بسامية جمال، صاحبة الطريق الطويل الذي شقته منذ ولادتها في بيئة قاسية بصعيد مصر وتحديدا ببني سويف وذلك حين توفيت والدتها قبل أن تبلغ عامها الثامن لتعاني من قسوة زوجة والدها. وعقب وفاته اتجهت إلى القاهرة حيث كازينو بديعة مصابني الذي بدأت فيه حياتها الفنية كراقصة.
وحين أعجبت بديعة بجمالها اختارت لها اسم ""سامية جمال""، وأصبحت بعد ذلك أشهر راقصة في الوطن العربي.
في البداية كانت سامية جمال ترقص بين مجموعة من الراقصات في خلفية المسرح، وحين جاءتها أخيرا الفرصة للرقص منفردة في مقدمة المسرح، تخشب جسدها وارتبكت ولم تستطع أن ترقص، وسخر منها الجماهير في أزمة العرض الأول.
لم تستسلم سامية جمال وتعاونت مع أحد المدربين المشاهير وقتها، واستطاعت أن تتصدر المسرح بالفعل، ورفعت بديعة مصابني أجرها إلى ثمانية عشر جنيها، وهو ما كان رقما كبيرا وقتها.
قصة حب سامية جمال وفريد الأطرش:
وفي عام ألف وتسعمئة وثلاثة وأربعين اتجهت "سامية" للتمثيل، وشاركت في العديد من الأعمال السينمائية التي بلغ عددها ثلاثة وخمسين فيلما، حيث شكلت في بدايتها ثنائيا ناجحا مع الفنان فريد الأطرش والذي ترددت الشائعات حول وجود قصة حب جمعت بينهما استمرت لثماني سنوات.
وقيل إن فريد الأطرش رفض الزواج منها لأنها راقصة، إلا أنها أكدت أنها تزوجت منه عرفيا، ولكنه عندما رفض الإفصاح عن زواجهما انفصلت عنه.
وقعت سامية جمال في حب النجم فريد الأطرش، وكانت بطلة حياته وأفلامه أيضا، لكنه لم يتزوجها؛ حيث أخبرها أن الزواج قيد على الفنان.. استمرت علاقتهما بين شد وجذب حتى أنهتها سامية أخيرا بقلبٍ دامٍ.
زواج سامية جمال من رجل أمريكي:
بعد أزمتها مع فريد الأطرش، قابلت سامية جمال بعد ذلك رجلا أمريكيا، يسمى شيبرد كينج، وسرعان ما وقعت في حبه، فقرر أن يعلن إسلامه من أجل الزواج بها، وبالفعل أشهر إسلامه وغير اسمه إلى عبد الله كينج.
واصطحبها معه بعد زواجهما إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث رقصت سامية على مسارح خمس ولايات أمريكية وحققت شهرة كبيرة، ونجاحا مذهلا، وتصدرت صورتها أغلفة الصحف والمجلات الأمريكية.
كانت قد تعرفت إليه خلال رحلتها إلى فرنسا وذلك أثناء مشاركتها في فيلم علي بابا والأربعين حرامي، وقد نصب شباكه حولها بكل الطرق لدرجة أنه ذهب إلى مشيخة الأزهر معها واستمر زواجهما أربعة وعشرين شهرا عاشتها سامية في ولاية تكساس تستكمل عملها كراقصة على خشبات المسارح الأمريكية.
لم تنته هذه القصة نهاية جيدة، بل انضمت إلى سلسلة الأزمات التي مرت بها سامية جمال، حين طلّقها عبد الله كينج وتهرب منها ورفض أن يدفع لها أجرها عن تلك الحفلات الأمريكية، الذي بلغ نحو 10 عشرة آلاف جنيه وهو مبلغ كبير جدا وقتها.
وبعدما فوجئت باستيلاء زوجها على كل أموالها التي ادخرتها معه ورحل عنها، عادت سامية جمال إلى مصر بعد ذلك دون أية أموال.
زواج سامية جمال من رشدي أباظة:
ثم تزوجت سامية بعد ذلك من الفنان رشدي أباظة عام ألف وتسع مئة وستين، وهو الزواج الأطول لكلا الطرفين؛ حيث استمر لمدة ثمانية عشر عاما تكفلت فيه بتربية ابنته قسمت.
اكتفت بكونها زوجة تنظم حياة زوجها وتهتم بابنته قسمت التي أنجبها من زواج سابق ظلت العلاقة بينهما هادئة حتى فوجئت في الصحف بخبر زواجه بصباح، وهو الزواج الذي لم يدم 24 ساعة، لكنه كان سببا في إنهاء علاقتهما حتى بعد تقدمها في العمر.
ورفض رشدي أباظة في البداية تلبية رغبة سامية جمال والانفصال عنها، بعد عشرة دامت 17 عاما، إلا أنها أصرت على إنهاء الحياة الزوجية، مما دفعه للرضوخ إلى رغبتها في النهاية.
سامية جمال في السينما العالمية:
فيلم علي بابا الفرنسي ليس الفيلم الأجنبي الوحيد الذي شاركت فيه سامية جمال؛ حيث جسدت فيه شخصية مرجانة، وشاركت أيضا كراقصة في الفيلم الأمريكي "وادي الملوك".
ورغم مشاركة بعض النجوم المصريين بالفيلم إلا أنها ظهرت منفردة على أفيش الفيلم بجوار نجومه الأمريكيين.
أما مشاركتها الأخيرة في السينما العالمية فكانت بالفيلم الإسباني غرام في الصحراء.
وفي أوائل السبعينيات اعتزلت سامية الرقص، وبعد أكثر من خمسة عشر عاما، عادت سامية للرقص بسبب الحاجة للمال فوافقت على العرض الذي قدمه لها الفنان سمير صبري.
ظلت سامية جمال محافظة على كرامتها، وهو ما دفعها إلى العودة للرقص في عمر الستين.
ساعدها الفنان سمير صبري في الحصول على عمل بأجر شهري ألفين جنيه كي تستطيع أن تدفع ديونها وتساعد أبناء شقيقتها على دفع مصاريف الدراسة دون أن تمد يدها لأي شخص، وشكرت سمير صبري قائلة: "شكرا يا سمير إنك رجعتني للحياة تاني".
كما كانت سامية جمال في حاجة للأموال، بعد انحسار الأضواء عنها، وتلف شقتها بسبب ماسورة الصرف الصحي، وهو ما ساعدها فيه سمير صبري.
انقطعت في نهاية حياتها عن الأضواء، وأوصت بألا تقام لها جنازة كبيرة، بل أوصت بأن ينزل جثمانها من سلم الخدم أوصت بأن تنزل جنازتها من سلم الخدم رغم كل المعاناة التي مرت بها، ظلت الفراشة سامية جمال خفيفة القلب، ورشيقة الجسد، بابتسامة صافية على وجهها الجميل
وبعد أن قامت بجمع مبلغ من المال يؤمن لها العيش بكرامة، اعتزلت ثانية، وفي عام ألف وتسعمئة وأربعة وتسعين أصيبت سامية بالأنيميا بسبب نقص التغذية ونصحها الأطباء بتناول الفيتامينات والابتعاد عن النظام الغذائي الذي تعيش عليه وهو ما رفضته سامية، ما تسبب في إصابتها بجلطة في الوريد المغذي للأمعاء ولم تتحسن حالتها وبدأت تفقد الوعي تدريجيا حتى توفيت في الأول من ديسمبر عام ألف وتسعمئة وأربعة وتسعين. لتترك سامية جمال بصمتها الفريدة في عالم الفن وتبقى بلا منازع فراشة السينما المصرية.