نيكول سابا: فيلم التجربة الدنماركية علامة فارقة في حياتي
عبرت نيكول سابا عن سعادتها بخطواتها التي اتخذها في مصر، كما تحدثت في مؤتمر صحفي عن الكثير من المحطات في حياتها وأبرزها فيلم التجربة الدنماركية.
وقالت نيكول سابا إن خطواتها في مصر كانت من أهم الخطوات، وإن أول حفل لها كان في الساحل الشمالي، وقت عضويتها في فرقة الفور كاتس.
ووصفت فيلم التجربة الدنماركية بأنه من أهم الخطوات في حياتها، خاصة وأن الفيلم كان بداية دخولها للتمثيل وأنه كان خطوتها الأولى لأعمال فنية أخرى.
نيكول سابا
قبل أن تخوض غمار التمثيل، عُرفت نيكول سابا كوجه بارز في عالم الغناء بلبنان. انطلقت في التسعينيات مع فرقة الفور كاتس The Four Cats التي أسسها غسان الرحباني، وكانت الفرقة حينها محط اهتمام الشباب بسبب إطلالاتها الجذابة وأسلوبها المختلف. ورغم أن نيكول لم تكن الوجه الغنائي الأبرز داخل الفريق، إلا أن حضورها وملامحها الأوروبية نسبياً جعلاها محط أنظار الإعلام والجمهور. ومع مرور الوقت بدأت تبحث عن هوية فنية أوسع من مجرد الوقوف على المسرح، لتأتي المفاجأة من القاهرة حيث كان المخرج علي إدريس والكاتب يوسف معاطي يبحثان عن بطلة لفيلم جديد مع عادل إمام.
كيف وقع الاختيار عليها
بحسب تصريحاتها وما نشر عنها في كواليس الفيلم، فإن الزعيم عادل إمام كان يبحث عن وجه أنثوي يجسد شخصية أجنبية ضمن إطار كوميدي اجتماعي. وقع نظره على صورة نيكول سابا في إحدى المجلات، فوجد فيها الملامح المناسبة لتجسيد شخصية فتاة دنماركية. لم تكن نيكول تملك خبرة في التمثيل حينها، لكن إصرار عادل إمام على وجودها إلى جانبه جعلها توافق على خوض التجربة رغم المخاوف. كان الاختيار مفاجئاً بالنسبة لها، إذ انتقلت من الغناء إلى الوقوف أمام نجم بحجم عادل إمام في أول تجربة تمثيلية لها.
شخصية أنيتا في الفيلم
في التجربة الدنماركية لعبت نيكول سابا دور أنيتا هنريك جوتنبرج Anita Henryk Gothenburg، الطالبة الدنماركية التي تصل إلى مصر ضمن برنامج بحثي وتقيم في منزل الوزير المصري وائل المنياوي الذي جسده عادل إمام. الشخصية كانت مرحة، متحررة، ومختلفة عن السياق الاجتماعي المصري التقليدي. ومن خلال إقامتها في منزل الوزير، تنشأ مواقف كوميدية بين أنيتا وأبناء الوزير الأربعة الذين ينبهرون بانفتاحها وأسلوب حياتها المختلف.
الجدل الذي أثارته الشخصية
منذ عرض الفيلم عام 2003 وحتى اليوم، يُعتبر دور نيكول سابا واحداً من أكثر الأدوار المثيرة للجدل في السينما المصرية الحديثة. جسدت شخصية أجنبية متحررة، وظهرت بإطلالات لم تكن معتادة على الشاشة العربية في ذلك الوقت، وهو ما فتح باب الانتقادات خصوصاً في لبنان حيث اتُهمت بأنها اختارت دوراً جريئاً أكثر مما يجب. في المقابل، رآها آخرون خطوة ذكية لأنها قدّمتها لجمهور واسع في مصر والعالم العربي خلال وقت قصير.
ردود فعل الجمهور والنقاد
الفيلم حقق نجاحاً جماهيرياً كبيراً عند عرضه، إذ جمع بين الكوميديا المميزة لعادل إمام والتناقضات الثقافية التي قدمتها شخصية أنيتا. الجمهور المصري تفاعل مع خفة ظل الفيلم، لكن كثيرين ركزوا على ظهور نيكول الجريء، معتبرين أنها جسدت صورة الفتاة الأجنبية التي تُدخل صدمة كوميدية في الحياة المصرية. النقاد انقسموا بين من رأى أن الفيلم مجرد محاولة لإضحاك المشاهد عبر المواقف الساخرة، ومن رأى أنه يناقش مسألة الانفتاح الثقافي بشكل طريف.
نيكول سابا والنجومية بعد التجربة
رغم كل الجدل، اعترفت نيكول سابا لاحقاً أن الفيلم كان وش الخير عليها، فهو قدّمها لجمهور واسع وفتح لها باب التمثيل في مصر بشكل كبير. بعد التجربة الدنماركية انهالت عليها العروض السينمائية والتلفزيونية، فأصبحت اسماً لامعاً في الساحة الفنية. الانتقال من مطربة لبنانية إلى ممثلة مصرية مطلوبة لم يكن بالأمر السهل، لكن نجاح الفيلم ساعدها في تحقيق هذا التحول.
ما بين الندم والاعتزاز
في أكثر من مقابلة، تحدثت نيكول سابا بصدق عن مشاعرها تجاه الدور. أحياناً عبّرت عن ندمها على بعض تفاصيل الشخصية لأنها كانت جريئة أكثر مما يناسبها في تلك المرحلة، وقالت إنها ربما لو عُرض عليها الدور اليوم فلن تقبله بالطريقة نفسها. لكن في تصريحات أخرى أكدت أنها فخورة بخوض التجربة لأنها أضافت لها الكثير كممثلة، ووفرت لها انطلاقة قوية ما كانت لتحصل عليها لولا جرأتها. هذا التناقض في مشاعرها يعكس حجم الأثر الذي تركه الفيلم في حياتها الفنية والشخصية.
تأثير التجربة على صورتها الفنية
بعد الفيلم أصبح اسم نيكول سابا مرتبطاً بالصورة الجريئة، لكنها سعت لاحقاً إلى تنويع أدوارها حتى لا تبقى حبيسة قالب الفتاة الأجنبية فقط. شاركت في أعمال درامية وسينمائية أكثر عمقاً، ونجحت في تثبيت مكانتها كممثلة قادرة على أداء شخصيات مختلفة. ومع ذلك، فإن التجربة الدنماركية ظل علامة فارقة في مسيرتها، وغالباً ما تعود الأسئلة حول هذا الدور في أي مقابلة تُجرى معها.
فيلم التجربة الدنماركية
اليوم، بعد أكثر من عقدين على عرض الفيلم، ما زال الحديث عن مشاركة نيكول سابا في التجربة الدنماركية حاضراً بقوة. يعتبره البعض واحداً من أنجح الأفلام الكوميدية في تلك الفترة، فيما يراه آخرون مجرد تجربة جدلية. أما بالنسبة لنيكول، فقد كان الباب الذي أدخلها إلى عالم التمثيل من أوسع أبوابه، وأكسبها خبرة وشهرة لم تكن لتحصل عليها لو بقيت في إطار الغناء وحده.