قصر البارون: الغرفة الوردية محرمة على الجميع ولا يزال سرها غامضا
عندما تسمع اسمه تشعر أن حالة من الخوف سيطرت عليك، أسراره المخيفة كانت سببا في أن يصبح مكانا مهماً للباحثين ومحبي الآثار، إنه قصر البارون الذي أشيع عنه الكثير من الأساطير، والذي لا يزال محط أنظار الكثيرين.
بناء وتصميم قصر البارون
بني قصر البارون عام 1906، وتم افتتاحه عام 1911، تولى بناءه المليونير البلجيكي البارون إدوارد إمبان، الذي جاء إلى مصر من الهند بعد افتتاح قناة السويس.
تم تصميم القصر من أحد تصميمات المعماري الفرنسي ألكساندر مارسيل، حيث كان يعرض تصميم لقصر يتبنى الطرازين الأوروبي والهندي في معرض هندسي في باريس عام 1905 فأعجب به البارون واشتراه ليكون من أولى البنايات التي زينت لصحراء مصر الجديدة في عام 1911، حيث جمع في تصميمه بين أسلوبين معماريين أحدهما ينتمي إلى قصر عصر النهضة خاصة بالنسبة للتماثيل الخارجية وسور القصر، أما القصر نفسه فينتمي إلى الطراز الكمبودي بقبته الطويلة المحلاة بتماثيل بوذا، وقد جلب رخام القصر من إيطاليا والكريستال من تشيكوسلوفاكيا، ويشغل القصر وحديقته الواسعة مساحة 12,500 ألف متر.
ويعد البارون إمبان صاحب فكرة ومخطط تصميم منطقة مصر الجديدة، حيث كان يرغب في إقامة منطقة للطبقة الأرستقراطية والجاليات الأجنبية، وبالفعل بدأ في تنفيذ مشروعه واختار للمنطقة اسم "هليوبليس" وتعني "مدينة الشمس"، وأنشأ المترو الذي مازال موجودا حتى الآن، وبدأ البارون في إقامة المنازل على الطراز الغربي والكلاسيكي، وبعد انتهائه من بناء المنطقة قرر إقامة قصرا أسطوريا لنفسه، وصممه بحيث لا تغيب عنه الشمس، حيث تدخل الشمس جميع حجراته.
قصر البارون من الداخل
صنعت أرضيات القصر من الرخام والمرمر الأصلي، حيث تم استيرادها من إيطاليا وبلجيكا، تتصدر مداخله تماثيل الفيلة، كما تنتشر أيضا على جدران القصر الخارجية والنوافذ على الطراز العربي وهو يضم تماثيل وتحفا نادرة مصنوعة بدقة بالغة من الذهب والبلاتين والبرونز، بخلاف تماثيل بوذا والتنين الأسطوري.
ويتكون القصر من طابقين وسرداب، وبرج كبير شيد على الجانب الأيسر يتألف من 4 طوابق يربطها سلم حلزوني تتحلى جوانبه الخشبية بالرخام، وعلى سور السلالم نقوش من الصفائح البرونزية مزينة بتماثيل هندية دقيقة النحت.
ترميم قصر البارون وظهوره في الأعمال الفنية
في فترة الخمسينيات تناقلت ملكيته بين عدة أشخاص وقامت بشرائه الحكومة المصرية عام 2005.
عانى القصر من الإهمال لفترة طويلة إلى أن قررت وزارة الآثار المصرية ترميمه عام 2017، وأخذ قصر البارون شهرة واسعة بسبب ظهوره في عدد من الأعمال الفنية منذ عام 1960.
استعان صناع الفن بالقصر في فيلم آسف على الإزعاج للفنان أحمد حلمي، وفيلم حياتي مبهدلة للفنان محمد سعد.
خرافات حول قصر البارون
انتشرت الكثير من الخرافات حول قصر البارون، وزعم البعض أنه بيت للأشباح، بعض المحيطين بالقصر أكدوا أنهم يستمعون إلى أصوات غريبة تصدر من غرف القصر.
أحد حراس العقارات المجاورة للقصر أكد أن الغرف يخرج منها أضواء ملونة في كل ليلة، وما زاد الأمر غرابة أنه في عام 1982، شاهد المارة ألسنة النيران تخرج من إحدى شرفات القصر.
وخلال ساعات قليلة، انطفأت النيران دون تدخل من أي شخص؛ ما أثار جدلا كبيرا حوله، ما يحدث في القصر أرجعه البعض إلى أنه حالة الصرع التي كان البارون يعاني منها طوال حياته.
الغرفة الوردية المحرمة بقصر البارون
الغرفة الوردية هي الغرفة التي حرم البارون على كافة من عمل بالقصر وابنته وشقيقته، الاقتراب منها.
أبواب هذه الغرفة تفتح على سرداب القصر الذي يصل إلى كنيسة البازيليك التي دفن بها. حاول الكثيرون اكتشاف القصر ومعرفة حقيقة أمره، ولكن لا تزال الأسرار لم تكشف كاملة حتى الآن.